شهدت العاصمة السعودية الرياض اليوم حدثًا تاريخيًا يُضاف إلى سلسلة الإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة العربية السعودية في هذا العهد الزاهر. فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، استجابةً لطلب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وبالنسبة لي، كشخص نشأ وترعرع في المملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، فإنني أشعر بفخر واعتزاز عميقين بهذا الإنجاز التاريخي. لقد كنت شاهدًا على مراحل النهضة السعودية، وعلى الجهود المخلصة التي تبذلها قيادتها الرشيدة في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
إن ما تحقق اليوم ليس مجرد قرار سياسي، بل هو موقف إنساني نبيل يعكس جوهر المملكة ورسالتها الخالدة في نصرة المظلومين وإغاثة المنكوبين. فالشعب السوري الذي ذاق مرارة الحرب والعقوبات، يستحق أن يجد من يقف إلى جانبه ويرفع عنه المعاناة، وهذا ما تجسد اليوم في هذا القرار الذي جاء تقديرًا واحترامًا لطلب المملكة.
المملكة: قيادة حكيمة ومواقف نبيلة
إن ما يميز المملكة العربية السعودية هو أنها ليست مجرد دولة كبرى في المنطقة، بل هي دولة ذات قلب نابض بالإنسانية والإحساس بالآخرين. وفي هذا العهد المبارك، بلغت المملكة من القوة والنفوذ ما يجعلها قادرة على التأثير في قرارات كبرى على مستوى العالم، بل ودفع أعظم القوى إلى إعادة النظر في مواقفها وسياساتها.
إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لم يكتفِ بدوره كقائد سياسي محنك، بل أثبت أنه قائد يحمل في قلبه هموم الأمة الإسلامية، ويتلمس حاجات الشعوب المكلومة، ويعمل على رفع الأذى عنهم. وما هذا القرار الأمريكي إلا دليل على المكانة الرفيعة التي وصلت إليها المملكة تحت قيادته، وعلى التقدير العالمي المتزايد لمواقفها وسياساتها.
رسالة إنسانية تعبر الحدود
حين نتأمل هذا الحدث في سياق رؤية المملكة 2030، ندرك بوضوح أن السعودية لم تعد فقط لاعبًا اقتصاديًا بارزًا، بل أصبحت نموذجًا يُحتذى به في العمل الإنساني والدبلوماسي. لقد أثبتت المملكة اليوم أنها لا تتوانى عن استخدام قوتها ونفوذها في سبيل تحقيق الخير ونشر السلام، وأنها تعطي الأولوية للإنسان قبل السياسة، وللرحمة قبل المصالح.
وأنا، كانسان مسلم من شرق إفريقيا نشأ في هذا الوطن العظيم وتعلم في المدينة النبوية، أشعر اليوم بالفخر والاعتزاز بما تحققه المملكة من إنجازات، وبما تقدمه من دروس في القيادة والإنسانية. إننا نعيش في زمن تُصنع فيه القرارات الكبرى بيد قيادات واعية، تعمل ليلًا ونهارًا لتحقيق الخير لشعوبها، وتُعلي من شأن الحق والعدل والإنسانية.
وبهذه المناسبة السعيدة، نتوجه بالتهنئة الخالصة إلى الشعب السوري العظيم الذي طالما عانى من ويلات الحرب والعقوبات، آملين أن تكون هذه الخطوة بداية لانفراجة تُمهد لعودة الاستقرار وإعادة البناء.
كما نهنئ المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا، على هذا الإنجاز الكبير الذي يعكس حكمة القيادة السعودية ودورها الريادي في نصرة المظلومين وإغاثة المنكوبين. إنها خطوة إنسانية نبيلة تنبع من قيم أصيلة رسختها المملكة منذ تأسيسها، وتجسدت في هذا العهد الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين.
ولا يسعنا إلا أن نهنئ الإنسانية جمعاء على هذا القرار الذي يُعيد الأمل إلى قلوب ملايين السوريين، ويؤكد أن العمل الإنساني قادر على تجاوز الحدود والسياسات لتحقيق الخير للبشرية جمعاء.
إنها لحظة اعتزاز لكل من ويؤمن بأن الرحمة والعدل والتضامن هي القيم التي تبني الأمم وترفع الشعوب.