
(مكة) – عبدالله الزهراني
كشف مدير البرنامج الثقافي في معرض الكتاب الدكتور عمر السيف، عن التحديات الكبيرة التي واجهت منظمي معرض الرياض الدولي للكتاب للعام 2019؛ ليغدوا واحدًا من أكبر معارض الكتب في العالم وأكثرها حضورًا وتنظيمًا.
وأوضح السيف، في حديث لصحيفة “مكة” الإلكترونية، أن أكبر تحدٍ كان يواجه منظمي المهرجان، هو كيف الموازنة بين البرامج والفعاليات التي تناسب الجميع من شباب ومثقفين وعائلات وأطفال.
وأضاف أن تلك التحديات تمت مواجهتها من خلال التنويع في البرامج والأنشطة والفعاليات، حيث تم تقسيمها إلى خمسة أقسام، الأول برنامج الندوات والمحاضرات التي تستهدف النخبة من المثقفين، مؤكدا أن معظم الفعاليات والندوات والأمسيات الشعرية كانت من العيار الثقيل من خلال الضيوف الكبار الذين تمت استضافتهم.
وأشار إلى تنظيم المجلس الثقافي ضمن القسم الثاني للفعاليات، وهو يستهدف الجمهور الذي يرغب في المشاركة بالحديث والتعبير عن رأيهم وأفكارهم، موضحًا أنه يختلف عن الندوات والمحاضرات بالتفاعل والنقاش الذي يدور داخل المجالس بمشاركة الجميع.
أما القسم الثالث، فقال السيف إنه يتمثل في فعالية ساعة كتاب والتي شهدت حضورا كبيرًا من رواد المعرض للاطلاع على أبرز الكتب، موضحًا أن هذا القسم شهد إقبالا كبيرا من الزوار وتفاعلًا إيجابيا مرضيًا.
وعن القسم الرابع من الفعاليات، أكد أن المسرح عاد إلى الواجهة في المملكة ومن خلال معرض الرياض الدولي للكتاب شهدنا مسرحيات على مستوى عالٍ ومميز تعكس القيمة الحقيقية للمسرح السعودي الذي نسعى لأن نرتقي به.
وأضاف أن القسم الخامس عبارة عن السينما التي لطالما افتقدتها الفعاليات الثقافية في المملكة، موضحًا أن أنها للمرة الأولى تحضر إلى معرض الكتاب، حيث تم عرض عدد كبير من الأفلام السعودية التي تميزت بالإبداع والحفاظ على القيم والمبادئ التي تربينا عليها.
وأشار إلى ما تضمنه المعرض من فعاليات متنوعة شملت الأسرة والأطفال من خلال ركن الطفل الذي تيمز بالكثير من المبادرات التي تعزز في نفوسهم حب القراءة وتنمي فيهم ملكة الفضول وحب الاستطلاع.
وفيما يتعلق بتكريم المعرض لرواد السينما السعوديين، قال “هذا العام تم اختيار مجموعة من رواد السينما السعوديين؛ لأن هؤلاء الأشخاص ظهروا في وقت صعب، وقدموا أشياء مميزة للسينما السعودية واستطاعوا أن يؤسسوا رغم العراقيل الكثيرة التي كانت موجودة في السابق وينظروا لها”.
وبيّن السيف، أن “الدولة الآن بدأت تهتم بالسينما نظرًا لأهميتها ابتداء من وزارة الثقافة ووزارة الإعلام، وما تكريم المبدعين إلا رسالة لخدمة السينما السعودية بالشكل الذي يناسب المملكة ويتناسب مع ثقافتنا وهويتنا وما نطمح إليه بما يحقق أهدافنا”.
ونوّه إلى أن اختيار “رموز السينما السبعة تم بعناية وفق محددات ثابتة، وبإذن الله السنوات القادمة سيكون لدينا أجيال من السينمائيين الذي يستحقون التكريم لما يقدمونه في سبيل رقي وتطور المملكة بأعمالهم الإبداعية”.
وعن استقلالية الثقافة بوزارة خاصة بعيدًا عن الإعلام، أوضح أن إفراد وزارة الثقافة حدث مهم جدًا، وتقوم عليها شخصية مهمة متمثلة في سمو الأمير بدر بن فرحان آل سعود، شخصية أثبتت نجاحها في أكثر من مكان.
وشدد مدير البرنامج الثقافي في معرض الكتاب الدكتور عمر السيف، على أن الثقافة قوة ناعمة غيّبت فترة طويلة جدا وتحضر الآن بقوة وجمال، مستدركا “من الأشياء المهمة التي نسعى لها في اللجنة الثقافية هي اكتشاف المثقفين، لأن تكرار الأسماء لا يخدم البرنامج الثقافي، ونحرص دائما على التجديد في الساحة الثقافية والأدبية”.
وتابع السيف “بدأنا في اكتشاف المثقفين الشباب والأسماء الرائدة القادمة بقوة وفتحنا الباب على مصراعيه للجميع، وفي هذا المعرض تكتشف أسماء ومشاركات جديدة وكتابا جددا ونتطلع للمزيد”.
وفي ختام اللقاء، أعرب عن شكره لوزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة، و الدكتور ناصر الحجيلان والمدير العام للمعرض عبدالله الكناني، على دعمهم ومساندتهم للجنة في تنظيم الفعاليات الثقافية بالمعرض.