يعرف المهتمون بالصحافة وبالإعلام بأن دار الصياد في لبنان من أشهر وأعرق المؤسسات الصحافية والإعلامية وقد أنشأها الصحافي اللبناني العصامي سعيد فريحة ….
إن سعيد فريحة لم تكن ريادته ونجاحه في مجال العقار مثلا وإنما كان عمله الريادي في المجال الصحافي وهو مجالٌ يقوم على المعرفة أي أنها ريادة معرفية ……
سعيد فريحة لم يتلق سوى تعليم أوَّلي واضطره الفقر أن يعمل ليعيش منذ طفولته واضطر أن يبتعد عن أهله وأن يهاجر من لبنان إلى سوريا ليعمل صبيا عند حلاق ولكنه مشدود للمعرفة فعلَّم نفسه حتى صار يقود مؤسسة إعلامية ضخمة وكان الكثيرون يحسبون حسابا للمقال الذي كان يكتبه بعنوانٍ ثابت: جعبة …..
يقول سمير عطا الله: ((سعيد فريحة بدأ حياته يتعلَّم القراءة على ضوء شمعة لأنه لا يوجد قنديل في البيت ولم يجد خبزًا إلا في حلب فهاجر إلى حلب وعمل عند حلاق ثم ترك الحلاق وعمل مخبرًا صحافيا ثم أصبح أظرف كُتَّاب المشرق ثم أنشأ أول دار صحافية في لبنان ))
أسس مؤسسة إعلامية كانت في حياته ملء السمع والبصر واستمرت خمسة وسبعين عامًا وهي صوت إعلامي مجلجل ولكنه مات فماتت معه …..
كتب عنه رئيس تحرير الوفد:
((سعيد فريحة أنشأ نفسَه وأقام دارًا صحافية عظيمة))
وكتب عنه مدير تحرير الأنوار:
(( سعيد فريحة قد أعطى لبنان صحفًا ومجلات))
أسس دارًا إعلامية تحت اسم (دار الصياد)
مجلة الصياد هي أول مجلة أسبوعية عربية وكانت واسعة الانتشار ….
كما أصدر جريدة باسم (جريدة الأنوار)
كما كان يصدر مجلة الشبكة أي أن سعيد فريحة بدأ من الصفر وكوَّن امبراطورية إعلامية …
كان رائدا في مجال إنشاء المؤسسات الصحافية ….
وكان يكتب مقالا يوميا بعنوان (جعبة)
وقد جُمِعَت مقالات وصدرت في عشرة مجلدات …..
مثلما وثب رتشارد آركرايت من حلاق إلى رائد صناعي ليشعل الثورة الصناعية في بريطانيا فيؤدي ذلك ليس فقط إلى تغيير بريطانيا بل إلى تحول عالمي وإلى تغيير الحياة البشرية كذلك وثب سعيد فريحه من صبي عند حلاق ليكون شعلة صحافية يؤثر في مسار الأحداث ………

0