الثقافية

إصلاح ذات البين.. مبادرة ولي العهد لنشر التسامح والعفو

يعتبر برنامج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لإصلاح ذات البين التطوعي، واحدا من المبادرات التي تأتي انطلاقاً من توجيهات ديننا الحنيف، وإيماناً بالواجب تجاه الوطن، وتحقيقاً لرؤية التسامح والتلاحم بين البشر؛ لإيجاد بيئة صحية لغد مشرق، محققاً رؤية ولي العهد في نشر لغة التسامح والعفو بين أفراد المجتمع.
ويعد هذا البرنامج أول برامج الأمير محمد بن سلمان الإصلاحية التطوعية، قبل دخوله للعمل السياسي، والذي أمر خلاله بتكليف أخونا الشيخ عامر بن حزام بن معضد آل خرصان رئيس مركز الرفيعة في محافظة الخرج، وحفيد أحد الرواد الذين دخلوا مع الملك الموحد عبدالعزيز – رحمه الله – الرياض سنة ١٣١٩هـ على هذا البرنامج.
ومازال البرنامج يواصل مسيرته منذ ما يزيد على ١٥ سنة، منهيا آلاف القضايا في عامة مناطق المملكة العربية السعودية، لمواطنين ومقيمين في كافة المشاكل، من عتق الرقاب إلى أدنى الخلافات لوجه الله -عز وجل- وبدون مقابل، في أروقة الدوائر الحكومية وخارجها، بجهود متطوعين من علماء وأدباء ومفكرين ورجال إعلام وشيوخ قبائل وأعيان أسر ومشاهير وجميع طبقات المجتمع من ذكور وإناث.
والبرنامج فريد من نوعه؛ لأنه يعمل في مجال الإصلاح التطوعي لوجه الله وبدون مقابل، في زمن ظهرت فيه بعض الحالات التي لا تمثل قيم المجتمع السعودي الحقيقية من المغالاة الفاحشة في الديات التي أصبحت بعشرات الملايين، مرهقة أفراد القبائل والأسر والبلدان، مع أن أفـضل العفو ما كان لوجه الله وبدون مقابل، وقال الله – عز وجل – (فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير) [البقرة: 109]، كما قال الله عز وجل (وليعفوا وليصفحوا ألا تجبون أن يغفر الله لكم ﴾ [النور: 22]، وقال المولى أيضا (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) [الشورى: 40]، وفي صحيح مسلم (2588) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا).
وأجمع المسلمون على أن أفضل الصلح ما كان لوجه الله وبدون مقابل، وكما قيل:
سامح فإنك في النهاية فان
واجعل شعارك كثرة الغفران
وابسط يديك لرحمة ومودة
حتى تنال محبة الرحمن
ليس التباغض من شريعة أحمد
بل إنه لبضاعة الشيطان
قابيل أغضب ربه لما قسا
وأخوه كوفئ إذ عفا بجنان
سامح أخاك وإن توغر طبعه
إن التسامح شيمة الشجعان
وكما قيل (العفو عند المقدرة من شيم الكرام)، وفي المادة التاسعة من اللائحة التنظيمية للجان إصلاح ذات البين في إمارات المناطق ما نصه (وإذا كان الصلح بمقابل فيجب أن يكون هذا المقابل غير مبالغ فيه، فإن كان كذلك فعلى الأعضاء المكلفين بالسعي في الصلح تدوين ذلك، مع مواصلة السعي في تخفيض المقابل).
وبرنامج سمو ولي العهد لإصلاح ذات البين التطوعي بحاجة لمزيد من الدعم والتسليط من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي؛ ليحقق أفضل النتائج المرجوة منه، حفظ الله لنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن – رعاهما الله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com