
من قلب مدريد حيث صاغا معًا أجمل لحظات المجد الأوروبي، إلى ميادين المملكة حيث تقاطعت طُرقهما مجددًا، لكن هذه المرة كمنافسين لا كرفاق. كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو، شريكا النجاح في ريال مدريد، تحولا في دوري روشن إلى خصمين شرسين يتنافسان على اللقب وصدارة المشهد الكروي.
فالمواجهة الأحدث بين النجمين جاءت في قمة الجولة 30 من الدوري السعودي، حين حلّ الاتحاد ضيفًا على النصر في مباراة كلاسيكو نارية على ملعب الأول بارك. المباراة انتهت بفوز مثير للاتحاد 3-2، بعد أن قلب الطاولة على أصحاب الأرض في الشوط الثاني، مؤكداً عزمه الكبير على حسم اللقب هذا الموسم.
هذا الانتصار رفع رصيد الاتحاد إلى 72 نقطة، موسعًا الفارق إلى ست نقاط مع الهلال، في حين تجمد رصيد النصر عند 63 نقطة، مما جعل فرصه في المنافسة شبه منعدمة. الأهم من ذلك أن فوز الاتحاد في هذا التوقيت وبهذه الطريقة زاد من قيمة مساهمة قائده الهجومي كريم بنزيما، الذي لا يكتفي بالتسجيل، بل يقود الفريق فنيًا ومعنويًا.
-رونالدو يتفوق رقميا.. وبنزيما يسبقه في التأثير
بالنظر إلى أرقام النجمين هذا الموسم، فإن كريستيانو رونالدو خاض 39 مباراة، سجل خلالها 33 هدفًا وقدم 4 تمريرات حاسمة في 3,367 دقيقة لعب.
في المقابل، خاض بنزيما 30 مباراة، سجل 21 هدفًا وقدم 9 تمريرات حاسمة خلال 2,637 دقيقة، ما يضعه في موقع مميز من حيث معدل المساهمة التهديفية لكل دقيقة.

بنزيما يتفوّق أيضًا على مستوى التأثير داخل منظومة اللعب، حيث يبدو أكثر تكاملًا في تحركاته، ويُسهم بوضوح في ترابط الخطوط الهجومية للاتحاد، بينما يعتمد رونالدو بشكل أكبر على اللمسة الأخيرة والتسجيل.
-خطوة تفصل الاتحاد عن التتويج.. وبصيص أمل للنصر
حسابيًا، أصبح الاتحاد بحاجة إلى سبع نقاط فقط من مبارياته الأربع المتبقية أمام الفيحاء، الرائد، الشباب وضمك، لحسم اللقب رسميًا، دون النظر لنتائج الهلال أو النصر. هذا السيناريو يُقرب بنزيما من تحقيق لقب الدوري السعودي الأول له، متفوقًا بذلك على زميله السابق الذي يعيش موسمًا فرديًا مميزًا، لكن بلا تتويج يوازي طموحاته.
في نهاية المطاف، يبدو أن القدر أراد أن يجمع أسطورتي مدريد في مشهد جديد، حيث يتنافس كلٌ منهما بألوان مختلفة على أرض المملكة، لكن المجد لا يقبل القسمة على اثنين. وبينما يمضي الاتحاد بثبات نحو اللقب، يتقدم بنزيما بخطى واثقة نحو التفوق الجماعي والمعنوي في معركة “الأصدقاء الخصوم”.






