«وما زال الصج ينقال»
الواقعيون معذّبون بصحوة الضمير، والمتلوّنون مثل (جبنة المش) المصرية سعداء، ويرقصون حماقةً من غيابه!!
العرب يشتهرون بالمجالس، وهي من أساسيات العادات والتقاليد، وبعض هذه المجالس قمّة في تبادل المعلومات والمناقشات الثقافية الإيجابية، فيما هناك مجالس يرتادها أناس يشاركون في حوارات وجدال بلا فائدة. ومن هذه المجالس أناس يفتخرون بأكاذيبهم ولا يندمون عليها (أشخاص يرتدون عباءة المهانة)، ومنهم من يفتخر بكذبه — سحاب بلا مطر — مع أن الكذب هو الخوف الغامض من مواجهة الحقيقة، والكاذب شخص فاسد يحاول إفساد أجواء من معه حتى لا يكون المفسد الوحيد.
والكثير من هؤلاء يُشار إليهم بأنهم (جحا المجلس)، وهذا المشار إليه ثرثار، ولا تنتهي ثرثرته بأية معرفة. ونتذكر أن جحا صعد المنبر في أحد المجالس وتحدث، ثم سأل: هل تعلمون ما أقول لكم؟ قالوا: «لا». قال: طالما لا تعلمون، فلا فائدة للوعظ في الجهلة. ثم صعد في اليوم الآخر وقال: يا ناس، هل تعلمون ما أقول لكم؟ قالوا: نعم. قال: حيث تعلمون، فلا فائدة من الحديث، والعارف منكم يشرح لمن لم يفهم (مع أنه لم يقل شيئًا مفهومًا). هذا نموذج حقيقي لـ«جحا المجلس» في بعض المجالس!!
في مصر الشقيقة هناك جبنة تُحفظ في وعاء «الملاص»، وتُدفن تحت الأرض لأشهر، تتقلّب فيها الجبنة وتتغيّر، تُدعى (المِش)، رائحتها والعناية المركزة! وهناك من يلبسهم العفن، وهم مثل المش، كل يوم بوجه!!
صدق من قال: لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيعافيه الله ويبتليك!!
الأخ المحلل الكروي المصري الشقيق رضا عبدالعال دخل مداخل السوء في أفكاره الكروية، وعليه أن يتحمّل تبعات تهوّره ورغبته في (الترند). يقول إن منتخبات العرب عرفوا الكرة قبل عشر سنين، ومنتخب مصر من أيام الفراعنة. إذا كنتَ محنّطًا فتلك مشكلتك، ونحن كنا نتغلّب عليكم من خمسين سنة وأكثر، لذا نرجو عدم التلاعب بالتاريخ لتدعم طرحك الخيالي غير الواقعي نهائيًا.
يا أخي، ككويتيين نذكّرك أن الإسماعيلي بطل أفريقيا في منتصف الستينيات أيام بازوكا وسيد عبدالرازق، هُزم من القادسية 4/1، وسجّل كل أهداف نادينا الراحل محمد المسعود. ثم إن للعربي الكويتي صولات وجولات مع الفرق المصرية، راجع الأرشيف ودعنا من خيالك الواسع. ثم في 18 فبراير 97، يوم كان مدرب منتخبكم فاروق جعفر، فزنا عليكم 2/0 لبشار وبران، وكأس العرب في الدوحة 98 فاز أزرق الكويت 4/1، والأشقاء فازوا في كأس العرب بسوريا 92، وفي مايو 2005 خسرنا 0/1 بهدف لأحمد حسن. إذًا أين الفوارق من عشر سنين يا بني آدم ويا محترم؟ ولا «خذوهم بالصوت»..
قال عباس العقاد:
«الصدق يمشي في الظلام ملثّمًا… والزور يمشي في النهار ويسفر»
(خذها لك ومرّرها لجحا المجلس)، ألا تعلم أن نتائج الكرة (زي الغازية ترقص لكل واحد شوية).
مبروك تأهّل نشامى الأردن والمغرب لنهائي كأس العرب، وهاردلك كبيرة للسعودية والإمارات (آه.. ويل للحمل الضعيف بين الذئاب، ويل لمن لا يملك الأظافر والأنياب)!
خذوا الحذر من اثنين: جاهل حفظ له سطرين.. وجوعان ربح فلسين!!
السلام بعد هذا الكلام.



