الثقافيةالمجتمعالمحلية

في نعي عاصم حمدان.. الأحبّة يودّعون والمآثر يعدّدون

غادر الكاتب والأديب والأستاذ الدكتور عاصم حمدان، هذه الدنيا تاركًا خلفه إرثا كبيرا وحزنًا ثقيلًا على من عرفه ونهل من علمه وأدبه، فكان خير ما يُجازى به من كل من عرفه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة وذكر محاسنه وخصاله.

وفي هذا التقرير، ترصد صحيفة “مكة” الإلكترونية، أبرز ردود الفعل وعبارات النعي التي صدح بها كل من عرف الدكتور عاصم، وتقدم للقراء نبذة موجزة عن أبرز المحطات العلمية والمهنية في حياته.

وبدءا من وزير الإعلام الدكتور ماجد القصبي الذي عبّر عن حزنه من هذا الفراق المفاجئ، قائلًا “رحم الله فقيد الكلمة، الكاتب والأديب أ.د. عاصم حمدان – أستاذ الأدب والنقد والكاتب بصحيفة المدينة – وأسكنه فسيح جناته، ‏ونتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة لأهله وقرائه  وطلابه ومحبيه، سائلين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان. ‏إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وقال وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن، “إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ‏نسأل الله الرحمة والغفران والعتق من النيران للأستاذ الدكتور عاصم حمدان محب المدينة المنورة وابنها البار وحبيب مكة المكرمة وأهلها وعظم الله أجر أهله وذويه وكل من عرفه وأحبه وألهمهم الصبر والسلوان”.

ومن جهتها، نعت جامعة الملك عبدالعزيز الأستاذ الدكتور عاصم حمدان أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية، ووجه رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي بإعادة طباعة مؤلفاته وجمعها في موسوعة كاملة تسهيلًا للاستفادة منها وتوزيعها على المراكز البحثية والثقافية والمكتبات العامة.

وقال اليوبي “كان عاصم لآخر لحظة في حياته مفعماً بحب بالمدينة المنورة فكان جل إنتاجه الأدبي في ذلك المجال إثراء للمكتبة العربية إخلاصاً ووفاءً وعشقاً وهياماً بطيبة الطيبة، كان أديباً ذا قلم عفيف مع جمال التعبير ورصانة الأسلوب وسداد الرأي وعمق التجربة”.

وأضاف “رحل عاصم الإنسان، بعد جلائل الأعمال إذ كان سباقاً إلى الخير والأعمال الفضائل، لقد أثرى القاعات الدراسية بجليل علمه، فأخذ عنه الكثيرون من طلاب العلم، وجادت قريحته بجلائل المصنفات الأدبية والعلمية فضلاً عن أخلاقه الكريمة التي حببته إلى زملائه وطلابه وكل معارفه”.

وكتب رئيس تحرير صحيفة الوطن عثمان الصيني، “رحم الله أخي ورفيقي الدكتور عاصم حمدان وأسكنه فسيح جناته، على مدى ٤٩ عامًا لم نر كلنا منه إلا ما يرضي الرب ويسر الصديق، بحر علم ومعدن نبل ونموذج شهامة وجرأة في الحق، علمه يسابق عقله وحكمته تنضح في حياته اليومية ونبله نموذج ونقاؤه وطيبته أتعبا قلبه وقلوب محبيه”.

وأضاف المحامي محمد سعيد طيب، “عندما توفي الأديب المعروف مصطفى لطفي المنفلوطي .. صادف وفاة زعيم الأمة زغلول باشا – في ذات اليوم.! انشغلت الأمة بأسرها بذلك الحادث الجلل .! وقد ترتب على ذلك .. أن جنازة الأديب الكبير .. لم يشارك فيها إلا عدد محدود.. لا يتجاوز أصابع اليدين.! عندما علم بذلك أمير الشعراء أحمد شوقي .. تأثر غاية التأثر .. وأنشأ قصيدته الشهيرة الموجهة للمنفلوطي .. ومطلعها: اخترت يوم الهول يوم وداع .! وأضاف متحسرا: ما ضر لو صبرت ركابك ساعة.؟ وفقيدنا العزيز عاصم حمدان .. يغادرنا في ظل هذه الجائحة القاسية .. ونقول – والأسى يدمي أفئدتنا:لقد اخترت يوم (الحظر) يوم وداع .! لقد افتقدنا أخا كريما وصديقا نبيلا.. رحمه الله.!”.

وزاد المشرف على الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بمكة المكرمة الأستاذ سليمان الزايدي، “أسأل الله أن ينزّل على قبر الفقيد عاصم حمدان شآبيب الرّحمات، وأن يكتبه من عتقائه في الشّهر المعظٌم ، وأن يجعل مقعده ووالدينا في الفردوس الأعلى من الجنّة.. كان الفقيد أكاديميّاً مرموقًا ، وكاتبًا بارزًا ، ووجه مجتمع متميزًا ، وثّق لعدد من الشّخصيّات المعاصرة وكتب عن قيم ونواميس المجتمع المكي مقالات تعد من المراجع المهمة للباحثين”.

وقال الناشر عبدالله بن أحمد آل علاف الغامدي، “أن الفقيد ترك مدرسة أدبية تاريخية وبصمة علمية خاصة به لها تلامذتها المميزون ومتابعوها من المثقفين عامة، والمتخصصون في تنوعها، توفي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في مدينة جدة  صائمًا يوم السبت ٢٣من شهر رمضان المبارك لعام ١٤٤١ للهجرة. في زمن جائحة (كورونا)”.

المؤهلات

واستعرض الغامدي، محطات من حياة الأديب والكاتب عاصم حمدان، منذ هاجر مع والده الشيخ حمدان قبل قرنٍ من الزمان إلى طيبة الطيبة واستقروا بها حتى أصبح عمدة بمحلة قباء وما جاورها. وبها ولد ونشأ الدكتور عاصم وأكمل تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي بالمدينة المنورة.

وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها (مرتبة الشرف الأولى من جامعة أم القرى بمكة المكرمة عام 1396 هـ)، ودرس في جامعة (لانكستر)، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة (مانشستر) عام 1406 هـ، عن رسالته (أدب المدينة المنورة في القرن الثاني عشر الهجري)، دراسة نقدية اعتمادًا على المصادر المعاصرة.

الأنشطة

وشغل منصب عضو لجنة مناهج الدراسات العليا بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز، وعمل رحمه الله أستاذًا مشاركًا في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم مستشارًا غير متفرغ لمعالي وزير الحج، ثم رئيسًا لتحرير مجلة الطلاب الصادرة عن نادي الطلاب السعوديين في بريطانيا 1406هـ الموافق 1986م، ورئيسًا لتحرير مجلة الحج الصادرة عن وزارة الحج، ومستشارًا لهيئة تحرير مجلة الحج.

ونال على عضوية لجنة الإشراف على مجلة الآداب المحكمة بجامعة الملك عبد العزيز لفترتين متتاليتين، وعضوية مركز تدرب العاملين في شؤون الحج والعمرة من العام 1417 إلى العام1420 هـ، وعمل عضوًا باللجنة العلمية لمؤتمر الأدباء الثاني المنعقد بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. ثم عضوًا باللجنة العلمية لندوة الإعلام في الحج، التي أشرف عليها مجلس الإعلام الأعلى مع مركز أبحاث الحج بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

وعمل ضمن اللجنة الاستشارية لتكريم سمو الأمير عبد الله الفيصل والتي خصصتها دار الصباح احتفاءًا بشعره (1422هـ/2001)، وكان عضو هيئة تحرير مجلة كلية الآداب الصادرة عن جامعة الملك عبد العزيز، وعضو لجنة الإعداد لمشروع المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين المنعقد بجامعة أم القرى العام 1419هـ، وعضو لجنة مناهج الدراسات العليا بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز، وعضو لجنة مناهج الدراسات العليا بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز، وعضو لجنة المناهج العليا بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز، وعضو المجلس العلمي لموسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي تشرف عليها دار الفرقان للتراث.

كما كان عضوا في الهيئة الاستشارية لمجلة مركز بحوث ودراسات مجلة المدينة المنورة، وفي لجنة اختيار المعيدين بقسم اللغة العربية، وفي لجنة إعداد تنظيم المسابقة الثقافية العامة لجامعة الملك عبد العزيز العام 1410 هـ، وفي لجنة تحكيم مسابقات البحث العلمي والابتكارات العام1410 هـ، وفي لجنة إنشاء وحدة الدراسات الإنسانية والاجتماعية بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز العام 1417هـ، وفي لجنة مناهج مرحلة البكالوريوس بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز العام 1418هـ، وعضوا في لجنة دراسة مشروع إنشاء مركز خدمة المجتمع العام 1416هـ. وفي هيئة الإشراف على مركز تدريب الطوائف العام 1417هـ. وفي لجنة الحوار والمناقشات في مهرجان القصة والشعر لشباب دول مجلس التعاون العام 1418هـ.

مبادرات:

أنشأ عاصم حمدان – رحمه الله – ندوة الأصدقاء في أوائل التسعينات الهجرية 1390 هـ، 1392هـ بالمدينة المنورة، وكانت نداوتها المتصلة بقضايا الفكر والثقافة والأدب تعقد بحصوة المسجد النبوي الشريف.

واختير من قسم دراسات الشرق الأوسط والذي كان يرأسه المستشرق المعروف أدموند بوزورث، ليكون عضوًا بمجلس القسم كممثل لطلاب الدراسات العليا 1985 – 1986م.

الجوائز:

ونال جائزة علي وعثمان حافظ الصحافية كأحسن كاتب عمود صحفي خلال العام 1996م، ونال درع نادي المدينة المنورة الأدبي، وشهادته التقديرية تقديرًا لجهوده في مجال الثقافة والتربية الأدبية في الاحتفال الذي أقامه النادي بمناسبة مرور خمسة وعشرين عامًا على تأسيسه واختيار الرياض عاصمة الثقافة العربية وذلك برعاية سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير المدينة المنورة في العام2000 م.

المؤلفات:

(التآمر الصهيوني الصليبي على الإسلام) عن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة 1409هـ.

(المدينة المنورة بين الأدب والتاريخ) إصدارات نادي المدينة المنورة الأدبي 1421هـ/ 1991م.

(حارة الأغوات) صورة أدبية للمدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري، دار القبلة بجدة 1413هـ.

(حارة المناخة) صورة أدبية للمدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري، دار القبلة بجدة 1414هـ.

(نحن والآخر) إصدارات نادي المدينة الأدبي 1415هـ.

(أشجان الشامية) صورة أدبية لمكة المكرمة في العصر الحديث: دار جدة 1416هـ.

(دراسات مقارنة بن الأدبين العربي والغربي)، إصدارات نادي المدينة الأدبي 1418هـ/ 1997م.

(هتاف من باب السلام) دار جدة 1421هـ.

(ذكريات من الحصوة) شركة المدينة للطباعة والنشر بجدة إصدار العام 1419هـ.

(صفحات من تاريخ الإبداع الأدبي بالمدينة المنورة) شركة المدينة للطباعة والنشر بجدة 1422هـ/2001م.

قراءة نقدية في بيان حمزة شحاتة الشعري، تقديم الأستاذ الناقد عبد الله عبد الجبار، المطبعة المحمودية 1424هـ.

عمل مع أ. د. بكري شيخ أمين، على تحقيق كتاب (تحفة الدهر ونفحة الزهر في شعراء المدينة من أهل العصر (لمؤلفه عمر بن عبد السلام الداغستاني)، وذلك من خلال جميع النسخ الخطية للكتاب.

عمل على تحقيق كتاب (الأخبار الغريبة فيما وقع بطيبة الحبيبة)

لـ (جعفر بن هاشم المدني) كجزء من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ماستر فكتوريا بالمملكة المتحدة.

شارك في تحرير كتاب “دعوة الحق” عن الأديب الداعية أحمد محمد جمال، الصادر عن رابطة العالم الإسلامي العام 1414هـ.

البحوث المنشورة:

وإضافة إلى ذلك، فكان للفقيد رحمه الله، جملة من البحوث المنشورة في مجلات عربية وعالمية منها:

أمين الحلواني ومخطوطات مكتبة بريل.

مجلة عالم الكتب الفصلية، المجلد العاشر، العدد الثالث محرم1410 هـ/ أغسطس 1989م، ص 398 – 407.

المؤثرات العربية في شعر الشاعر انجليزي جيفري تشوسر (1400 – 1340 م).

مجلة جامعة أم القرى، السنة الخامسة، العدد السابع العام 1413هـ.

الأدب في المدينة المنورة في القرنين الثاني عشر الهجري – الثامن عشر الميلادي (أعلامه، موضوعاته الرئيسية، ظواهره الفنية)، حولية كلية دار العلوم، العدد الثاني والعشرون، شعبان 1418 – ديسمبر 1997م.

الحالة الفكرية في البلاد العربية في القرن الثاني عشر الهجري – الثامن عشر الميلادي.

مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، العدد الرابع، محرم، ربيع الأول 1424 – مارس، مايو2003، ص 96 -100 .

حلقات العلم في الحرمين الشريفين ودورها في صياغة المعطيات الثقافية والفكرية (القرون 12، 13، 14 الهجرية – بحث مقبول للنشر في مجلة كلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

الفكر والأدب في المدينة المنورة بين السكوبي ومحمد هاشم رشيد، مجلة أهلًا وسهلًا، يونيو 2002م.

السمة الاجتماعية في شعر جعفر بن محمد البيتي1110 – 1182هـ (الموضوعات والظواهر الفنية) بحث مقبول للنشر بحولية كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.

مخطوطات عربية في مكتبة بريل (بحث في العلاقة العلمية بين العالمين أمين بن حسن الحلواني ومحمود التركزي الشنقيطي، والمستشرق السويدي كارلو لاندبدج، نُشر بمجلة عالم الكتب العدد الثالث محرم1410 هـ/أغسطس 1989م ص 398 -407.

الشعر في المدينة المنورة في القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي (أعْلامُهُ، مَوْضُوعاتُهْ ظواهرهُ الفنية). بحث نُشِر بحولية كلية دار العلوم بجامعة القاهرة.

عمر بن شَبَّه وكتابهْ (تاريخ المدينة المنورة). بحث نُشِرَ بمجلَّة أهلًا وسهلًا.

صلات أمين الحلواني المدني بالشخصيات العلمية والاستشراقية في صَرْه وأثرها في جهوده العلمية. مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة، العدد التاسع 1425 أغسطس2004.

النشاط العِلْمي والفِكْري والصحافي:

وشارك الأديب الراحل في الندوة الأولى التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي – الأحد 21/10/1411هـ للبحث في سبل تطوير أجهزة الإعلام برابطة العالم الإسلامي حيث قدم ورقة في تلك الندوة بعنوان «ملاحظات حول أجهزة الإعلام برابطة العالم الإسلامي»، وعمل عضوًا في اللجنة العلمية لندوة الإعلام في الحج، والتي عُقدت بإشراف جامعة أم القرى بمكة المكرمة والمجلس الأعلى للإعلام في 28/6/1416، 17هـ.

وعمل لفترتين متتاليتين عضوًا في هيئة تحرير مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الصادرة عن جامعة الملك عبد العزيز.

وشارك في لجنة الإعداد لمشروع المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين المنعقد في رحاب جامعة أم القرى عام 1419هـ، كما اختير عُضوًا في اللجنة العلمية للمؤتمر نفسه.

وكان يكتب زاوية أسبوعية في صحيفة المدينة المنورة بعنوان “رؤية فكرية” وأخرى باللغة الإنجليزية في صحيفة عرب نيوز بعنوان: «In Focus».

النشاط الأكاديمي:

وأكاديميا كان للأستاذ الدكتور عاصم حمدان، حضورا بارزا حيث كان مسؤولا عن لجنة المعادلات بقسم اللغة العربية العام 1423هـ، وتولى مهمة الإشراف الداخلي على بعض المبتعثين بقسم اللغة العربية بجامعة الملك عبد العزيز العام.

واشترك في لجنة الجدول، ولجنة التخصصي وفي لجنة قبول المعيدين وفي لجنة تقييم بعض الرسائل العلمية للمعتمدين للعمل بقسم اللغة العربية.

المؤتمرات والندوات:

وشارك في الندوة الأولى التي عقدتها رابطة العالم الإسلامي للبحث في سبل تطوير أجهزتها الإعلامية العام 1411هـ، وكُرّم في إثنينية الشيخ الوجيه عبدالمقصود خوجة وطبع مجموع كتبه ورسائله في عدة مجلدات طباعة فاخرة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com