المقالات

من أغاني الحج… حجينا وجينا وزرنا المدينة!!

خلد الوسط الفني السعودي في فترة الستينات والسبعينات من القرن الميلادي الماضي عددًا من المطربين الذين تغنوا بقدوم موسم الحج ومناسكه، من هؤلاء الموسيقار طارق عبد الحكيم، والفنان طلال مداح، ومحمد عبده، ومحمد علي سندي، ومحمود حلواني، والمطربة ابتسام لطفي التي قدمت “نشيد الحج”.
ولكن يظل الفنان الكبير طلال مداح من أشهر من تغنى بفريضة الحج، فهو ضمن البداية السعودية ومن أوائل السعوديين في بث أعمال الحج التي ساهم في تكوينها مجموعة من المطربين، قدم بصوته العذب العديد من الأغاني منها أغنية “يا حج يا مبرور”، من كلمات الشاعر سعيد الهندي، ومن ألحان الفنان الإعلامي مطلق بن مخلد الذياني، وقدم أغنية بعنوان “يا لابس الإحرام”، من كلمات شاعر النشيد الوطني السعودي الأستاذ إبراهيم خفاجي، وألحان الموسيقار طارق عبد الحكيم، وقدم كذلك أغنية “يا حادي قوم”، وأخرى بعنوان “لبيك إلهي” من ألحانه وكلمات الشاعر سعيد الهندي، وقدم الفنان طلال مداح أيضًا ابتهالًا بعنوان “بحمدك يا رب الخلائق نجهز”.
أما الموسيقار طارق عبد الحكيم، فقدم رائعة “أهيم بروحي”، ضمن استفاضة الأديب المكي الكبير، الشاعر طاهر زمخشري في عام 1987م، والوله الشديد لمكة حتى صاغها الموسيقار طارق عبد الحكيم بلحن الدانة، الذي يعتبره أهل مكة ضمن تراثهم ليتوافق مع شوق زمخشري إلى البيت العتيق.
والمفاجأة أن الملحنين السعوديين تغلبوا على المطربين في الغناء لهذه المناسبة الدينية العظيمة، وكانوا أكثر حضورًا، فالملحن سراج عمر على سبيل المثال قدم ستة أعمال بصوته وهي: (أهلاً بوفد الخير)، و(يا حاج بيت الله)، و(مسيرة خير)، و(من كل فج عميق)، و(جينا لك يا رب البيت)، و(جاؤوا عبادك إلهي).
أما الملحن عبد الله السلوم فقدم أغنية بصوته بعنوان (حجاج بيت الله)، وأيضًا الملحن غازي علي قدم عملين فنيين عن موسم الحج هما: (فضل الله)، و(حجينا وجينا)، والتي تصف كلماتها التي كتبها الشاعر عبد العزيز أبو مجرد النجيمي حال العائدين من الحج بعد أداء الفريضة، والتي تقول كلماتها:
حجينا وجينا… وزرنا المدينة
طفنا بالبيت الحرام… وشربنا من زمزم شفاء
وسعينا بين المروتين… وقلوبنا مليانة صفاء
وطلبنا من الله يجمعنا ثانيًا… والمسلمين إخوة في ظل أوطاني
لقد عبرت جميع هذه الأغاني التي امتزجت فيها الألحان مع المشاعر عن مدى شوق الحجاج وتعلقهم وفرحتهم بأداء فريضة الحج، وزيارة الأراضي المقدسة في مكة والمدينة، حيث يرددون هذه الأغاني الجميلة في وداع واستقبال الحجاج والزوار الذين أنعم الله عليهم ويسر لهم أداء هذه الفريضة العظيمة.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى