همس الحقيقة
لغة التحدي بين المتصدر الاتحاد والوصيف الهلال لم تعد بين المدربين واللاعبين فحسب، بل أصبحت لها أبعادها وأهميتها المؤثرة جدًا بين المديرين الرياضيين في كلا الناديين، رامون بلانيس وفهد المفرج. وبعدما ساءت نتائج الفريقين في الدوري، علمتُ أن المدير الرياضي لفريق الاتحاد عقد عدة اجتماعات مع المدرب لوران، كان آخرها قبل مباراة القادسية، إلا أنها لم تُسفر عن أي تقدم إيجابي في أداء الفريق ونتائجه، مما جعل “العميد” في حالة خطر بسبب تقلص الفارق بينه وبين “الزعيم” إلى أربع نقاط.
بينما فهد المفرج، وهو السعودي الوحيد من بين أندية الصندوق الذي أُسندت إليه مهمة المدير الرياضي، لم يقف “مكتوفًا” متفرجًا على “تخبطات” خيسوس، بل عقد معه عدة اجتماعات متواصلة، كان آخرها قبل مباراة الذهاب أمام فريق بختاكور، إلا أن كل تلك الاجتماعات لم تُغير من قناعات خيسوس ومواقفه “المتصلبة”، إذ رفض أي تدخلات في عمله. لكن بعد خسارة الهلال أمام بختاكور، عقد المفرج اجتماعًا ساخنًا ومثمرًا معه، وكانت الغلبة للمدير الرياضي، بعدما قدم له ما يثبت عمليًا وقوعه في أخطاء كبيرة أثرت على أداء الفريق ونتائجه. وبالتالي، لم يكن أمام خيسوس إلا الاستسلام للحقيقة المُرّة، والتخلي عن “عناده”، ومعالجة كافة الأخطاء، وقبول آراء ونصائح المفرج، وهذا ما لاحظه الجميع في مباراة الهلال أمام الفيحاء، حيث جاءت التغييرات التي أجريت سببًا في فوز ثمين، رغم النقص الذي كان يعاني منه الفريق الهلالي.
وحينما نقيم عمل المدير الرياضي رامون، فلم نرَ أي تأثير إيجابي على المدرب ولا على اللاعبين، رغم أنه عقد مجموعة من الاجتماعات، لكنها لم تُحقق أهدافها المرجوة كما حصل مع المفرج. وظهر ذلك جليًا في مستوى أداء الفريق ونتائجه السيئة في ثلاث مباريات متتالية، تسببت في فقدانه ست نقاط أمام الخليج، الأخدود، والقادسية، إضافة إلى ثلاث نقاط أمام ضمك، ونقطتين أمام الفيحاء.
وهنا، ليَسمح لي مجلس إدارة شركة نادي الاتحاد بقيادة المهندس لؤي المشعبي أن أقول: إذا استمر الحال كما هو عليه في المباراة المقبلة أمام الرياض، فمعنى ذلك فشل المدير الرياضي رامون في عمله، وبالتالي لا بد من اتخاذ قرار سريع وجريء بعزل رامون من منصبه، والاستفادة من تجربة الهلال بتعيين الكابتن محمد نور مديرًا رياضيًا، لما يتمتع به من شخصية قيادية وخبرة فنية رياضية طويلة، مما سيكون له أثر إيجابي في تغيير الكثير من قناعات المدرب لوران، وإجباره على الرضوخ لمطالب محمد نور الفنية رغم أنفه، كما رضخ خيسوس للمفرج.
نعم، هذا هو القرار السليم الذي يجب أن يتخذه مجلس إدارة شركة نادي الاتحاد، في حال عدم وجود أي تقدم في مسيرة الفريق، قبل أن تطالب جماهير النادي برحيل الإدارة وعزلها. وأحسب أن الجماهير ستقوم بذلك إذا استمرت تخبطات لوران وغياب تأثير رامون، فمن المعروف أن جماهير الاتحاد، في كثير من الأحيان، عندما ينفد صبرها، تكون هي صاحبة القرار.