ظهر الكتاب منشوراً في طبعة قشيبة عام 1434هـ تحت عنوان “طبقات حُجّاب الكعبة” لمؤلفه السيد حسين الهاشمي الذي اجتهد سنين عديدة حتى يظهر الكتاب بالشكل الحالي من التوثيق والتنسيق الدقيق رغم معاناته من شحّ المصادر التاريخية التي دوّنت تراجم الشيبيين إلا القليل جداً ، للدرجة التي يصل التاريخ فيها بين القرنين من الزمان دون ذكرٍ لأي سادنٍ منهم في تلك الفترة الطويلة ! إضافة إلى ما يعتور تلك المصادر من اضطراب في ذكر سلاسل الأنساب ، وتدوين بعض التراجم دون تمحيص ولا تحقيق ، إضافة إلى بعض المآخذ التي أجملها في الحديث عنهم على وجه العموم أو الإجمال ، وطعن بعض الرحالة في السدنة واتهامهم بالباطل .
رجع المؤلف إلى عدة كتب ورسائل مخطوطة تناولت السدنة ، وأشار إلى بعضها الآخر التي أشارت إليه بعض الكتب والكتابات دون تمكّن المؤلف من الحصول أو الوصول إليه .
وقد قام بترتيب تراجم الشيبيين وفق الفترات الزمنية المتعاقبة وتقسيمها على القرون حتى القرن الخامس عشر الهجري الذي ختمه بالسادن “عبد القادر بن طه الشيبي” الذي قدّم لهذا الكتاب وأشاد بما بُذل فيه ، وقد انتقل إلى رحمة الله قبل أيام وتولى مكانه السادن الجديد الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي (حفظه الله ) .
قدّم الهاشمي كتابه بمقدمة تعريفية لألفاظ مترادفة تتشارك مع السدانة هي : الحِجابة ، والخِزانة ، مع بيان بعض الفوارق الدقيقة بينها ، ثم أرّخ لآل عبد الدار بن قصي الذين بدأتْ منهم سدانة الكعبة المشرفة واستمرّتْ في نَسْلِهم حتى الوقت الحاضر .
ترجم المؤلف في هذا الكتاب لــ 110 سادناً للكعبة من الشيبيين الذين توفرتْ ترَاجمُ لهم تحت يده ؛ حيث جمع فيه ما كُتب عن السدنة والسدانة منذ العهد الجاهلي مروراً بعصور الإسلام التي تلته مستطرداً لبعض الأحداث التي مرّت بها مكة المكرمة وبيت الله الحرام ، وفي أثناء ترجمته لطبقات سدنة الكعبة المشرفة ؛ كان يبيّن علاقتهم بمن حكم مكة المكرمة ، ودورهم في مجتمعهم ماضياً وحاضراً ، مع توضيح بعض المناصب التي أُسندتْ إليهم إضافة لهذا المنصب الربّاني الكريم منذ القدم حتى العصر الحالي .
دعّم المؤلفُ كتابَه بصور فوتوغرافية لبعض السّدَنة ابتداءً من القرن الرابع عشر الهجري ، وقد كانتْ خاتمةُ تراجم الكتاب ترجمة الشيخ عبد القادر بن طه الشيبي ( رحمه الله ) ، أعقبها بجدول جميل – في نحو عشرين صفحة – للحَجَبة ( السدنة ) القرشيين في الجاهلية والإسلام .
والكتاب في الجملة يسدّ ثغرة كبيرة في التصنيف بأسرة مكية عريقة امتدّ تاريخها منذ الجاهلية وبقي متصلاً بالإسلام حتى وقتنا الحاضر ، يحتاجُ إلى كتُبٍ أخرى تعقبُهُ أكثرَ تفصيلاً وتنقيباً عن هذه الخدمة الجليلةِ سِدانةِ البيت الحرام وأهلها الكرام .
[COLOR=#FF002E]* مِن آخِرِ السّطْر :[/COLOR]
يقول مؤلفُ الكتاب عن الشيبيين :”هؤلاء القومٌ قد غبَنهُم التاريخُ ، وعزَبَتْ عنه جًلّ أخبارهم ، فلم ينالوا ما كان واجباً أن ينالوه منه ، على الرغم من مالهم من مهمة جليلة قررتها لهم الشريعة ، وهي الولاية على بيت الله ، وظيفة مؤبدة ، وولاية خالدة تالدة لأكثر من ألف وستمئة عام”.. فهل ينالون حقّهم المُوَازي لتلك المكانة في هذا الزمن ؟! وهل تواكبُ مُسْتَحقاتُهم الحالية تطوّرَ العصْرِ ومُتطلباتِه المُتَعَالية ؟! [/JUSTIFY] [email]Shuaib2002@gmail.com[/email]
———————————
مقالات سابقة
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=46[/url]
