المحليةحوارات خاصة

الدكتور حمزة غلمان في حوار لـ”مكة” الإلكترونية: زوجتي أنقذتني من الفشل في واشنطن.. والأبناء دائما يحتاجون إلى خبرة الكبار

(مكة) – حوار- عبدالرحمن الأحمدي

تواصل صحيفة “مكة” الإلكترونية التحاور مع رموز الفكر والمجتمع داخل المملكة، حيث تلتقي اليوم بالدكتور حمزة أحمد غلمان، عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى، للاطمئنان على أحواله ومعرفة بعض آرائه ومواقفه في الشهر الكريم، فكان الحوار التالي:

-لمن يسأل عنكم ضيفنا الكريم أين تتواجدون في رحاب هذه الدنيا؟ وكيف تقضون أوقاتكم؟

أنا د. حمزة أحمد غلمان عضو هيئة تدريس بقسم الهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى ورئيس اللجنة الفنية الميكانيكية باللجنة الاستشارية لكود البناء السعودي، وأقضي أوقاتي العملية في أبحاثي وفي محاضراتي ولقاءاتي مع طلابي سواء في المواد التي أقوم بتدريسها أو مشاريع التخرج لطلاب مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وطبعاً الاجتماعات العائلية والتي أتمتع جداً بها مع زوجتي الغالية وأبنائي وبناتي الأعزاء والأخوة والأخوات وعوائلهم وكذلك الأصدقاء والاجتماعات الدورية للأصدقاء في الجامعة وخارجها.

ما الذي يشغل اهتمامكم في الوقت الحاضر؟

الذي يشغل اهتمامي في الوقت الحالي هو راحة وسعادة أفراد عائلتي وأن يكونوا في أعلى درجات النجاح والتفوق وأن يعيشوا حياة كريمة مستقرة مليئة بالهناء والسعادة والسرور، كذلك مما يشغل اهتمامي في الوقت الحالي هو متابعة أبنائي الطلاب وحرصي على دراستهم وتخرجهم بأعلى المستويات وأفضل التحصيلات.

الحكمة خير من الله يؤتها من يشاء.. كيف تعرفون الحكمة من وجهة نظركم؟

تعريف الحكمة بإيجاز هو مخافة الله تعالى، وكما قيل رأس الحكمة مخافة الله فمن خاف الله وراقبه في كل أعماله واحتسب فيها وجه الله فإن قرارته ستكون في أعلى درجات الحكمة، وأرى أن الحكيم هو ذلك الشخص العاقل المرجح للأمور نحو الصواب بما اكتسبه في الحياة من تجارب وخبرات واحتكاكات تعلّم واستفاد منها الدروس، فهي باختصار فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي.

ما بين حكمة الشيوخ وهمة الشباب أيهما أقرب برأيكم.. ثمة اتفاق أم فجوة اختلاف؟

حكمة الشيوخ تم تحصيلها بعد نتاج خبرة واحتكاك وممارسة وتعلم، وهمة الشباب هي طاقة جبارة وقادة وهاجة وتحتاج إلى توجيه وقيادة، وقمة الحكمة تكون في التوفيق بين حكمة الشيوخ وهمة الشباب ولا غنى لأحدهما عن الآخر، ولابد من وجود تكامل بينهما للوصول لأفضل النتائج والحلول، وأؤكد أن شبابنا ثروة عظيمة و طاقة جبارة يجب الاستفادة منها بما يعود على المجتمع بالخير العلمي الكبير، وبحكم تخصصي في التصنيع  فإنني أجد إبداعات الطلاب واضحة وحماسهم منقطع النظير للرقي ببلادنا إلى مصاف أرقى الدول العظمى في العالم، وأذكر أنه بحكم تدريسي لمادة عمليات التصنيع ذكرت للطلاب أنه من مؤشرات قوة وتقدم الأمم هو بمقدار قوة التصنيع لديهم، وطلبت منهم أمثلة لتلك الدول فذكروا أمريكا والصين واليابان وبلادنا فأعجبني حماس الطلاب بكونهم متجهين بآمالهم وتطلعاتهم نحو الرؤية وطموحاتنا جميعا لنكون ضمن أرقى الأمم.

هل الإنسان في هذا العالم ضل طريق الحكمة؟ وهل بالجملة تنقصه الحكمة؟

من اتبع هدى الله سبحانه وسار على منهجه فقد وجد الحكمة، والإنسان في هذه الحياة يكتسب الحكمة بكثرة التَّجارب، والاستفادة من مدرسة الحياة وتجارب العمر وبالاعتبار وأخذ الحَيْطة لأمر الدِّين والدُّنيا، ففي الحديث: «لا يُلدغ المؤمن من جحر مرَّتين» فكثرة التَّجارب هي التي تُكْسِب صاحبها الخبرة والحنكة والحِكْمَة.

في حياتنا مراحل إنسانية مختلفة.. من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة وهكذا.. ماذا تتذكرون من وقائع في ثنايا المراحل؟

طبعاً مراحل حياة أي إنسان تشمل مراحل ضعف ومراحل قوة، ولا أسميها مراحل ضعف بل مراحل تربية وتهذيب وترتيب وتقوية وهي طبيعي مراحل معينة في حياة كل إنسان، ومثلاً توفى والدنا ونحن صغار ونشأنا بفضل الله تعالى ثم بفضل ورعاية والدتنا _رحمها الله رحمة واسعة _  فكانت أماً حنوناً قويةً حكيمةً رحيمةً ضحت بشبابها وحياتها من أجل تربيتنا.

ما بين الربح والخسارة أو الخسارة والربح كيف تصفون أصعب المشاعر وأجملها؟

من أصعب المشاعر مشاعر فقد الوالدين ورحيلهما ويبقى الواحد منا طفلاً فإذا ماتت أمه شاخ فجأة !!!، وكذلك من أصعب المواقف كان في أول يوم وصلت فيه الملحقية التعليمية في واشنطن ورغم أني كنت حاصل على درجة ماجستير في الهندسة ولغتي الإنجليزية كانت ممتازة جداً لكن وقت وصولي ضقت جداً وفكرت بالرجوع، وهنا أكرمني الله بموقف زوجتي بالصبر والهدوء فكان موقفها هو المساند والداعم، وكان فعلاً أول وآخر يوم شعرت فيه بالغربة وبعدها ولله الحمد عشت أجمل سنوات عمري هناك في ولاية أوهايو وتكونت أسرتي هنالك وكانت تلك من أجمل مشاعر وفترات حياتي، ومن أجمل المشاعر أيضاً وهي كثيرة ولله الحمد النجاح في الدراسة والتخرج من أرقى الجامعات المحلية والعالمية والمتابعة والسعادة بإنجازات أبنائي الطلاب في ميادين العمل، فنجاحهم هو نجاح لي وأنا أسعد به أكثر منهم، ولا تتصور مقدار سعادتي وأنا أرى أبنائي خريجي الكلية وهم يشغلون أرقى المناصب.

الحزن سمة إنسانية ثابتة هل احتجتم له يوما ما.. وما هي أقسى لحظات الحزن التي مرت بكم؟

أقسى لحظات الحزن التي مرت بي هي لحظة وفاة والدتي الغالية العظيمة والتي كانت تشغل كل حياتي، وكانت محور دنياي وكان تعلقي بها شديد للغاية وفراغها لا يمكن تعبئته أبدا.

التوفيق والسداد هبة من الله تعالى.. ما هي أكثر المواقف التي مرت بكم توفيقاً وسدادا؟

لحظات التوفيق والسداد كثيرة ولله الحمد والمنة والفضل، ولعل من أكثر اللحظات توفيقاً وسدادا هو التشرف بالإشراف مع مجموعة متميزة مختارة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية على تصاميم مشروع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف بالحرم المكي الشريف وعرضه أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى، ومن مواقف التوفيق والسداد هي تلك التي قضيتها في الأعمال الإدارية بالجامعة والمتمثلة في رئاسة قسم الهندسة الميكانيكية لثلاثة فترات ووكالة الكلية للشؤون الأكاديمية لثلاث فترات وعمادتي لكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى لخمس فترات متتالية، بجانب تزامنها مع عمادتي لعمادة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة.

 –بماذا نربط الحياة السعيدة من وجهة نظركم الشخصية؟

أربط الحياة السعيدة من وجهة نظري الشخصية بمخافة الشخص لله تعالى وبمقدار السرور الذي أدخله في قلوب الناس وبما أقدمه للمجتمع وبمقدار خدمتي للناس فخير الناس أنفعهم للناس، وأكون في قمة السعادة عندما يكرمني الله تعالى بقضاء أمور الطلاب وقضاء حوائج الأهل والأقارب والناس بشكل عام.

هل نستطيع أن نعتبر أن السعادة هي أسلوب حياة؟

نعم، السعادة هي أسلوب حياة، فسعادة الشخص في قلبه وشخصيته وليست مرتبطة بوضع مادي أو اجتماعي أو نحو ذلك، والسعادة أن ترى الشاب الذي أمامك سعيد يعيش ويتمتع بحياته بكل تفاصيلها، وأن تخلق في قلب الشاب والطالب الذي أمامك الشعور بأنه ذو قيمة حقيقية في هذا العالم وأن لحياته معنى، وأن تشعره بأنه يمكنه أن يحدث فارق في هذه الحياة، وبأن له وجود حقيقي وتعطيه الثقة وذلك لأن الإنسان يحتاج إلى هذا الشعور أكثر من الأكل والشرب ليشعر بالسعادة في الحياة، وللعلم وضع الثقة فيهم وعدم زعزعة الثقة بقدراتهم تخلق منهم شباب أبطال منتجين مبدعين والأمثلة التي عشتها كثيرة جداً وموجودة الآن في ميادين العمل المختلفة.

متى يصل الإنسان إلى محطات النجاح؟

يصل الإنسان إلى محطات النجاح بالمثابرة والجد والاجتهاد والصبر، فالبصبر تبلغ ما تريد وبالمثابرة والجد تصل إلى أعلى درجات النجاح، وهناك قصة مزارع طلب منه ابنه أن يقوم كل يوم بحمل عجل صغير ويدور به في المزرعة وكان يقوم بذلك يومياً، كبر الطفل فأصبح شابا يافعا وكبر العجل فأصبح ثورا ضخما، فكان الشاب يحمله بمنتهى السهولة؛ لأنه اعتاد من صغره على ذلك وهو الآن أمر سهل عليه.

ومتى تتوقف تطلعاتنا في الحياة؟

لا تتوقف تطلعاتنا في الحياة أبدا!!، هي تتوقف فقط بنهاية حياة الشخص، وأتخيل قول النبي ﷺ “إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا” فيها قمة الدعوة إلى الإنتاج والحث على العمل لآخر لحظة حتى والدنيا على النهاية والقيامة قائمة.

غلمان يصافح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يرحمه الله بحضور مدير جامعة أم القرى السابق د. بكري عساس

في الأغلب ننصف الإنسان بعد رحيله من دنيانا.. متى ينصف هذا الإنسان قبل أن يرحل؟

أعتقد أن أفضل وأحق إنصاف للإنسان يكون في حياته؛ لما له من أثر عظيم وبالغ في نفسه أن يرى تقدير الناس له ولما قام به من مجهودات وإنجازات في مسيرته أيا ما كانت، أما تكريمه بعد رحيله فهو برغم أنه عمل كريم مشكور لكن يبقى قصور ونقص في وصول أثره في نفس صاحبه وهو المعني الأساسي في التكريم.

في الاستشارة.. من يستشير ضيفنا الكريم في مواقفه الحياتية المختلفة؟ ولماذا؟ وماهي أهم استشارة مضت؟

أستشير في حياتي الكثير ممن أجد فيهم الحكمة والصدق والإخلاص مثل زوجتي الغالية وإخوتي وأخواتي الأفاضل والمقربين الأصدقاء الحكماء أصحاب الخبرة في الحياة وهم كُثر ولله الحمد وذلك للدعم والتثبيت في اتخاذ بعض القرارات المصيرية، ومن أهم الاستشارات في حياتي كانت في أمور تمثل مفترق طريق بالنسبة لي مثل ترك وظيفتي كمهندس بشركة الكهرباء والتي كان يطلق عليها كهرباء الغربية والالتحاق بالجامعة كمعيد، في وقت كان الفرق كبير في الراتب بجانب قلة عدد المهندسين في شركة الكهرباء آنذاك، كذلك قرار التحاقي بجامعة أوهايو ودراستي لمرحلتي الماجستير والدكتوراة.

متى غض النظر ضيفنا في المواقف المصاحبة له؟ وهل تذكرون بعض هذه المواقف؟

طبيعة عملي كمربي للشباب تقتضي أن تتغافل أحياناً عن بعض المواقف والتي يكون الحكمة في التغاضي مؤقتاً وتعديلها في وقت مناسب أكثر تأثيراً من وقت ذلك الموقف، مثلا ظاهرة التدخين عند بعض الشباب تحتاج العمل فيها بحكمة وبهدوء، أنا في الحقيقة معتاد أن أذهب لهم وأعمل معهم الحوار التالي بأن أقول لهم اقنعوني بسبب واحد مجدي للتدخين وأنا أدخن معكم الآن هنا !!، انظروا نحن نحتاجكم وما نستغني عنكم، والتدخين يقصر من أعماركم والبلد محتاجة شباب بصحة وعافية وبصدور قوية، هنا تصل الرسالة لهم وبقوة وبدون أي زعل أو تعصب عليهم البتة!.

هل ندمتم على سكوتكم يوماً؟ ومتى ندمتم على بعض كلامكم؟

الحمد لله لم أندم على سكوتي يوماً؛ لأنه دائماً لغرض معين ولتحقيق هدف محدد وإيصال رسالة، ودائماً أنا مؤمن بمبدأ “قوة الكلمة”، وللكلمة قوة جبارة في نفوس وقلوب الناس، ممكن بكلمة جميلة من القلب تُدخل بها السعادة والسرور وتفتح أبواب للخير والأمل في قلب الشخص، ومهما كان الشخص كبيراً أو ذو منصب وجاه فهو في حاجة للكلمة الطيبة وأثرها يكون نافذاً في قلبه حتى لو أظهر غناه وعدم حاجته للكلمة الطيبة.

في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أحاديثنا تختلف عن واقعنا إلى أي مدى صحة هذه الجملة؟

أنا مؤمن تماماً بذلك وأنه في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تكون صور الكثير من الأشخاص والتي تظهر للناس وأحاديثهم مختلفة تماماً ومغايرة لواقعهم، مما يؤدي إلى وجود خلل وأثر نفسي سيء للغاية على الآخرين، وعندما يُظهر البعض حياته أنها كلها ترف ولعب وتسالي وعدم اكتراث بأي مسؤولية، فإن هذا يعود بالضرر البالغ في نفوس المتابعين في وقت أن حقيقته مغايرة تماماً لتلك الصورة ولا يعلم الكثيرون بذلك.

في حياتنا اليومية هل افتقدنا حقيقة إلى الإنسان القدوة؟

القدوة مهمة جداً في حياة المجتمع، ووجود القدوة الممتازة الحسنة ومشاهدة الناس لها يُشعر الناس بأنّ الوصول إلى هذه النماذج والأخلاق العالية والإنجازات الإبداعية المتميزة أمرٌ ممكن وليس بالصعب فهم يشاهدون مثلاً حيَّاً أمامهم، ومهم جداً وجود العلماء والمبدعين والمفكرين والقدوة الحسنة في المجتمع يؤدي إلى ظهور التنافس المحمود بين الأفراد، حيث إنَّ الكلّ يرغب في التفوق والإبداع والحماس إلى الرقي والتقدم، والقدوة دائماً تحفِّز هذا التنافس للرقي والريادة.

الأبناء في الوقت الحالي هل يحتاجون إلى الرأي والمشورة منا؟ وهل المسافات بعدت بيننا وبينهم؟

الأبناء دائماً في حاجة إلى حنكة وحكمة الكبار وبالذات في الوقت الحالي، ومع هذا الانفتاح اللا  محدود فإن الحاجة أعمق وأشد لخبرة المخلصين وأصحاب الرأي والمشورة منا، وقد يبدو للبعض أن المسافات بعدت بيننا وبينهم لكن أرى في الحقيقة أنه في ظل هذا الانفتاح أصبحوا هم أنفسهم يبحثون عن حنكتنا وخبرتنا وتجاربنا ونتاج السنين التي عشناها لتضيء وتوضح وتبين لهم بعض الأمور التي قد تلبس وتشكل عليهم.

الدنيا طويت على غرور.. متى وجدتم هذه العبارة ماثلة أمامكم؟

أجد هذه الجملة ماثلة أمامي عند رؤية من كان عنده القدرة على مساعدة الآخرين في وقت قوته ولم يقم بذلك، وكذلك في الشخص العاجز الضعيف وقد كان في وقت قوته مغتراً بنفسه ومتكبراً ومتعالياً على الآخرين، الدنيا فرص يجب حسن استثمارها في وقتها حتى لا نندم عليها في وقت لا ينفع فيه الندم.

-من أنبل الناس في رأيكم؟

أنبل الناس في رأيي من وفقه الله لقضاء حوائج الناس والخلق وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله، إن النُّبْل علامة على عُلوِّ الهمَّة، وشرف النَّفس فمن كانت همته عالية ونفسه شريفة تجده حريصاً على حب ومساعدة الآخرين وأن يكون حاذقًا في تعامله مع الآخرين وأن يتجنب التَّكبُّر والتَّعالي على الخَلْق وسوء الخُلُق وظُلْم النَّاس وألا يتجنب التَّعجُّل والحُمْق، وسوء التَّفْكير، ونقصان الحِكْمة في الأمور والبخل والشُّح.

المحبطون هم أشد الناس تعاسة هل صادفتم هذه الفئة؟ وكيف تعاملتم معها؟

صادفت في حياتي الكثير من المحبطين ويكون التعامل معهم بتفهيمهم بخطأ هذا المنهج في الحياة وبث روح التفاؤل والأمل فيهم، ويحتاج التعامل مع المحبطين إلى الكثير من الحكمة والصبر والهدوء وعدم اليأس من حالتهم، وأتذكر الكثير من المهندسين المبدعين الآن في الميدان ممن عاشوا فترات إحباط ويأس، وكثير منهم قدّم على الاعتذار عن الدراسة وترك الجامعة وبفضل الله تعالى أخذت منهم نماذج الانسحاب وقضيت معهم أوقات طويلة وقمت ببث روح الأمل والتفاؤل فيهم، والآن هم من أفضل مهندسي الوطن على الإطلاق ويشغلوا أرقى وأعلى المناصب الهندسية وباقتدار.

غلمان مع مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة

هل ندمتم يوماً في النقاش مع أصحاب الوعي والإدراك؟ وهل ندمتم في النقاش مع غيرهم؟ ولماذا؟

لا بالعكس ! دائماً أستفيد فائدة جمة وعظيمة في حواري ونقاشي مع أصحاب الوعي والإدراك، لأن الحوار معهم مثمر ومفيد للغاية لأن هناك مجال للتعلم والاستفادة من خبراتهم وعلمهم، وفيه توسيع للمدارك والآفاق ورفع مجالات الوعي للأفضل، وفي المقابل نحتاج إلى الصبر والهدوء والروية إذا فتحت النقاش مع النقيض لهم، وذلك للجهد المضاعف الذي نحتاجه لإيصال فكرتنا أو رأينا لهم.

كلمة أخيرة لضيفنا الفاضل.

شكراً جزيلاً لإتاحة هذه الفرصة لي وأنا سعيد بوجودي معكم عبر هذا الحوار بصحيفة “مكة” الإلكترونية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com