وسأتناول هنا ظاهرة الخبراء العرب وما أكثرهم(ماشاء الله تبارك) من خبراء مال وإقتصاد إلى خبراء سياسة وعلم إجتماع وكلاً يهرف بما لايعرف ..فقد نجد أحدهم وقد أطلق على نفسه ظلماً وبهتاناً ورغماً عن أنوفنا لقب خبير إقتصادي يتحدث من خلال شاشات الفضائيات فيحلل سوق الأسهم والنفط حسب مزاجه فينصح الفقراء بضرورة إستثمار أموالهم في شراء بئر بترول ثم يسهب في حديثه فيتناول سعر طن الذهب في بورصة (ميكي ماوس) في ذلك اليوم فيؤكد للجميع بأن سعر الذهب اليوم ينافس سعر سمك الهامور – أما بالنسبة لخبراء السياسة لدينا فحدث ولاحرج أيضاً فبعضهم يظن أنه ينافس الأمين العام للأمم المتحدة بأفكاره فيطالب بضرورة إنهاء النزاع بين الكوريتين الشمالية والجنوبية بأن يلعبا كرة قدم في المحيط الهندي والفائز منهما عليه أن يسحب قواته – ولا ننسى أيضا خبراء الحرب العرب أو مانطلق عليهم بالخبير العسكري والذي يرى من وجهة نظره بأن الغواصات تطير وتحلق في الجو وأنها أفضل وسيلة لإصطياد الصقور ..وأن معنى الذخيرة الحية هي أنها مازالت على قيد الحياة ولم تمت بعد حسب وجهة نظره أما الخبير الإجتماعي فلا بأس أن تطل عليها خبيرة في هذا المجال تنصح فيها الجميع بسبل السعادة الزوجية بين الأسرة السعيدة -علماً بأن نفس هذه الخبيرة قد ضربت رقماً قياسياً في الطلاق حيث سبق أن تطلقت خمسة عشرة مرة هذا عدا عشرة أزواج سابقين توفى بعضهم بنوبات قلبية بينما آخرون خرجوا ولم يعودوا بسبب نكدها !!
سأذكر لكم قصة حقيقية عاصرتها بل شاهدتها بأم عيني وأبيها ولم يخبرني بها أحد ..ففي أحد الأيام وبينما كنت أتابع لقاءً تلفزيونياً كانت تبثه قناة عربية وكان الضيف خبير إستراتيجي عربي يتحدث فيه عن المعارضة في بلده – ولم يكن ذلك الخبير الإستراتيجي الضيف بغريب عني فقد سبق أن شاهدته من قبل …وتأكدت فعلاً أنه هو نفس الشخص الذي أقصده خاصة بعد أن أوردت المذيعة إسمه وشكرته على اللقاء ولكني لم أكن أعرف في يوم من الأيام أن هذا الخبير الإسترايتيجي العربي الفذ – بأنه يدرك أي شئ من السياسة فهو مجرد موظف إستقبال في أحد الفنادق عندنا ..حيث إستغل فرصة القلاقل التي تشهدها بلاده فإنضم إلى المعارضة وهكذا تحول إلى خبير إستراتيجي عسكري !!
اليوم ياسادة ياكرام أصبح بإمكان أي عاطل عن العمل أو حلاق أو طباخ أن يتحول إلى خبير في مختلف المجالات مادامت حكاية خبير هذه ليس فيها شئ من التزوير الذي يحاسب عليه القانون .. فبإمكان الحلاق أن يصبح خبيراً في السياسة وخريج السجون خبيراً في مجالات المشاكل الإجتماعية وبائع الفاكهة خبيراً في الشئون الإستراتيجية الشرق أوسطية وهكذا ضاعت الطاسة في خضم هذا الكم الهائل من الخبراء !![/JUSTIFY]
لافض فوك وما اكثر الخبراء وما قل العمل
الكاتب احمد سعيد : تابعتك في اكثر من مقال واجدني من المعجبين بقلمك وباطروحاتك
لافض فوك وما اكثر الخبراء وما قل العمل
الكاتب احمد سعيد : تابعتك في اكثر من مقال واجدني من المعجبين بقلمك وباطروحاتك