المحلية

مجلس الشيخ بلحمر ودوره الفكري في المجتمع

بقلم…..خالد السقا

تؤدي مجالس الشيوخ والوجهاء المجتمعيين دورا كبيرا في إثراء الحياة الاجتماعية والمعرفية، وتضيف إلى الحصيلة المعرفية والتواصلية بين الأجيال الكثير الذي ينعكس على بناء الشخصية والذات من خلال التدفقات المعرفية التي تشهدها تلك المجالس التي تشكل تجسيدا لمعنى من كل بحر قطرة، حيث تتم استضافة شخصيات رفيعة من مختلف مستويات الفنون والعلوم والآداب ليقدموا طروحات جديدة ومبتكرة تعمل على تحقيق الفائدة العلمية والمعرفية لحضور المجالس.
من بين تلك المجالس ذات الأثر الفاعل في الوسط الاجتماعي، يقدم مجلس الشيخ سالم بن احمد بلحمر بالدمام رؤية متجددة تتناغم وتنسجم مع الطموحات الفردية والاجتماعية في تعزيز الوعي المعرفي والارتفاع بقيمة التواصل بين الأجيال، إذ أن هذا المجلس درج على استضافة العديد من الخبراء في مختلف مجالات المعرفة والمبدعين في جميع مجالات الإبداع والمسؤولين في العديد من الهيئات والجهات والإدارات من أجل أن يقدموا إضاءات في الحقل العملي والعلمي الذي يعملون فيه.
هذا الحضور النوعي والكمي في نفس الوقت يعزز النشاط الاجتماعي والمعرفي بصورة تراكمية تسمح بتلاقح الأجيال ونقل وتبادل المعرفة والخبرات بصورة واقعية وعملية أكثر جدوى وفاعلية في الأفراد، وذلك ما يبدو واضحا من خلال جهود مجلس الشيخ بلحمر في تقديم فعاليات متنوعة تشمل الندوات والمحاضرات واللقاءات والتكريم والجلسات الحوارية وكلما يمكن أن يطلق خيول الفكر والإبداع في هذا المجلس، لذلك يكتسب بدوره ريادة وأهمية كبيرة في مجتمع المنطقة الشرقية.
هذا المجلس الذي يعمر بالعديد من الخبراء والشباب والمبدعين يؤكد أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه المجالس الاجتماعية على الصعيد الوطني والعلمي والأدبي بما يحقق حيوية المجتمع وفقا لما ذكرته رؤية المملكة في محورها الأولى الذي يتناول المجتمع الحيوي، وهذه الحيوية إنما تأتي من خلال أنشطة وفعاليات مثل هذه المجالس الإثرائية التي تربط الأجيال وتجعلها أكثر تواصلا وتفاعلا وتلاحما.
مجلس الشيخ بلحمر يسهم في رفع الوعي المجتمعي والوطني بما يقدمه من أدوار مشهودة وذات أثر مهم في الفكر الوطني والاجتماعي، وحين يتدفق الضيوف المختارين للحديث في المجلس فإنما هم يبحثون عن الجديد والمبتكر الذي يتم تقديمه وطرحه من أجل الكسب المعرفي والتاريخي والحضاري، لذلك فإن ما يتم في المجلس من تنظيم رائع ومنهجي للفعاليات يؤكد الدور المجتمعي البارز والمؤثر لهذه المجالس حينما تكون بمنهجية ومثال مجلس الشيخ بلحمر وغيره من المجالس ذات الدور الكبير في الإثراء المجتمعي والوطني.
وللحقيقة فإن شهادتي مجروحة في مجلس الشيخ بلحمر حيث أمكنني حضور العديد من فعالياته ووقفت بصورة واضحة على حجم الجرعة المعرفية والإبداعية التي يتم تقديمها، إلى جانب تدعيم فكرة تواصل الأجيال، وتكريم الموهوبين والمبرزين وأصحاب المنجزات للمجتمع والوطن، وهنا تتكامل أعمال الدور المحوري للمجلس الذي يتم تنسيق وتنظيم فعالياته بعناية فائقة جديرة بالإشادة والتقدير، لأن تأثيرها الإيجابي مؤكد في الوسط الاجتماعي وفي عقلية ونفسية الأجيال التي تشهد مثل هذا الحضور الرفيع.

غرم الله الزهراني

كاتب ومحرر صحفي - المنطقة الشرقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى