
مكة – كشفت دراسة أكاديمية حديثة أن الرسائل الإعلامية التفاعلية والمتجذرة في الثقافة المحلية والدين الإسلامي، تترك أثرًا أكبر في وعي الجمهور وسلوكهم الوقائي تجاه الاحتيال المالي مقارنة بالرسائل العامة أو أحادية الاتجاه.
وأجرت الدراسة، التي قدّمتها الباحثة الدكتورة أشجان زيلع ضمن رسالة الدكتوراه في برنامج الصحافة والنشر الإلكتروني بجامعة أوكلاهوما في الولايات المتحدة، تحليلًا معمقًا لتأثير مضمون وأساليب الرسائل الاتصالية على سلوك الجمهور السعودي المقيمين في الخارج، واستندت إلى نموذج «الرسائل التي لا تُنسى» الذي قدمه كناب وآخرون عام 1981.
وبيّنت الدراسة أن النصائح والإرشادات والأمثلة المتصلة بالعادات والقيم الدينية والاجتماعية، ظلت عالقة في أذهان المستهدفين وأسهمت في تعزيز حذرهم تجاه محاولات الاحتيال، فيما أظهر الاتصال التفاعلي – عبر مناقشة الرسائل مع الأهل والأصدقاء، أو الحوار الذاتي، أو حتى التجارب الشخصية المباشرة – أثرًا أعمق وأطول أمدًا في السلوك الوقائي.
كما أشارت النتائج إلى أن الحملات التوعوية الوطنية التي مزجت بين الوسائط الرقمية والتواصل المباشر، مثل حملة «#خلك_حريص»، كانت نموذجًا ناجحًا في إيصال الرسائل بفعالية إلى شرائح واسعة من المجتمع.
في المقابل، وجدت الدراسة أن الرسائل التقليدية أحادية الاتجاه عبر وسائل الإعلام الجماهيرية لم تترسخ في ذاكرة الجمهور، ولم تحقق ذات التأثير الإيجابي في تعديل السلوك.
وأكدت الدكتورة أشجان زيلع أن نتائج الدراسة تشدد على أهمية تصميم رسائل إعلامية ذات مضمون ملائم للثقافة المحلية، وذات طبيعة تفاعلية، لتنجح في تحقيق أثر إيجابي مستدام على سلوك الأفراد ومواقفهم تجاه المخاطر الاجتماعية والمالية.