
علق أنور مالك، الكاتب الحقوقي والباحث في الشؤون الدولية، على تحليل الخبير العسكري والاستراتيجي لقناة الجزيرة اللواء المتقاعد فايز الدويري، قائلا: “هو بلا شك مثقف نحترمه ونحترم رأيه وتوجهاته وهو حر فيها بلا أدنى شك”.
وأضاف “مالك” في تغريدة عبر حسابه على منصة إكس: “تابعت تحليلاته كثيرا، وخاصة حول فيديو بثته منذ قليل كتائب القسام تقول إنه تسجيل لعملية نفذتها المقاومة ضد جيش الاحتلال، ولم يقدم المحلل ما يثبت مثلا أن العملية حديثة وفيها عشرة قتلى، ويفند الشبهات المحتملة بطريقة ذكية”.
وتابع الكاتب الحقوقي: “أما الألبسة والأسلحة فقد مر عليها مرور الكرام وهي ليست أدلة قاطعة، فقد يأتي من يقول إنها كانت بحوزة القسام من قبل وهم لديهم معدات وعسكريين محتجزين، وما أسهل التشكيك فيها، وطبعا أتمنى أن ما حدث صحيحا كما يروي إعلام المقاومة”.
واستكمل قائلا: “ليس المشكل هنا وأنا لا أستطيع ألا أجزم بصحته ولا أذهب إلى تكذيبه، ففيه ما يجعل الأمر يلتبس لحد كبير عندما نستعمل العقل العسكري وليس العاطفة الشعبوية”.
وأوضح أن الغريب أن المحلل نفسه ناقش فيديو آخر بثه الاحتلال الإسرائيلي حول عملياته، فركز على جانب نفسي وهو ليس مختصا وشكك فيه جملة وتفصيلا على أساس أن الطرف الآخر لا يظهر، والأمر نفسه ينطبق على فيديو القسام وفيديوهات أخرى، حيث لم تظهر أحيانا سوى الألبسة والأسلحة وآثار الدماء، وهو ما ظهر مع فيديو المحتل، مثل حفرة النفق التي شكك فيها أيضا عبر أطروحة الرياح والتي قدمها بطريقة غير مقنعة – على حد تعبيره-.
واستطرد الباحث في الشؤون الدولية: “أيها الجنرال المتقاعد مع كل الاحترام لك، وأنا ضابط سابق ودرست ودرّست في الكليات العسكرية، ما تقوم به على شاشة الجزيرة لا علاقة له بالتحليل العسكري والاستراتيجي الذي يقتضي لغة عسكرية خاصة وحيادية في تقييم الحرب، ودقة في مناقشة المحتوى والمشاهد والمعارك، وتبيان الأدلة التي تضع المتلقي أمام الحد الفاصل بين الصدق والكذب”.
وأشار إلى أنه ليس من التحليل العسكري التعبير عن عاطفيات وتخمينات وأمنيات وتحديات وتصفيقات، وأيضا تصديق كل شيء يأتي من هذه الجهة وتكذيب كل ما يأتي من الجهة الأخرى.
وواصل انتقاده للواء المتقاعد فايز الدويري، قائلا: “المحلل العسكري ليس قاضيا يصدر الأحكام، بل يقدم للمشاهد ما يساعده على تشكيل قناعة معينة، كما أنه لا يعبر عن موقفه الشخصي ويحافظ على حياديته التامة، وحتى إن كان متعاطفا مع جهة لا يجب أن تغلبه عواطفه وتظهر علنية للمشاهدين والمتابعين ويصير يطبل فقط بدل استعمال العقل في توصيل الفكرة التي يريدها”.
وتابع موجها حديثه للقناة القطرية: “أنصح إدارة الجزيرة التي أحترمها أن تتوقف عن تقديم السيد فايز الدويري محللا عسكريا واستراتيجيا، وتقدمه كمناضل وكاتب ومفكر يدافع عن قناعاته ومواقفه الداعمة لحماس في هذه المحرقة، ولا حرج عليه وعليها في ذلك، إن كانت الجزيرة تريد المهنية العسكرية التي لا تختلف عن المهنية الصحافية في أمور كثيرة، أما إن كانت همها النفخ في الظاهرة الشعبوية لتحقيق مآرب بين الجماهير فواصلوا أيها القائمون عليها وأكملوا على ما أنتم عليه فهذا شأنكم”.
واستكمل: “تأكدوا يقينا أن ما تقومون به في المساحة العسكرية مع المحلل فايز الدويري خاصة، لا علاقة له بالتحليل العسكري والاستراتيجي، ولا يمكن أن يفيد المتخصصين في شيء، بل سمعت الكثيرين من أهل الاختصاص يسخرون مما يسمعون عبر منبركم الكبير من كلام ليس له علاقة بمنطق التحليل العسكري، واسألوا الخبراء من جنرالات متقاعدين تعرفونهم في الدوحة وغيرها”.
وأكمل الباحث الدولي: “حتى لا نبخس آخرين حقهم، يوجد ضباط يشاركون مع الشبكة الناطقة بالعربية ونراهم يتحدثون بلغة عسكرية واستراتيجية في المستوى المطلوب، ويظهرون أكثر موضوعية رغم ضغط خط التحرير عليهم، وهو مؤسف جدا في هذا المجال العسكري على قناة عالمية بوزن الجزيرة”.
واختتم أنور مالك تغريدته قائلا: “أتمنى أن أكون مخطئا في تقدير بعض الأمور، وأرجو من المتابعين الذي لديهم خبرة عسكرية خاصة المختصين من ضباط تقديم رؤيتهم الصائبة إن كنا على خطأ أو الداعمة إن كنا على صواب أو المفصلة لما ألتبس علينا”.






