المحلية

ظاهرة “الفلوقرز” تكتسح مشاهدات يوتيوب بالسعودية

(مكة) – متابعة

لم تعد مشاهدات “يوتيوب” المرتفعة، حكراً على القنوات والبرامج ذات الإنتاج الاحترافي، بل أصبحت في متناول الجميع وفي خدمة الجميع، هذا ما فرضته ظاهرة “مدوني الفيديو” أو ما يعرفون بـ” الفلوقرز” والذين لا تتفاوت أعمارهم بين (15-22) عاما ، ورغم ذلك تفوقوا وبلغت أرقام متابعيهم الملايين، فضلا عن اكتساحهم وبشكل يومي، قائمة المشاهدات الأكثر “شيوعا” بالسعودية.

وتعتبر كلمة “فلوقر” Vlog مصطلحا مستحدثا جاء اختصارا لكلمة “video Blog” بمعنى تدوينة الفيديو.

فيما تنوعت مضامين هذه “الفلوقات” حسب أصحابها، فمنها ما تخصص للتحديات، ومنها ما تناول تفاصيل حياته اليومية، وفلوقات أخرى للاعترافات والمقالب والكوميديا بكل أنواعها، وبعضها ما هو متخصص في مجال معين، إلا أنها تشترك جميعها في فكرة العفوية وعدم الاستناد على أي سيناريو أو إعداد معين.

فيديوهات “الفلوقرز” انقسم حولها المشاهدون، فمنهم من يراها جذابة مسلية مشوقة، ومنهم من يعتبرها مضيعة للوقت، وسطحية، هذا ما أكده “عبدالرحمن الرامس”، المتخصص في محتوى اليوتيوب، موضحا أن أعمار المشاهدين هي المقياس في الحكم على المدونة، وأضاف “سر انجذاب هذه الملايين يتمحور حول سببين، الأول قدرتها على مجاراة الإيقاع السريع للحياة اليومية، وثانيا الواقعية والبساطة والعفوية وعدم التكلف في الإنتاج.

عبدالرحمن الرامس أشار أيضا إلى أن ثمة أسبابا نفسية واجتماعية، قد تكون وراء هذا الانجذاب، لاسيما بين شريحة صغار السن، حيث تشبع “فلوقات” المقالب والتحديات وغيرها، غريزة الفضول لديهم نحو كل مثير وغريب، بغرض الترفيه ومشاهدة أناس يتّسمون بالجرأة وفعل الأفعال الطائشة، وأضاف “لا شك أن هذه الفوضى المنظمة كانت سبب جذب لهؤلاء الصغار، وبغض النظر عن المضمون أنا لست ضدها، لكن أعتقد أنها موضة تبدأ قوية ثم تخفت”.

أنس إسكندر، “فلوقر” سعودي حققت مدوناته 3 ملايين مشاهدة، قال : إن فكرة المدونات تقوم بإنتاج فردي والحديث عن أي شيء يتعلق بالحياة اليومية بطريقة عفوية ومبسطة وممتعة، وأضاف إسكندر الذي بدأ ينحو بمدونته نحو التخصص عن السفر، أن شريحة متابعيه تتفاوت أعمارهم بين 13-21 سنة، وأن تفاعلهم الدائم والإيجابي بمدوناته، هو الذي حفزه على بذل المزيد وتقديم كل ما هو جديد ، بحسب وصفه.

وحول أسباب اكتساح “الفلوقرز” قال اسكندر إنه نابع من كثافة أعداد “الفلوقات” التي تُرفع يوميا على موقع “يوتيوب” لاسيما أن إنتاجها سهل ويعتمد على أدوات بسيطة، وبالتالي هي تتفوق عددا على منتجات القنوات الاحترافية، وقال اسكندر” للأسف ظاهرة “الفلوقرز” أفرزت هوسا شبابيا لتحقيق الشهرة، خاصة بين صغار السن، الذين ملأوا يويتوب “بفلوقات” اعتباطية دون أي محتوى، أملا في أن يصبحوا يوما ما محط أنظار الناس.

وبالرغم من تحقيق “الفلوقرز” ملايين المشاهدات، إلا أنهم يحتلون مرتبة منخفضة جدا في الاستفادة من عقود الرعاية والإعلانات التجارية، بحسب ما أوضح عبدالراحمن الرامس الذي أرجع السبب لعدم قدرة المدونين على الانتظام والالتزام بأعمالهم ، فضلا عن عدم وجود تخصص واتجاه واضح لمدوناتهم، وهو ما يصعب معه معرفة اتجاهات جمهورهم وأعمارهم، وبالتالي إحجام الشركات لعدم وجود معلومات واضحة، وهو ما أكده “انس اسكندر” الذي قال إن “الفلوقرز” لا يمتلكون قدرة على تسويق نفسهم بشكل احترافي، مطالبا بوجود جهات حاضنة تستفيد من مواهبهم وقدرتهم على استقطاب المشاهدين.

وفيما يتعلق بالأثر الاجتماعي، قال عادل بافلح الباحث الاجتماعي، إنه بالرغم من أن هذه المدونات أضفت شيئاً من المتعة والتسلية لاسيما بين صغار السن، إلا أنها قد يكون لها أثر سلبي حول الأسلوب الذي تتعامل به “الفلوقات” ذات المحتوى الاعتباطي مع الممارسات الاجتماعية، مما ينتج عنه سلوكيات غير مقبولة لدى المتلقين، وقال : نحن نناشد الشباب تقديم مدونات متوازنة ومسؤولة، تحمل في طياتها إبداعا وأفكارا إيجابية لاسيما أن أكثر مشاهديهم هم من صغار السن” ، وفقاً لـِ”العربية.نت”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى