المقالات

لِكلِّ زمانٍ دولةٌ ورجالُ

كاتب رأي ومستشار أمني

صحيح لكل زمان دولةٌ ورجالُ وأيضا يصح نقول أن لكل زمان دولة ونساء تماشياً مع العصر وتلافياً للزعل.

لكن لاحظت أن كثيراً من مواليد 1 / 7 وأنا أحدهم وأعني بهم جيل الثمانينات والتسعينات يتحسرون على ماضيهم المجيد وكفاحهم المرير وينتقدون الشباب والفتيات أبناء العصر الذهبي والرؤية المباركة على الخط الرديء والتعبير الضعيف وكأنها أساس التنمية في عصر تفجرت فيه المعلومات وتكاثرت فيه الوسائل وتعددت محركات البحث !!

وإن هم لم يتعلموا كما يجب وكما تعلّم جيل الثمانينات إلا أنهم توفرت لهم وسائل التقنية الحديثة والإمكانيات العالية التي لم تكن متاحة في الزمن الماضي.

الجيل الحالي ( جيل الشباب ) بنات وبنين لهم تطلعات لم نصل اليها في ظل الإمكانيات المتاحة لهم والتي كنا نحلم بها في التسعينات الهجرية وربما لم يصل اليها مستوى تفكيرنا في ذلك الوقت !!

الحقيقة التي يجب أن يعيها الجميع أن الرجال الذين يملكون مفاتيح النفوذ اليوم قد يسلّمونها غداً لغيرهم. وليس ذلك عيباً في التاريخ، لأن كلّ جيلاً يختلف عن الجيلِ الذي قبله من ناحية الإمكانيات والتفكير واستغلال الفرص وليس من المنطق أن ننتقد أبناءنا وبناتنا بل الأفضل تحفيزهم والاستفادة مما لديهم من خبرات وإمكانيات تفوق الوصف خاصة في مجال التقنية.

والكل يعلم أن الدول جميعها تعول على الشباب الشيء الكثير في ظل ثورة المعلومات وتطور وسائل التقنية فهم عماد المستقبل والأمل بعد الله في بناء غدٍ مشرق ومستقبل زاهر بفضل ما توفر لهم من امكانيات ووسائل لم تكن موجودة من قبل.

كما يجب توجيههم حيال استخدامها الاستخدام الصحيح الذي يفيد البشرية ويبني الاوطان أما انتقاصهم فلن يؤدي إلى نتائج إيجابية بل سيخلق لنا معوقات مع جيل نُعَوِّل عليهم الكثير في عصرنا الحاضر عصر المعلومات والتقنية والذكاء الاصطناعي .

نحن بحاجة ماسة إلى هذا الجيل المتقد الذكي الذي يفهم بسهولة أكثر مما يحفظ أو يتعلم ولاحظ الآن أطفال لم يصلوا بعد لسن الدراسة ومع ذلك أصبحت لهم دراية باستخدام وسائل التقنية الحديثة

الخلاصة : الحكمة أن يكون المرء ابن وقته، مواكباً لروح عصره، لا أسيراً لماضٍ انقضى ولا غريباً عن حاضر يتشكل. والإعتماد حالياً على العقل أكثر من الجوارح وعلى التقنية أكثر من البشر وعلى الذكاء الإصطناعي أكثر من الذكاء البشري والقادم سيكون له مستجدات أخرى ويا قلب لا تحزن .

عبدالله سالم المالكي

كاتب رأي - مستشار أمني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لا فـض فـاگ أبا رائد
    أجـدتَ فـأفيت ، مقال جميل كجمال روحگ ونبصات قلبگ وصرير قلمگ .
    نعـم ! كل زمـنٍ له ناسـه ورجـاله
    فكل زمن يأتي يحتاج إلى أشخاص معينين لهم صفات وقدرات خاصة تناسب ظروف ذلك الزمن وتحدياته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى