وسائل الإعلام والعصابات المنظمة

[COLOR=#FF001F]وسائل الإعلام والعصابات المنظمة !![/COLOR] أحمد سعيد مصلح
[JUSTIFY] تقع بعض وسائل إعلامنا وبخاصة الصحف في خطأ فادح حينما تتعرض لبعض الجرائم التي تنشرها وتصفها بأنها من فعل العصابات والمافيا وغيرها من صفات ولعلي هنا أستند إلى قصة واقعية عايشتها- حينما تم إستدعاء أحد الزملاء المحررين من قبل وزارة الثقافة والإعلام ليتم توجيهه بأن لايستخدم مثل هذه العبارات (العصابات ) وغيرها من الصفات الأخرى حين نشر أخبار الجرائم في الصحيفة التي يعمل فيها لأن بعض الصحف تبالغ في نشر الجرائم التي تحدث لدينا وهدفها هو تسويق الصحيفة – إذ من الطبيعي وجود مثل هذه الحوادث ليس لدينا فقط بل في كل الدول – لكن بعض الصحف تخلط الأمور وتصف مايحدث من جرائم بأنها من فعل عصابات منظمة ومجاميع مسلحة ومافيا إلخ .. ومما أذكره هنا أنني كنت أتسوق في أحد المراكز التجارية قبل أيام فشدني عنوان منشور في الصفحة الأولى من صحيفة تصدر من الغربية وكان العنوان بالحرف الواحد يقول (القبض على أخطر عصابة) فسارعت إلى شراء الصحيفة ولكني أصبت بصدمة حينما كان فحوى الخبر مناقض للعنوان المثير وهو القبض على شخصين سرقا إطار سيارة – وليس هناك عصابة ولا يحزنون !

صحيح أن نسبة الجرائم في بلادنا قد تزايدت في الآونة الأخيرة وسجلت أرقاماً غير مسبوقة ولكنها لم تصل إلى وصف الأمر بالعصابات والمافيا والمسلحين – ورغم أن بعض الحوادث والجرائم تصنف ضمن (قيام بعض الأشخاص بسرقة سيارة رئيس مكافحة سرقة السيارات) لكنها لاتستحق أن نطلق عليهم بعصابات ومافيا إلخ – كما أن السباق المحموم لنشر الجرائم أحدث ردة فعل معاكسة تسببت في إحداث البلبلة والخوف بين المواطنين والمقيمين في هذه البلاد وأعرف أشخاصاً بدأوا يتخوفون من الذهاب إلى خارج المدن خوفاً من إنتشار العصابات المسلحة بفضل ما تنشره الصحف المحلية من أخبار مخيفة !!

وفي هذا السياق ولعل ما يجعل (شعر الرأس يسقط ليصبح الواحد فينا أقرع) بين ليلة وضحاها هو ما يتم نشره عن قدوم مجموعات متخصصة لنشل الحجاج والمعتمرين بداخل بيت الله الحرام واتمنى من المسئولين في وزارة الداخلية بأن يكون جزاء من يمارس هذه الأعمال الإجرامية بداخل المقدسات الإسلامية أن يكون جزاءه رادعاً بتطبيق شرع الله فيه – مثل قطع يده لأن هذه الأفعال المنكرة – وهي السرقة والنشل بداخل الحرم المكي الشريف تعتبر جريمة شنعاء لوقوعها في أقدس بقعة على وجه الأرض – ولايفعلها حتى (الكافر) فكيف بمسلم يأتي إلى هذه البلاد – قبلة المسلمين بغرض الحج والعمرة ليتضح فيما بعد ان الغرض هو ممارسة الجريمة والإضرار بالآمنين .[/JUSTIFY]