كثفت السعودية دبلوماسية التواصل الهاتفي مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول الأوروبية ؛ وسارعت المملكة العربية السعودية في تأكيد المؤكد واعلان موقفها الثابت والواضح والصريح حيال استهداف الولايات المتحدة الأمريكية للمنشآت النووية الايرانية، عندما اكدت في بيان اصدرته وزارة الخارجية اليوم، اعرب عن قلقها البالغ حيال تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. فيما تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اتصالًا هاتفيًا اليوم، من الرئيس إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.وجرى خلال الاتصال بحث مستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على ايران ، كما تم بحث الاستهداف الذي تم اليوم على المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.وقد أكد سمو ولي العهد – خلال الاتصال موقف المملكة الداعي لبذل الجهود كافة لضبط النفس وتجنب التصعيد وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية.كما تلقى الأمير محمد بن سلمان اتصالًا هاتفيًا من رئيسة وزراء الجمهورية الإيطالية السيدة جورجيا ميلوني وتم خلاله مناقشة أهمية ضبط النفس وخفض التصعيد في المنطقة، وضرورة حل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. كما أجرى سمو الأمير محمد بن سلمان اتصالات هاتفية، اليوم، بإخوانه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج ، الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، و السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دولة قطر، وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، كلاً على حدة.
كما تلقى سمو ولي العهد، اتصالًا هاتفيًا، من أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وجرى خلال الاتصالات الهاتفية بحث التطورات الأخيرة، ومستجدات الأحداث في المنطقة وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما في ذلك الاستهداف الذي تم اليوم للمنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
كما تم خلال الاتصالات الهاتفية، التأكيد على تضامن دول مجلس التعاون الخليجي في هذه الظروف الحساسة التي تمر بها المنطقة لبذل الجهود اللازمة لضبط النفس وتجنب التصعيد وحل جميع الخلافات بالوسائل الدبلوماسية. وفي ظل استهداف الولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية،، جاء بيان وزارة الخارجية السعودية ليعكس موقفًا يرسخ ثوابت السياسة السعودية القائمة على تغليب الحوار، ورفض التصعيد، ورفض استخدام القوة والتحرك النشط من أجل حفظ الأمن الإقليمي والدولي. ويتجسد الموقف السعودي الثابت ضمن المرتكزات والثوابت التي اعلنت عنها مؤخرا والذي يتضمن التمسك بالحوار كخيار استراتيجي لانهاءالحرب ورفض الهجمات الاسرائيلية ضد ايران واستهداف امريكا للمنشات النووية الامريكية وضبط النفس للحيلولة دون الانزلاق نحو الحرب الشاملة.. البيان السعودي أعاد التأكيد على أن لغة القوة ليست الحل، وأن العودة إلى طاولة التفاوض هي السبيل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة بالاضافة الى رفض المساس بسيادة الدول .. المملكة ارسلت رسالة عبر بيانها أن استهداف المنشآت النووية لايمثل خطرًا على إيران فحسب، بل على البيئة الإقليمية برمتها.
وأبرز البيان إدراك سعودي عميق ان استهداف امريكا للمنشات النووية الايرانية سيفتح حتما أبواب مواجهة عسكرية أوسع بين قوى كبرى، ويعيد تشكيل توازنات المنطقة بطريقة قد تخرج عن السيطرة.
وفي الوقت الذي ادانت السعودية فيه انتهاك سيادة ايران جددت في بيانها استنكارها لأي أعمال من شأنها تهديد أمن واستقرار المنطقة وذكرت بالمضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13 / 6 / 2025م ، لتعرب عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد. السعودية سارعت في دعوة المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
والمملكة عبر هذا البيان، أبدت قلقها المشروع من التصعيد العسكري الخطير والذي اتسعت دائرته والذي حذرت منه الرياض منذ اللحظة الاولى لاندلاع المواجهة العسكرية بين ايران واسرائيل ، وفي الوقت نفسه لم تغفل الرياض عن واجبها في دعوة المجتمع الدولي، وخاصة القوى الكبرى، إلى تحمل مسؤولياتها لوقف توسيع دائرة الحرب في المنطقة . والسعودية بما تملكه من ثقل سياسي عالمية ومصداقية إقليمية تتحرك على جميع المستويات السياسية العالمية في هذه اللحظة التاريخية للحيلولة دون اتساع دائرة الحرب ..
موقف السعودية الرصين جاء وسط عاصفة الحروب ليعكس نهج المملكة الثابت في رفض التصعيد العسكري، والدعوة إلى تغليب العقل والحلول السلمية.
ففي لحظة دقيقة تتقاطع فيها الحسابات الإقليمية والدولية،حرصت الرياض على الالتزام بمسئولياتها السياسية وتثبيت موقعها كقوة توازن وتهدئة خصوصا بعد استهداف للمنشآت النووية كونه لا يمثل خطرًا على دولة بعينها فحسب، بل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة والعالم والجيغرافية الجيواستراتيجية والبيئية للاقليم ، وهذا يعكس عمق المسؤولية التي تتحرك من خلالها السعودية كون مايحدث هو تصعيد عسكري شامل وقد يُشعل سباق تسلح أو حرب شاملة لا تُبقي ولا تذر. انها دعوة صريحة في لحظة تاريخية من السعودية لوقف التدهور، والتحلي بالحكمة، وضبط النفس، والعودة لمسار التهدئة لتجنيب المنطقة كارثة بدأت ملامحها الخطيرة صباح اليوم .. البيان السعودي هو امتداد لرؤية سعودية شاملة للمنطقة والاقليم من خلال رفض استخدام القوة العسكرية منعًا لتغذية الصراعات. وهو ما يجعل من الرياض لاعب محوري يعيد ضبط توازن القوى في المنطقة، وبناء مسارات بديلة عن المواجهة. بعد الاستهداف الأمريكي للمنشات النووية الإيراني الرياض تعزز التضامن الخليجي وتقرع الجرس ..وتؤكد على ضبط النفس .. وتجدد لا للتصعيد.. لا للانزلاق للحرب الشاملة ..
# محلل استراتيجي

0