المقالات

يوم اليتيم العربي

اليتيم هو: من مات أبواه أحدهما أو كلاهما وهو صغير لم يبلغ الحُلم، ويستمر وصفه باليتم حتى يبلغ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا يُتْمَ بعد احتلام”، ولا ننسى أن نبينا خير الخلق أجمعين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وُلِد يتيمًا.

وقد بدأت فكرة إقامة يوم اليتيم العربي في عام 2003، حيث اقترح أحد متطوعي جمعية الأورمان الخيرية المصرية تخصيص يومًا للاحتفال باليتيم، وإدخال الفرحة إلى قلبه، وكان الهدف الرئيسي ليوم اليتيم هو التركيز على احتياجات اليتيم العاطفية، ولفت انتباه العالم له، ولاقت فكرة تخصيص يومًا لليتيم الدعم من الشخصيات العامة، ووزارة التضامن الاجتماعى المصري، وحصلت الجمعية على قرار رسمي بإقامة يوم عربى لليتيم من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته السادسة والعشرين، وبذلك تقرر تخصيص يومًا له في الدول العربية، وانتقلت الفكرة من النطاق المصري إلى العالم العربى، فأصبحت أول جمعة من شهر أبريل، يومًا مخصصًا للاحتفال بالأطفال اليتامى.

وواجبنا نحو اليتيم هو أنّ نُقدّره ولا نكون عقبة أمامَهُ على الإطلاق في كل شيء، بل يجب علينا أن نكُون سندًا له ونمسَح على رأسه، وأن لا نقترب من ماله وعرضه، بل وحثنا الرسول محمد ـ صلّى الله عليه وسلم ـ على رعاية اليتيم والرأفة به وعدم النيل منه بغير وجه حق، علاوة على الرفض الكامل أكل مال اليتيم بالباطل أو ظلمه بأي شكل من الأشكال.

ويعتبر “يوم اليتيم” واحدًا من أبرز الأيام الاجتماعية التي تحظى باهتمام كبير من قبل الدول العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، حيث تسعى المنظمات والمؤسسات الإنسانية إلى إيصال الفكرة إلى المجتمعات حول أهمية الاحتفال بهذا اليوم، واهتمامنا بيوم اليتيم لا يعني أن نهتم بالأيتام في يومٍ واحدٍ في السنة! إنما هو بمثابة محاولة نشر الفكرة بشكل عملي في ظل وجود الأطفال وتعارف المشاركين عليهم”.

وجميعنا يعرف تمامًا الجهود العظيمة والكبيرة التي توليها حكومتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “حفظه الله” لليتيم من عناية خاصة منذ نشأته وحتى بلوغه سن الرشد واعتماده على نفسه حيث وفرت له، كأي فرد من أفراد هذا المجتمع، سبل العيش الكريم، وأنشأت من أجله العديد من المؤسسات الاجتماعية المعنية به؛ إضافة إلى مبادرة الإسناد ونمذجة البيوت الاجتماعية بما يتوافق مع أهداف برنامج التحول الوطني، ورؤية المملكة 2030 التي أقرها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- والتي تنص على تمكين جميع الأفراد من رعاية الأيتام عن طريق التخلص من المؤسسات الإيوائية لرعاية الأيتام، واستبدالها بالبيوت الاجتماعية بهدف تأسيس حياة اجتماعية أفضل وأقرب للحياة الأسرية خارج إطار الإيواء المؤسسي، مما يمنح أبناؤنا الثقة والاعتماد على النفس واستثمار الطاقات والإمكانات الذاتية؛ ليكونوا مواطنين صالحين في هذا الوطن العظيم.

– كاتب رأي ومستشار أمني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى