قرأت خبرًا أسعدني كما أسعد الكثيرين من أبناء الوطن، عن إطاحة شرطة مكة المكرمة بعشرة محتالين من الجنسية الباكستانية، نصبوا على كثير من المواطنين والمقيمين، ونهبوا منهم مبلغ مليونين وثمانمائة ألف ريال، بعد أن أوهموهم بأن لديهم سبائك من الذهب، حيث باعوها عليهم بطرق غير نظامية وقاموا بتسليم الضحايا قطعًا معدنية شبيهة بالسبائك، وقد تم تسليمهم للنيابة العامة.
لم تكن هذه الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، طالما هناك من يستجيب لهذه الفئة الفاسدة، وينساق وراء ألاعيبهم وزيف ادعائهم ممن يُغرر بهم، ويتم سلب أموالهم للسعي إلى الكسب السريع.
لقد حذرت الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الداخلية كثيرًا من الوقوع في أيدي هذه العصابات الخبيثة التي استولت على أموال الناس بالباطل. فهذا يتصل مدعيًا أنه موظف في البنك ويريد من صاحب الحساب تحديث معلوماته، فيتفاعل معه ويعطيه كل ما يطلبه من معلومات، حتى الأرقام السرية، وفي لحظات يتم سحب أمواله. وآخر يروج لضحاياه بالاشتراك في صفقة عقارية تحقق مكاسب مالية كبيرة، مستخدمًا وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنشاطه، وبعد أن يسحب أموال الناس يختفي، ويكتشفون أنهم وقعوا ضحية تلاعب وسرقة. وهناك من يقع ضحية تغرير فئة تدعي قدرتها على التوظيف لمن ليس لديهم وظائف من الجنسين، ويطلبون منهم مبالغ لدفعها لمن يقومون بالوساطة في ذلك، وبعد تسلمهم للمبالغ يختفون.
كما ظهر أسلوب جديد في سرقة أموال الناس بواسطة الرسائل، حيث يرسل المحتال رسالة باسم أحد الأقارب أو الأصدقاء بعد اختراق هاتفه، ويطلب تحويل مبلغ من المال لأنه يمر بظرف طارئ، فيتفاعل معه الضحية ويحوله. ثم يتفاجأ فيما بعد أنه وقع ضحية نصب واحتيال. وقد تنبه الكثيرون لمثل هذه الرسائل، حيث يتصلون بالأشخاص المرسلين قبل التحويل، ليكتشفوا أن هواتفهم مخترقة، وأنهم لم يرسلوا تلك الرسائل.
والآن، وبعد تدخل الذكاء الاصطناعي في حياتنا، أصبح من السهل النصب حتى بالاتصال الصوتي، حيث يتحدث المحتال مع الضحية باستخدام صوت القريب أو الصديق ويطلب منه تحويل مبلغ من المال، ليكتشف الطرفان فيما بعد أنهما وقعا ضحية نصب واحتيال.
إننا أمام مشكلة كبيرة، ولن يخلصنا منها إلا الاستجابة لكل التحذيرات التي تردنا من الجهات الرسمية، سواء الأمنية أو البنوك أو غيرها. علينا أخذ الحيطة والحذر قبل الإقدام على أي عمل، ما لم تكن الإجراءات موثقة ومصرحًا بها من الجهات المسؤولة، وإلا فإن القانون لن يحمي المغفلين.
الشريعة والقانون ما عملت إلا للضعفاء من النساء والأطفال والشيوخ الكبار والرجال الضعفاء فهولاء يحصل منهم الضعف والغفلة ولكن الشريعة والقانون والنظام ما وجدت إلا لهم حمايةً لهم من الظلم والتجاوز!!!