المقالات

حين كانت الجامعة بيتًا.. والمانجو شاهدًا على الذكريات

اطلعت على مقال الدكتور عبدالقادر سامي حنبظاظة، الذي نُشر في هذه الصحيفة يوم الأربعاء 7 محرم 1447هـ، بعنوان: «حين كانت الجامعة بيتًا.. وساكنوها قمم تمشي على الأرض (1)». تحدث فيه عن ذكريات السكن الجامعي في جامعة الملك عبدالعزيز، ومما تضمنه مقاله حديثه عن الوالد:

“ومن جيران السكن كذلك معالي الدكتور مدني علاقي، رجل الوقار الاقتصادي، يزرع الهيبة بلا تكلف، ويغرس الشغف بالمعرفة. ترك شجرة مانجو في فناء داره، كما ترك فكرًا دائم الإثمار في عقول من جاوره..”

لقد أعادنا الدكتور عبدالقادر، بقلمه الجميل، إلى ذكريات تمتد لأكثر من (30) عامًا، عشنا خلالها أجمل فترات العمر.

في طفولتي، أذكر شجرة المانجو التي وصفها الدكتور عبدالقادر حنبظاظة… كانت مزروعة في الحديقة تحت إحدى مكيفات المنزل، يقطر ماء المكيف عليها باستمرار ودون عناء، فظلت ترتوي منه وتنمو، حتى كبرت، وكان الأهل يهدون ثمارها للجيران والأحباب. وحين غادرنا منزلنا، ورثها السكان اللاحقون، وانقطعت أخبارها.

كما أذكر تجمع الأطفال من أبناء أعضاء هيئة التدريس كل يوم في العصاري بعد إنهاء واجباتهم المدرسية؛ يلعبون الكرة، ويركبون دراجاتهم، ويقفزون الحبل. كانت لدينا منطقة واسعة خالية من السيارات، سميناها «البرحة»، مخصصة للعب وتجمع الأطفال. في الغالب سيذكرها كل أبناء السكن الجامعي (بعضهم الآن أساتذة جامعات) رغم مرور عشرات السنين على مغادرتهم السكن.

وأذكر أيضًا مسجد السكن الصغير، الذي كنا نتجمع فيه مع أهالينا لأداء صلاة التراويح في رمضان.

ذلك السكن أهدانا أجمل ذكريات طفولتنا، وغرس فينا صداقات لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا.

في ذاك العمر الصغير لم نكن نشعر أننا نتربى بين قامات وطنية شامخة، وبالتحديد في جامعة الملك عبد العزيز، لأنهم ببساطتهم وعفويتهم التي ذكرها الدكتور حنبظاظة لمن يكونوا يمثلون لنا أساتذة ووزراء وعمداء ورؤساء أقسام… كانوا آباءًا وأعمامًا وجزءًا من العائلة الممتدة.

شكرا من القلب دكتور سامي على فتح الباب لتدفق تلك الذكريات الجميلة، ظننت أن العمر دفنها لكنها كانت كامنة في مكان محفوظ في القلب. لم تحتج لكثير من المجهود لجلبها، فقط ذكرى شجرة المانجو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى