المحلية

تغريدة الضّلال بين التخفّي المريب والسّفور العجيب

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]تغريدة الضّلال بين التخفّي المريب والسّفور العجيب…؟[/COLOR] [COLOR=blue]بقلم: مصطفى قطبي[/COLOR][/ALIGN] [ALIGN=CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/4f3413aa03f6a.jpg[/IMG][/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]قُضي الأمر، ومضت العلمانية والليبرالية تطفو على سطح المجتمع السعودي، وتسفر ـ بعد
طول تخف مريب ـ عن وجهها المعتم الكئيب، وتزداد على مر الأيام مكابرة، وعناداً جهولاً، وركوب كل صعب خطر من وسائل الجنوح والمروق…! نبأ من الأنباء صغير وبسيط، يقول أنّ واحداً من الكتبة المغمورين بالسعودية ويدعى “”[COLOR=crimson]حمزة كشغري[/COLOR]””، شطح خياله المريض ونشر تغريدة بموقع “”تويتر”” يتطاول فيها على الذات الإلهية ورسول الله عليه أزكى الصلوات، ولم يتوقف هذا المعتوه عند هذه الإساءات بل وصلت تجاوزاته إلى السخرية من المسلمات الدينية. هذه التصرفات المريضة قابلها سخط عارم بكافة طبقات المجتمع السعودي بخاصة والمسلمين بعامة. وحسناً فعل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه، عندما منع كاتب تغريدة الوقاحة من الكتابة في أي صحيفة أو مجلة سعودية، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده.

النبأ الصغير من الكاتب الوضيع الحقير، و… كما قال “”طرفة بن العبد”” الشاعر العربي القديم:

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]قد يبعث الأمر العظيم صغيره *** حتى تظل له الدماء تصبب[/COLOR]![/ALIGN]

وإن كنا لنود حقاً لو أن قال الشاعر ـ في مناسبتنا هذه ـ تتمة للشطر الأول من بيته: “”حتى تظل له ـ حمرة الخجل ـ ! ـ تصبب”” !.. ولكن ما الحيلة ورعونة أمثال “”كشغري”” في ضلالها وتضليلها: سوأة، وعورة، وسية في جبين العروة الناصع، ويجب سترها عملاً بحديث نبوي شريف يقول: “”من رأى عورة لأخيه فسترها، كان كمن أحيا موءودة “”.

إلاّ أنّ مثل تلك الصغائر، وقد تكره من أجلها النصح والزجر دون نفع وبلا جدوى… لا يحسن أن نستنفد الأكثر النفيس من وقتنا في الأقوال ما بين نصائح وتحذيرات… وإنّما هو “”العمل”” الواقعي، و “”الرد”” الفعلي العملي، هو الذي يجب أن يصدر الآن عنا. إنّ الاعتداد بالنفس بعد الاعتماد على الله قوة أي قوة… وكلمة النصح الرفيق وإيماءة التبصرة الهادئة إن لم تجد صداها في قلوب أضلها الهوى وعيون أعشاها البهرج والبريق… فالأجدر ـ إذن ـ والأوجب هو نفض الأيدي من شئون هؤلاء المارقين أمثال [COLOR=crimson]””كشغري””[/COLOR]… فليسوا في واقع الأمر “”ظاهرة حديثة ـ لا سابقة لها ولا مثيل، وإنّما هم “”ظاهرة كل زمان ومكان””… أولئك الفئة المنحرفة، الضالة المضللة، التي تنبت خفية في كل روض مخضوضر شاسع، لتنأى، وتتلوى بصفرة الذبول وحدها، وتتخذ لنفسها ـ وهي أهون “”النبات”” شأناً ـ خواصاً عجيبة تنفرد بها، في طريقة “”نموها””! ومن كانت الخيانة صفة من صفاته، فليس بمستكثر عليه حقاً أن يركب الصعب الشائك من المطايا ليصل ـ المهم أن يصل! ـ إلى غاياته وأغراضه الدنيوية… وأولئك هم الذين حذرنا الله منهم، فأوحى إلى نبينا “”محمد”” عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، بالكثير من أفاعيلهم، فيقول سبحانه وتعالى في سورة الأنفال: ( وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).

أفترونه غريباً على أمثال هؤلاء النكرات أولاء أن يخونوا بني جلدتهم، من شعبهم وشعوب منطقتهم، وقد خانوا الله من قبل، ورسوله، وخانوا: إسلامهم وعروبتهم…؟!

وإذ تقدم [COLOR=crimson]صحيفة مكة الالكترونية[/COLOR] للقراء الكرام هذا المقال، فإنها لا تهدف من وراء المقال إلى سرد صفات ومكارم أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالقلم والمقام ومئات الصفحات ستعجز عن تحقيق هذا الهدف، ويكفي أن مولده الشريف كان إيذاناً بمرحلة جديدة تحولت فيها البشرية ربقة العبودية لغير الله إلى معرفة الله الحق سبحانه وتعالى الواحد الأحد قيوم السماوات والأرض، وكفى أن الله رفع ذكره في السماء في قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك) وزكاه في الأرض، فقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وقال عزوجل: (وأنك لعلى خلق عظيم) أي في أعلى مكانة من الصفات والأخلاق وزكاء النفس وطهارة القلب.

وإنه لفخار أن تثور الأمة الإسلامية ضد هذا المعتوه النكرة الذي تطاول على مقام الرسول عليه السلام، والفاجعة أن تأتي الإساءة والإهانة من كاتب في بلاد الحرمين الشريفين.
وإذا كان المارقون المنافقون أمثال النكرة “”كشغري””، قد أساؤوا للنبي ورسالته السماوية، فلا عجب لأن هذه الحملات نالت جميع الأنبياء والمرسلين، وصدق الله العظيم حيث يقول: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا) ولكن المحزن على القلب عندما تصدر الإساءة من شخص مسلم يعيش في بلاد مهبط الوحي ومشرق نور الرسالة وقبلة المسلمين، يأتي هذا الهجوم وهذه الإساءات بغرض طلب الشهرة من نفس مريضة مهزوزة تبحث عن التلميع الإعلامي الزائف.

ومن غرائب الضلال والتضليل ما صرح به المعتوه الغر لمجلة نيوزويك الأمريكية وتناقلته وكالات الأنباء عن الكاتب الهارب خارج السعودية… حيث [COLOR=crimson]تراجع “”كشغري”” عن إعلان توبته[/COLOR] مؤكداً أنه لن يعود إلى السعودية… وأوضح أنه قد يطلب اللجوء إلى إحدى الدول.
وذكر “”كشغري”” في اللقاء أن ما قاله يُعتبر من أبسط حقوق الإنسان ويندرج تحت حق “حرية الرأي والتعبير””. زاعماً أن مثله في السعودية كثيرون.

والحال، هل يمكن أن تكون إهانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قبل [COLOR=crimson]””كشغري”” [/COLOR]النكرة والإساءة للذات الإلهية والسخرية من المسلّمات الدينية، من باب حرية التعبير، وإذا عممنا السؤال: هل من الوارد أن تكون إهانة الأنبياء والرسل على الإطلاق والسخرية منهم ثقافياً وإعلامياً هي نوع من حرية التعبير، ومنذ متى كانت السخرية من الأنبياء والعقائد والديانات والمقدسات حرية رأي في وقت يقاضي فيه الأفراد العاديون الصحف ووسائل الإعلام على ما لحق بهم من سب وقذف وسخرية؟! الحال أصعب من السكوت عليه ولا عذر للجهل أو الصمت. فالمسألة التي أثارها كاتب نكرة، لا يمكن التغاضي عنها لأنها مسألة تتعلق بالتلاعب بالمقدسات الإسلامية تحت ذرائع ثقافية وحضارية، لماذا هذا الاتجاه نحو التلاعب بهذه الطريقة المهينة الماسة بكل مقدس عند المسلمين؟

ما نود التأكيد عليه في [COLOR=crimson]صحيفة مكة الالكترونية، [/COLOR]أن تذرع بعض وسائل الإعلام بحرية التعبير مردود عليه، فمن المغالطة الالتفاف والدفاع عن الإساءة التي تمثل في الخطاب الثقافي العربي نوعاً من خطاب الكراهية، بحجة حرية التعبير عن الرأي، فالصلة بينهما منفكة ولا يصح الاستناد إليها، لأن هناك فارقاً بين حالتين في مجال الإساءة: أولاها التعبير عن الرأي مع الاضطرار إلى استخدام ألفاظ وكلمات جارحة أو من شأنها أن تمس شعور البعض. فالمقصد هنا هو التعبير عن الرأي مع عدم القدرة على تجنب تلك الألفاظ والعبارات، لكن هناك حالة من الإساءة أنكى من ذلك وهي اختيار أسلوب وكلمات كان في الإمكان له ألا يختارها، ومن ثم يكون اختياره ذلك الأسلوب أمراً مقصوداً عنده، أي أنه يقصد التعبير عن الرأي بانتقاد العقيدة والإساءة للنبي الكريم، ويقصد في الوقت نفسه المس بشعور المسلمين، ولم تكن الثانية منهما مجرد وسيلة اضطر إلى استعمالها، بل غاية اختارها من بين عدة طرق ممكنة.

فالحرية المطلقة المتسببة بلا ضوابط أو قيود هي عين الفوضى والتي تقود المجتمعات إلى الخراب والدمار، إلا أن كل المجتمعات الإنسانية تعرف نوعاً من الحرية الراشدة التي تمكن الإنسان من العيش والتعايش والمعايشة وفق إرادته دون أن يكون مقهوراً أو مظلوماً أو واقعاً تحت ضغط غير مشروع، فالحرية تعني الانطلاق المشروع في الرأي والاعتقاد وفي القول والفعل.

لقد كرم الله الإنسان بالحرية لا لذاتها، ولكن بقدر ما توصل صاحبها إلى الاهتداء والتقوى والصلاح، فإذا لم تستطع تلك الحريات أن ترتقي بالحقيقة الإنسانية في نفس الإنسان وتكون وسائل للهدى والرشاد، فوجودها كعدمها سواء، ولا قيمة لحرية الفكر والاعتقاد ما لم تكن هناك حرية تعبير، إلا أن الإسلام يميز في مجال حرية التعبير ما بين “”الكلمة الطيبة”” الفاعلة الهادية والمنتجة لكل فضيلة وخير، وبين “”الكلمة الخبيثة”” التي تقود إلى خراب الفرد وفساد المجتمع.

ومن ثمّ فنحن لا نتحدث هنا عن قيود أو موانع لحرية التعبير بقدر ما هي معايير وضوابط للكلمة الحرة التي تحمل سمات “”الشجرة الطيبة”” من الثبات والسمو، ومن طيب المنظر والصورة، ومن استمرار العطاء الإنساني ودوامه، في مقابل الكلمة الخبيثة التي تكون خالية من كل منفعة، ويصدق وصف الخبث تعبيراً عن مضارها وآثارها السلبية.

وعلينا أن نعترف بأن أسوأ ما صدرته لنا العولمة هو الليبرالية الثقافية أو الاستناد إلى “”القيم الأوروبية””، وجعلها معياراً حاكماً على قيم الجماعات الأخرى، أسوأ ما في تلك الثقافة هو التذرع بخصوصياتها لانتهاك خصوصيات الغير وتسفيهها والعمل على تدميرها والقضاء عليها بزعم الحرية وضرورة التعبير، وإقرارها بقدسية ما هي عليه من قيم وحريات وسعيها إلى تشكيل قيم الجماعات الأخرى على هوى قيمها وحرياتها هي.

ولا ينبغي إذن ـ والحالة هذه ـ أن تذهب بنا المرارة بعيداً، أو يصرفنا الأسى العاطفي عن واقع الأمور، ووجوب المعالجة والتبصر… نحن ندرك أنّ الظلم إذ يأتينا ممّن هم وإيانا على طرفي نقيض: شيء طبيعي، ومنطقي… ولكن… لكم هو أليم على النفس أن يأتي الظلم من “” بيننا!””، ممن هم يحسبون ـ خطأ ! ـ علينا، إذ هم يحتسبون أنفسهم ـ طموحاً ! ـ مسلمين (منا)، فتجيء نتائج أباطيلهم وضلالاتهم أقسى وقعاً من عقوق الأبناء، أو أشد مضاضة مد حدّ السيف كما وصف الشاعر العربي، قائل البيت السابق:

[ALIGN=CENTER][COLOR=crimson]وظلم ذوي القربى أشد مضاضة **** على المرء من وقع الحسام المهند[/COLOR] ![/ALIGN] على أنّ هذا ـ على نحو ما أسلف القول ـ ليس أكثر من تفكير (عاطفي) خيالي، وليس تفكيراً عملياً موضوعياً في الحاصل الواقعي… فإنّ “”من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها “”وأيضاً”” ومن يكسب إثماً فإنّما يكسبه على نفسه”” صدق الله العظيم.
فواقع الحال ـ إذن ـ يطالبنا أن نعتصم بإسلامنا الصحيح، المنزه عن كل ضلالات المضللين، الذي بيّنه الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل. أما وأنّ النصح لم يجد، والتحذير لم يثمر، والتهديد بأنّ عوج المسلك وسوء المنقلب من حفنة قليلة تزدهيها “” الشهرة “” المفصلة، وتعمي أبصارها الأموال: سيعود ضرره في النهاية على المسيء لوحده… [/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا لصحيفة مكة التي تحتل مكانة عظيمة في قلوبنا.شكرا لها على دفاعها على الإسلام والمسلمين وعلى الثوابت الثابتة.أما ذاك الكاتب فمصيره مزبلة التاريخ.

  2. أحيي الكاتب وأقدم له الشكر والتقدير أنه كشف عن شخصيته الحقيقية وعن فكره الأرعن الذي يشاركه فيه جميع العلمانيين في وطننا وقد قالها صراحة "يوجد مثلي كثير" ومن هنا شكرته وقدرته . وهو الان ليس منه خوف لصراحته ولكن ….

    كل الخوف من امثاله الذين يتسترون تحت غطاء الإسلام وهم خبثاء تعج بهم صحفنا الورقية وقنواتنا الفضائية واتمنى من معالي الوزير بعد الإنتهاء من البكاء ان يقف لهم بالمرصاد ويمنعهم من الكتابة وهذا أبلغ رد منه كمسؤول وهو المعني الأول بهذا فهل يتحرك معالي الوزير ؟

  3. لابد من التصدي لأمثال كاشغري وغيره.فلا يعقل أن يهان الإسلام ورسوله وأن تشوه العقيدة الإسلامية بأرض الإسلام والوحي السعودية.لابد من الضرب من حديد على هؤلاء العلمانيين الملحدين.

  4. عندما علمت بخبر تطاول الكاتب كاشغري على الرسول الاكرم، بحثت كثيرا في المواقع السعودية عن أصل الخبر وتداعياته.وللأمانة فقد وجدت فقط سلسلة من الأخبار،أما المقالات فلم أجد إلا القليل ولا تشفي الغليل، فحزنت كثيراً، لكن فضولي دفعني للبحث من جديد، إلى أن وجدت صحيفة مكة التي بها حصلت على زادي الروحي،فالمقال المنشور يترجم إحساس الملايين من الناس من المحيط إلى الخليج.فشكرا لصحيفة مكة التي دائما نجدها في الأوقات التي يجب أن تكون فيها.

  5. من غرائب هذا الزمان أن يتطاول أحد أبناء السعودية على نبي الرحمة والهدى وأن يستهزء بالدين الإسلامي ويسخر من معتقدنا الديني الإسلامي النقي الأصيل.لهذا من وجهة نظري لابد أن نرفع الصوت عالياً ونطالب بمحاكمة هذا الأفاق الملحد حتى يكون عبرة لغيره من الكتاب الذين يتخفون تحت مسميات حرية التفكير والتعبير.

  6. وظلم ذوي القربى أشد مضاضة **** على المرء من وقع الحسام المهند !

    ما أصعب أن على النفس أن تأتي الضربة القاتلة من بني الإسلام والبلد. وما أصعب أن تأتي الضربة والظلم من دولة النور والنبوة السعودية

  7. وصلت الوقاحة أن يتطاول أحد أبناء السعودية على الذات الإلهية.في نظري لابد من تطبيق الشريعة على هذا المنكر لله عزوجل.لابد أن يعرف أمثال هذا الملحد أن الدين الإسلامي ورموزه خطوط حمراء لا يجب الاقتراب منها.

  8. مثل هذه المقالات الجيدة والتي تحمل غيرة على الإسلام والأنبياء نحن بحاجة إلى أمثال هؤلاء الكتاب الذين لا تأخذهم في الحق لومة لائم.فالشكر موصول لصحيفة مكة التي تتحفنا بكل ما يثلج الصدر ويريح البال وينير العقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com