تلعب المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في العالم الإسلامي، ليس فقط بسبب مكانتها الدينية بوجود الحرمين الشريفين، بل أيضاً من خلال ممارساتها الدبلوماسية والإنسانية التي تعكس ما يُعرف بـ”القوة الناعمة”، ومن أبرز مظاهر هذه القوة الناعمة دعمها المتواصل للأقليات المسلمة حول العالم، في سياقات سياسية، ثقافية، وإنسانية.
حيث قدّمت المملكة دعماً ملموساً للأقليات المسلمة في أرجاء العالم، وقد شمل هذا الدعم توفير المساعدات الإغاثية، وبناء المساجد والمدارس، ورعاية الأيتام، وتقديم المنح الدراسية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتواصل المملكة تنفيذ مشاريع تخدم هذه الأقليات وتدعم استقرارها، ما يعكس بُعدها الإنساني والديني.
واستخدمت المملكة منصاتها الدبلوماسية والإعلامية في الدفاع عن قضايا الأقليات المسلمة عبر المحافل الدولية ومنظمة التعاون الإسلامي، وقد شكّلت مواقفها الرافضة للتمييز الديني والانتهاكات بحق المسلمين عنصراً مهماً في تشكيل صورة المملكة كدولة حامية لحقوق المسلمين في كل مكان.
ومن أدوات القوة الناعمة أيضاً سعي المملكة لتمكين الأقليات المسلمة عبر التعليم والدعوة الوسطية، فقد وفرت فرصاً تعليمية في جامعاتها الإسلامية، مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لآلاف الطلاب من الأقليات، كما ترعى المملكة برامج توعوية لنشر منهج الاعتدال ومحاربة التطرف والطائفية، ما يسهم في بناء مجتمعات مسلمة متزنة وفاعلة.
وقد أثمرت هذه السياسات في تعزيز مكانة المملكة في قلوب الشعوب المسلمة، وبناء علاقات شعبية وثقافية قوية مع المجتمعات الإسلامية حول العالم، كما رسّخت هذه الجهود صورة المملكة كقوة إسلامية مسؤولة تسعى لخدمة الإسلام والمسلمين، بعيداً عن الأجندات السياسية الضيقة.
وختاماً، فإن دعم المملكة للأقليات المسلمة هو نموذج متقدم لاستخدام القوة الناعمة، يرتكز على المبادئ الإسلامية والبعد الإنساني، ويعزز مكانتها العالمية، ومن خلال استمرار هذا الدور تسهم المملكة في ترسيخ قيم التضامن الإسلامي، وتحقيق الاستقرار والتنمية في مناطق تعاني من التهميش والنسيان.

0