
(مكة) – الرياض
سارعت الهيئة العامة للغذاء والدواء خلال العام الحالي، إلى وضع استراتيجية لمواكبة رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وأنشأت مكتبًا لتنفيذها ومتابعتها، انطلاقًا من دور “الهيئة” الريادي لضمان سلامة وجودة الأغذية، وفعالية ومأمونية الأدوية والأجهزة والمنتجات الطبية.
وجاءت الزيارة التي قام بها معالي الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد بن عبدالرحمن المشعل، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مؤخراً، لتعزز التوجه نحو تحقيق “رؤية المملكة 2030” في مجال دعم الصناعات الوطنية وتعزيزها، إذ شملت اجتماعاً بالغرفة التجارية الأمريكية بحضور شركات أدوية عالمية، لبحث نقل الصناعة محلياً، وعلاقة المصانع بالوكلاء المحليين، إضافة إلى زيارة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لتعزيز التعاون في المجال العلمي والتدريبي وتبادل المعلومات المتعلقة بالغذاء والدواء والأجهزة الطبية.
وبنيت الزيارة على التفويض الذي أقره مجلس الوزراء مؤخراً، ويتيح لمعالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء ـ أو من ينيبه ـ التباحث مع الجانب الأمريكي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون العلمي والتقني وتبادل المعلومات بين الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية وهيئة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكية، والتوقيع عليه، ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية.
وفي إطار الدور التنظيمي والرقابي، اعتمد مجلس إدارة الهيئة العامة للغذاء والدواء خلال العام الحالي اللائحة التنفيذية لنظام منتجات التجميل، التي تضع عقوبات رادعة للمخالفات التي قد ترتكبها المصانع أو المستودعات أو المستوردون أو الموزعون ومنافذ البيع، تتضمن غرامات مع إجراءات تنظيمية أخرى. كما جرى اعتماد 312 لائحة فنية، ومواصفة قياسية للمواد الغذائية والأجهزة والمنتجات الطبية.
ونظمت الهيئة العامة للغذاء والدواء مؤتمرات عالمية خلال العام الحالي، منها مؤتمر الشرق الأوسط للتشريعات الدوائية الحادي عشر، الذي عقد في الرياض وناقش مستجدات التنظيمات الدوائية المحلية، وجودة المستحضرات الصيدلانية، والابتكار العلمي والعلاجي والممارسات التنظيمية لها، وتقييم المستحضرات الحيوية وضمان سلامة المرضى.
كما نظمت “الهيئة” المؤتمر الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية المصاحب لاجتماع المكتب الإقليمي لدول شرق المتوسط المعني بتصميم وتنفيذ برنامج تنظيمي للأجهزة الطبية، الذي عرض تجربة المملكة العربية السعودية والممارسات العالمية المميزة في مجال رقابة الأجهزة الطبية للخروج بخريطة طريق تمكن الدول الراغبة بإنشاء أنظمة رقابية على الأجهزة الطبية من محاكاة تجربة المملكة في هذا المجال.
وعقدت “الغذاء والدواء” منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي الرابع في الرياض، لإلقاء الضوء على دور “الهيئة” في دعم القطاع الخاص عبر إيجاد أنظمة مرنة لتسجيل الأدوية والأجهزة الطبية تحفز الاستثمار في هذا المجال، إضافة إلى جهود “الهيئة” في تسجيل الأدوية والأجهزة الطبية ومتابعتها.
وعلى المستوى الخليجي، استضافت الهيئة اجتماع اللجنة الدائمة للثروة الحيوانية في دول مجلس التعاون الخليجي، لتعزيز التعاون، والاطلاع على دور الهيئة الرقابي على المستحضرات البيطرية، إضافة إلى استضافة الاجتماع الثالث للجنة الوزراء المعنيين بسلامة الأغذية بدول مجلس التعاون الخليجي، لبحث اللائحة التنفيذية للقانون الموحد للغذاء في دول المجلس، والهيكل التنظيمي للجنة الوزارية لسلامة الأغذية، والتعديلات التي تمت على الدليل الخليجي للرقابة على الأغذية المستوردة.
وترأست المملكة ممثلة بالهيئة اجتماع منظمة التجانس الآسيوي لمناقشة الإنجازات العلمية والفنية في مجال تشريعات الأجهزة والمنتجات الطبية.
وشاركت “الغذاء والدواء” في اجتماع خبراء رقابة الأجهزة والمنتجات الطبية في سويسرا، لمناقشة مسودة تنظيم الأجهزة والمنتجات الطبية الخاص بمنظمة الصخة العالمية وانضمت الهيئة خلال العام الحالي إلى عضوية منظمة مواءمة المتطلبات التقنية لتسجيل المنتجات البيطرية VICH، وذلك لدورها في سلامة الغذاء من الأصول الحيوانية وتحسين نوعية وجودة الأدوية البيطرية.
ودشنت الهيئة العامة للغذاء والدواء خلال العام الحالي المرحلة الثانية من مشروع قياس مؤشرات الأداء الالكتروني، لمتابعة مستوى الأداء في جميع مشاريع الهيئة بطريقة دقيقة ومنتظمة، ما يساعد على اتخاذ قرارات مناسبة.
كما دشنت الدليل الالكتروني لحفظ المواد الغذائية، عبر تطبيق الكتروني يقدم معلومات دقيقة عن كيفية حفظ كل نوع من أنواع المواد الغذائية بطريقة سليمة وصحية.
وتحقيقاً لمبدأ الشفافية، ومشاركة جميع الأطراف ذوي العلاقة من الجهات الحكومية والخاصة من مصنعي ومستوردي المنتجات الغذائية والمهتمين بإعداد وتحديث اللوائح الفنية والمواصفات الغذائية، أطلقت الهيئة خدمة الكترونية تتيح للجهات الحكومية والخاصة إضافة مقترحات على اللوائح الفنية والمواصفات الغذائية.
وعلى مستوى الرقابة، تابعت الهيئة دورها الرقابي الرامي إلى ضمان سلامة وجودة الأغذية وفعالية ومأمونية الأدوية وسلامة الأجهزة والمنتجات الطبية، وأسهمت جهود التفتيش في المنافذ في منع دخول أكثر من 2954 طناً من المواد الغذائية المخالفة إلى المملكة العربية السعودية خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي (1437هـ)، مستفيدة من شبكة المختبرات المتطورة المجهزة بمعدات حديثة وكوادر فنية مؤهلة، تفحص العينات كافة التي ترد إليها من نقاط التفتيش في المنافذ الحدودية ومن إدارة الرقابة على الغذاء المستورد، والأسواق المحلية، ومركز الرصد وإدارة الأزمات.
وخلال موسم الحج 1437، كثّفت الهيئة العامة للغذاء والدواء، تواجدها في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة عبر 216 مختصاً من قطاعاتها الثلاثة (الغذاء، الدواء، الأجهزة والمنتجات الطبية)، بهدف تعزيز الصحة العامة، وضمان سلامة الغذاء المقدم للحجاج، ومأمونية أدويتهم، وسلامة وكفاءة الأجهزة والمنتجات الطبية التي بحوزتهم، إضافة إلى تقديم نشرات توعوية لهم.
وللحفاظ على صحة المستهلكين، اتخذت الهيئة إجراءات لخفض استهلاك الدهون المتحولة (الأحماض الدهنية) في المنتجات الغذائية بهدف الحد من مشاكلها الصحية، وذلك بجعل 2% من إجمالي الدهون هو الحد الأقصى للدهون المتحولة للزيوت النباتية والزبدة النباتية اللينة، و5% من إجمالي الدهون هو الحد الأقصى لمحتوى الدهون المتحولة في الأطعمة الأخرى.
كما اتخذت إجراءات صارمة لمنع التضليل في بطاقات بعض الزيوت النباتية، وألزمت مصانع المياه المعبأة بوسائل نقل مغطاة من جميع الجوانب لمنع تأثير أشعة الشمس على المياه، ومنعت مصنعي ومستوردي عبوات المياه من استخدام عبوات مصنعة من مادة البولي كربونات المعاد تدويرها.
ذونفذ فريق من المختصين بالهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة الداخلية، جولات تدقيق وتقييم على أقسام الأشعة (الأشعة التشخيصية والطب النووي والعلاج الإشعاعي) في 319 مستشفى، و104 مراكز أسنان، و87 مستوصفاً، بمختلف مناطق المملكة منذ بداية عام 1436هـ حتى شهر رمضان 1437هـ، وذلك لتقييم برامج الحماية والسلامة الإشعاعية، والتأكد من صحة التعامل مع الأجهزة الطبية والمواد المشعة المستخدمة في التشخيص والعلاج بجميع أقسام الأشعة، بما يسهم في الحفاظ على صحة العاملين في المجال الصحي والمرضى والمجتمع من المخاطر المحتملة لاستخدام تلك الأجهزة.
وأسهمت الزيارات المتتابعة للمنشآت الصحية في تعديل كثير منها الملاحظات من خلال إعادة ترصيص غرف الأشعة، وتصميم القسم، وتوفير أجهزة الحماية الشخصية للعاملين، والحماية الأمنية للمصادر المشعة مثل الأقفال والكاميرات.
وواصلت الهيئة دورها التوعوي، بإطلاق حملات توعوية مكثفة خلال العام الحالي، ومنها حملة “الخلطات العشبية” للتوعية بمخاطر الخلطات العشبية مجهولة المصدر والتركيب، والتعريف بالمصادر الموثوقة للحصول على المعلومات المتعلقة بالنباتات الطبية خصوصاً من الموقع الالكتروني للهيئة العامة للغذاء والدواء، ومركز الاتصال الموحد بالهيئة (19999).
كما نظمت الحملة التوعوية “لعيونكم” التي توضح الطريقة الصحيحة في التعامل الآمن مع العدسات اللاصقة والنظارات الطبية والإجراءات الوقائية التي تضمن استخدامها بالشكل الأمثل.
وأطلقت “الهيئة” البطاقة التوعوية “5 خطوات لتسوق غذائي آمن”، التي تتضمن وضع بطاقات على سلال التسوق في المراكز التجارية الكبرى تشرح للمتسوقين كيفية التعامل الآمن مع الأغذية من شرائها حتى وصولها إلى المائدة.
كما دشنت حملة “التعامل الآمن مع المبيد”، التي توضح طرق التعامل الصحيح مع مبيدات آفات الصحة العامة عند شرائها واستعمالها وتخزينها إضافة إلى طرق الوقاية من الحشرات.
ونظمت “الغذاء والدواء” حملة توعوية للتعريف بأنظمة الهيئة الالكترونية عبر ركن في مقر الغرف التجارية في كل من الرياض وجدة والدمام، للإجابة على استفسارات الشركات، إضافة إلى حملات توعوية الكترونية لتجنب شراء الأجهزة والمنتجات الطبية عن طريق الانترنت، والخطوات التي يجب معرفتها قبل شراء الجهاز أو المنتج الطبي، وتجنب المياه المعبأة التي يدعي بائعوها قدرتها على علاج أمراض نفسية وجسدية.






