شاهدت مقطعًا مرئيًا في منصة (X) لمدة دقيقتين تقريبًا عن واحدة من العادات السودانية، أجارنا الله وإياكم منها، إذ يمسك أحدهم بالسوط ويجلد به الآخر في ليلة زواجه، كاختبار لشجاعة وتحمل «الزول» للجلد أمام الفتيات في الحفل. إذ يعدّ من العيب في ثقافة العرس السودانية أن يخاف ويجزع من ضربة السياط على ظهره. إذا ثبت «العريس» نال زغاريد الفتيات، أما إذا «جفل» فيصبح أضحوكة. وغالبًا بعد الضربتين تسيل الدماء من ظهر المجلود. الأمر يتعلق بالشجاعة وقوة التحمل. توقعت هذه العادة أنتهت ولكن علمت بأنها لا زالت موجودة حتى الآن.
هذه الثقافة مقاربة لثقافة «الختان» في جنوب المملكة العربية السعودية ، حيث كان يجتمع أهالي القرية وأقارب الشاب من أخواله وأعمامه ليجهزوه للختان بالسمن والعسل، ويلبسونه السلاح، ويزودونه بقصائد شعرية لا تخلو من المدح والفخر به وبأسرته. وهو المسكين في حالٍ لا يُحسد عليها أمام الفتيات حتى تحين لحظة الختان. ويبدأ المُطهّر يحدّ شفرته، و«الطهير» يتعزّى وكأنه يستذكر أبيات الشاعر المتنبي:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ
فلا تقنعْ بما دونَ النجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
مثل هذه العادات والتقاليد كانت منتشرة في البلدان الإسلامية والعربية. لكن الغريب أنها كانت موجودة والرجل في كامل قوامته على المرأة ومع هذا نجد الرجال غالبًا ما يكونون الضحية. فهل بلغ تأثير النساء أن يتعذب الرجل بهذه الطرق؟ ومن الذي أقنع الشيوخ والعقلاء أن يقدموا أبناءهم قربانًا للنساء؟!
ختامًا
لا أستبعد أن تكون عادة الجلد وسيلة للحد من الطلاق في المجتمع السوداني، ولا أتصور أن من ذاق طعم السوط سيفكر في التعدد، مهما كان جمال المرأة. ولكن، ماذا لو كانت هذه العادة موجودة في مجتمعنا؟ هل يمكن أن تسهم في الحد من نسب الطلاق المرتفعة؟
معالجة ذكية لعادات عجيبة، ومؤكد أن علماء علوم الاجتماع قتلوها بحثا، وتلك حكاوي عن غرائب العادات التي هي في بلادها عز ومفخرة ورجولة وقوة تحمل.