
أصدر عدد من نجوم نادي الشباب السابقين، اليوم السبت، بيانًا مشتركًا عبّروا فيه عن رفضهم القاطع لما اعتبروه تحريفًا في سجل بطولات النادي، وذلك ضمن “مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية”، منتقدين الآليات والمعايير التي استُخدمت في عملية التوثيق.
وأكد اللاعبون، في بيانهم، أن اعتراضهم يأتي من منطلق مسؤوليتهم التاريخية تجاه الكيان الذي مثّلوه بكل فخر، وحرصهم على حماية إرث نادي الشباب العريق. وأشاروا إلى أن المشروع تضمّن تغييرات غير منصفة في مسميات وتصنيفات عدد من البطولات التي ساهموا فعليًا في تحقيقها، ما يُعد تشويها للتاريخ الرياضي ومساسًا بجهود أجيال كرّست عطائها من أجل النادي.
وأضاف البيان أن إعادة توصيف تلك البطولات دون الرجوع إلى المعايير الرسمية المعتمدة في تلك الفترات، يمثّل إخلالًا بالحقيقة التاريخية، وتجاوزًا للمبادئ المهنية التي يجب أن يقوم عليها أي عمل توثيقي. وشدد اللاعبون على أن التوثيق الرياضي لا يُبنى على التصويت أو الأهواء، بل على الأدلة الموثقة والسياق الزمني والمعايير الفنية المعتمدة، حفاظًا على مصداقية الإنجازات وحقوق أصحابها.
وقد وقّع على البيان 26 لاعبًا من أبرز من مثّلوا نادي الشباب عبر تاريخه، من بينهم سعيد العويران، ومرزوق العتيبي، وعبده عطيف، وأحمد عطيف، وحسن معاذ، في موقف موحّد يعكس حرصهم على الدفاع عن تاريخ ناديهم وصون مكتسباته.
وأضاف البيان: “نرفض مبدأ التصويت كأداة لتغيير حقائق راسخة، ونراه تهربًا من المسؤولية وتحايلاً على المنهج العلمي، ومجاراةً لضغوط جماهيرية على حساب الوقائع الثابتة. فالتاريخ لا يُكتب بالأمنيات ولا يُقر عبر أصوات، بل يُوثق استنادًا إلى الأدلة والحقائق”.
وأوضح النادي أنه سبق أن قدّم اعتراضًا رسميًا لاتحاد الكرة منذ وقت مبكر، محذرًا من خطورة اعتماد التصويت في قضايا تاريخية مصيرية، ومؤكدًا أن التوثيق يجب أن يتم ضمن أطر واضحة لا تقبل التلاعب أو التأويل، ولا يُسمح فيه بتدخل أندية لم تحقق إنجازات تُذكر.
واختتم البيان بالتشديد على مكانة نادي الشباب التاريخية، بوصفه أول نادٍ تأسس في العاصمة عام 1947، وأول نادٍ يتوّج ببطولة رسمية في المملكة عام 1952، مؤكدًا تمسكه الكامل بحقوقه، ورفضه لأي محاولات لتحريف تاريخه، واستعداده لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية إرثه الرياضي.
من جهته، أعلن نادي الشباب بدوره اعتراضه الرسمي على نتائج مشروع التوثيق، وذلك عبر بيان نُشر في حسابه الرسمي على منصة “إكس”، حيث رفض النادي بشكل قاطع المخرجات النهائية للجنة التوثيق، معتبرًا ما ورد فيها مخالفًا للحقائق التاريخية، لاسيما ما يتعلق بتحويل بعض نسخ بطولة كأس الملك إلى ما سُمّي “بطولة دوري”، بناءً على تصويت لا يستند إلى أي مرجعية علمية أو قانونية.







