صلح الحديبية كان درسًا عظيمًا في الصبر، الحكمة، والتخطيط بعيد المدى، وهو ما يشبه حال اهل غزة اليوم. في ظاهر الأمر، قد تبدو المعاناة المستمرة في غزة، مع كل التضحيات والقتل والجراح، والهلع والتهجير والتدمير وتشير الإحصاءات بعد وقف الحرب باستشهاد 46 الف
و100الف جريح وتدمير كلي اوحزئي من المباني 75٪
وتدمير 60٪من المساحد
وتدمير 80٪من المستشفيات وتدمير 85من المدارس
وكأنها كفاح بلا نهاية، أو أن الاتفاقات التي تُفرض قسرًا تحمل شروطًا غير منصفة. لكن صلح الحديبية يُذكّرنا بأن الظلم والصبر عليه قد يكونان جزءًا من استراتيجية إلهية أوسع لا ندرك حكمتها في حينها.
أهل غزة، بصبرهم وثباتهم، يشبهون أولئك الصحابة الذين تحملوا التنازلات المؤقتة في الحديبية، ولكنهم كانوا على يقين بأن الله لن يخذلهم. كما كان الحديبية تمهيدًا لفتح مكة ونصر الإسلام، قد تكون هذه المحن التي تواجه غزة اليوم مقدمة لفتح قريب ونصر عظيم وعود وتوحيد صفوفهم مع اخوتهم الفلسطينيين في الضفة يجعلهم قوة في التلاحم وتوحيد الاهداف مما يودي إلى تغيير الموازين ويعيد الحقوق لأهلها.
غزة اليوم تمثل القوة في الضعف، والتحدي رغم الحصار، والصبر رغم الألم. كحال النبي ﷺ وأصحابه حين وافقوا على شروط قريش ظاهريًا وهم يعلمون أن النصر قادم، فإن غزة تصبر اليوم على الجراح والاتفاقات، وهي مؤمنة أن هذا الصبر سيثمر يومًا حريةً وكرامةً، تمامًا كما أثمر صلح الحديبية فتح مكة ونصر الله المبين.
اللهم اجعل صبر أهل غزة تمهيدًا لنصرهم القريب، كما جعلت صلح الحديبية تمهيدًا لفتح مكة العظيم.

2
سلم يراعك بروف عايض… أحسنت المقارنة… وفقك الله
اللهم ثبت اقدامهم
اللهم علبك باعدائهم
اللهم الف بين قلوبهم