في ظل رؤية وطن طموح، يبرز أمامنا ثلاثي ذهبي ينبض بالتغيير، ويتجسد فيه روح التقدم، ويُعبّر عن مسار التنمية. هذا الثلاثي هو التعليم، والبحث، والابتكار، الركائز الأساسية التي تستند إليها نهضتنا الوطنية الشاملة، والتي من خلالها نرسم طريقًا واضحًا نحو مستقبل يرفل به أجيالنا القادمة.
التعليم هو الأساس المتين الذي تقوم عليه صروح المعرفة، وهو النور الذي يضيء العقول، ويهذب النفوس، ويصقل المواهب. من خلال التعليم، نزرع بذور الإبداع في عقول أبنائنا، ونصنع الإنسان، ونمكنهم من اكتساب المهارات والمعارف التي تؤهلهم لمواجهة تحديات العصر في عالم يتشكل، والمساهمة الفاعلة في بناء مجتمع المعرفة. كما أشار سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – إلى أهمية التعليم في تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث ذكر: ” التعليم هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع المعرفة “.
البحث هو المحرك الذي يدفع عجلة التقدم، وهو الرحلة الاستكشافية التي تخوضها عقولنا بحثًا عن حلول لمشاكلنا، واكتشافات تساهم في تحسين حياتنا. من خلال البحث نكتشف معارف جديدة، ونطور تقنيات حديثة، ونُسهم في إثراء الحضارة الإنسانية. على سبيل المثال، شهدت المملكة تقدمًا ملحوظًا في مجال البحث العلمي، حيث أُطلقت العديد من المبادرات والمشاريع البحثية التي تهدف إلى تعزيز الابتكار والتنمية.
الابتكار هو ثمرة التعليم والبحث، وهو القدرة على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس، وتحويل المعرفة إلى منتجات وخدمات تلبي احتياجات المجتمع، وتحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. من خلال الابتكار نخلق فرصًا جديدة، ونحسّن جودة الحياة، ونُسهم في بناء مستقبل واعد ينعم به الجميع. كما يلعب الابتكار دورًا هامًا في تعزيز التنمية المستدامة، إذ يساهم في تحقيق أهدافها.
يتضح لنا جليًا أن ” الثلاثي الذهبي ” المتمثل في التعليم والبحث والابتكار يشكل منظومة متكاملة ومتفاعلة، تُعد الركيزة الأساسية التي لا غنى عنها لتحقيق رؤية المملكة الطموحة. إن الاستثمار المستمر في هذا الثلاثي الحيوي يمثل ضرورة استراتيجية لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة، وتعزيز مكانة المملكة كمركز رائد للمعرفة والابتكار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إن تكامل وتضافر جهود المؤسسات التعليمية والبحثية والقطاع الخاص يشكل حجر الزاوية في بناء منظومة متكاملة تدعم الابتكار والإبداع، وهو ما يُعرف بالثلاثي الذهبي: التعليم، البحث، والابتكار. هذا الثلاثي لا يمثل فقط أدوات لتحقيق التنمية الاقتصادية، بل هو المحرك الأساسي لبناء مجتمع معرفي متقدم قادر على مواجهة تحديات المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة. رؤية المملكة 2030 وضعت هذا الثلاثي في صلب استراتيجيتها، حيث تؤمن بأن الاستثمار في العقول المبدعة وتوفير بيئة محفزة للبحث العلمي والابتكار هو السبيل لتحقيق التحول الوطني الطموح. من خلال دعم التعليم النوعي، وتعزيز البحث العلمي، وتشجيع الابتكار، ستتمكن المملكة من بناء اقتصاد معرفي متين قائم على المعرفة والتقنية، مما يعزز مكانتها العالمية ويضمن مستقبلاً مزدهراً لأجيالها القادمة. لذا، فإن العمل المستمر على تعزيز هذا الثلاثي الذهبي هو استثمار استراتيجي يضمن تحقيق أهداف الرؤية وتحويل المملكة إلى نموذج رائد في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.



