باتت خدمة ضيوف الرحمن ثقافة راسخة لدى مختلف الجهات الحكومية في المملكة، ومن خلالها تعززت شراكات نوعية تُعنى بإثراء تجربة الحاج والمعتمر في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ومن أبرز المواقع التي يحرص الزوار على زيارتها في مكة، “غار حراء”، الذي شهد أول لحظات نزول الوحي على النبي محمد ﷺ، عندما جاءه جبريل عليه السلام بقوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾، إيذانًا ببدء الرسالة الخالدة.
الغار الواقع في أعلى جبل النور شكّل على مرّ العصور نقطة جذب روحي للزوار، بما يحمله من سكينة وهيبة تاريخية تنعكس في وجوه الحجاج، رغم وعورة الطريق وصعوبة الصعود،خاصة على كبار السن، إلا أن مشقة المسير لم تكن عائقًا، بل دافعًا لخوض التجربة الروحانية.
وقد شهد هذا الموقع نقلة نوعية بفضل الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، التي قامت بتطويره من خلال مشروع “حي حراء الثقافي”، ليُصبح مركزًا معرفيًا وتفاعليًا يعيد الزائر إلى زمن البعثة الأولى. يضم الحي “معرض الوحي” الذي يجسد تفاصيل نزول الوحي بتقنيات حديثة، وعروض بصرية ومجسمات نادرة، من أبرزها نموذج يحاكي الغار بأبعاده الواقعية.
لقد لامست القيمة الحقيقية لهذا المكان من خلال ردة فعل الزوار، وبخاصة الزملاء الإعلاميين من ممثلي وكالات وقنوات الإعلام الدولي، الذين شاركوا في زيارة نظمتها وزارة الإعلام بالتعاون مع الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مساء الثلاثاء 7 ذو الحجة 1446هـ، ضمن فعاليات “إعلام الحج”.
البرنامج لم يكن مجرد جولة اعتيادية، بل كان حدثًا مميزًا جمع بين المعرفة والضيافة والروحانية، افتُتح بحضور معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، الذي رحّب بضيوف المملكة وهنّأهم على أداء فريضة الحج. كما كان في استقبالهم معالي المهندس صالح الرشيد، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية، الذي كان كعادته مضيافًا مبتسمًا، يرحب بالجميع بروح القيادة والتواضع.
وقد عبّر الضيوف عن سعادتهم الغامرة بما شاهدوه من محتوى ثري في معرضالوحي ،وتجولهم بين أقسامه التي تجسد السيرة النبوية وتُبرز مكانة مكة التاريخية والروحية.
ختامًا
في حفل العشاء الذي أُقيم على شرف الوفد الإعلامي الدولي في أروقة حي حراء الثقافي، تجسّدت معاني الكرم السعودي الأصيل، والاهتمام البالغ بتجربة ضيف الرحمن. كانت تلك الليلة شاهدًا حيًا على مخرجات رؤية المملكة 2030، والتطور الكبير الذي تشهده مكة المكرمة، ليس فقط عمرانيًا، بل ثقافيًا وروحيًا.
حدثني أحد ممثلي الوكالات الدولية عن لباقة معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري في حديثه معهم، وعن إعجابه الكبير بشخصيته وتفاعله الودّي، لا سيما حين عرض عليه رغبة وكالته في فتح فرع لها بالعاصمة الرياض. فقلت له باختصار: “معاليه ابن المهنة البار”، ويكفيه أن الإعلاميين لا يرونه مسؤولًا فحسب، بل زميلًا قريبًا من نبضهم وهمومهم.
ومن هنا، ونيابةً عن زملائي الإعلاميين، أتوجه بالشكر لوزارة الإعلام، وللهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، على كرم الدعوة، وحسن الاستقبال، وحرصهم الصادق على إثراء تجربة ضيوف المملكة.
من أبرز المميزات في الكاتب عبدالله الزهراني، أنه مثلما يضع عينه على الأزمات والعيوب تجيد أيضًا عينه النظر للامور الإيجابية والكتابة عنها وهذا شيء عظيم مش كل الكتاب بيعملوه، دائمًا بعض النقاد تلاقيهم يميلون للنقد، ويتجاهلون المدح، لكن دائمًا نجد عند عبدالله الزهراني التوازن وهو شيء رائع وملحوظ.