يعد تعارض المصالح أحد أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في مختلف القطاعات، حيث تنشأ هذه الظاهرة عندما تتداخل المصالح الشخصية مع المسؤوليات المهنية، مما قد يؤثر على الشفافية، النزاهة، والقرارات الإدارية والمالية. وقد يكون تعارض المصالح مباشراً أو غير مباشر، مما يجعل من الضروري تبني آليات رقابية فعالة لضبطه والحد من آثاره.
دور الحوكمة في الحد من تعارض المصالح
تشكل مبادئ الحوكمة الرشيدة (Corporate Governance) حجر الأساس في تعزيز بيئة عمل نزيهة وشفافة، حيث تهدف إلى ما يلي:
– ضمان الاستقلالية في صنع القرار من خلال توزيع واضح للسلطات والمسؤوليات.
– تعزيز المسائلة والمحاسبة، مما يقلل من احتمالية استغلال النفوذ أو اتخاذ قرارات متحيزة.
– وضع سياسات واضحة للإفصاح عن المصالح، بحيث يلتزم جميع الأفراد داخل المؤسسة بالإفصاح عن أي تضارب محتمل قبل إتخاذ قرارات حساسة.
– تعزيز ثقافة الامتثال والشفافية عبر تطبيق آليات رقابية مستدامة تهدف إلى منع سوء استخدام السلطة.
وتعتبر لجان المراجعة الداخلية والخارجية من أهم الأدوات الرقابية التي تدعم الحوكمة وتساهم في الحد من تعارض المصالح،
فمن خلال المراجعة الداخلية يتم مايلي:
– تقييم الأنظمة والسياسات الداخلية لضمان الامتثال للوائح والقوانين.
– رصد العمليات المالية والإدارية والتأكد من عدم وجود قرارات منحازة أو تلاعب في التقارير المالية.
– الكشف المبكر عن أي تداخل للمصالح ووضع توصيات لمعالجتها قبل أن تؤثر على الأداء المؤسسي.
– إضافة إلى تعزيز الوعي الداخلي من خلال تدريب الموظفين على كيفية تحديد والتعامل مع حالات تعارض المصالح.
ومن خلال المراجعة الخارجية يتم ما يلي:
– تقديم تقييم مستقل للبيانات المالية والتحقق من دقتها ونزاهتها.
– وضمان الامتثال للمعايير المحاسبية الدولية، مما يعزز الثقة بين المستثمرين وأصحاب المصلحة.
– ومراقبة تنفيذ سياسات الحوكمة والتأكد من أن المؤسسة تتبع أفضل الممارسات العالمية.
– إضافة إلى إكتشاف ومعالجة أي ممارسات غير قانونية قد تؤدي إلى فقدان الثقة أو التعرض لمخاطر قانونية.
وبشكل عام يعد تعارض المصالح تحدياً جوهرياً يتطلب ممارسات حوكمة قوية وآليات رقابة فعالة لضمان نزاهة المؤسسات وشفافيتها. ومن خلال تفعيل دور لجان المراجعة الداخلية والخارجية، وفرض سياسات إفصاح صارمة، وتعزيز ثقافة الحوكمة داخل المؤسسات، يمكن الحد من تعارض المصالح وتعزيز الثقة بين جميع الأطراف المعنية، مما يسهم في تحقيق نمو مستدام وأداء مؤسسي عالي الكفاءة.
“حوكمة فعالة = شفافية أقوى = نجاح مستدام”
• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس