لا يمكن قراءة التحولات الكبرى في منطقتنا دون التوقف عند التجربة السعودية في السنوات الأخيرة، حيث تميزت المملكة بقدرتها على إعادة رسم صورتها في الداخل والخارج، وبموقعها الذي تجاوز حدودها ليؤثر في محيطها العربي والإسلامي. إن ما تحقق في المملكة لم يعد مجرد شأن داخلي، بل أصبح نموذجاً ملهماً لكل الشعوب الباحثة عن النهوض، لأن التحولات حين تأتي من بلد بحجم السعودية، فإن صداها يطال الجميع.
لقد مثل الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، علامة فارقة في هذا المسار، ليس فقط باعتباره رجل الدولة القادر على دفع عجلة الإصلاح والتحديث داخل بلاده، بل أيضاً كرمز أعاد للأمة العربية جزءاً من ثقتها بنفسها. فالمشاريع العملاقة التي تُبنى، والانفتاح الثقافي والفكري، والحضور الفاعل في الساحة الدولية، كلها تعكس رؤية شجاعة تقود المملكة، وتجعل من إنجازاتها مصدر أمل يمتد من الخليج إلى المحيط.
في زمن تعصف به الأزمات، برزت شخصية الأمير محمد بن سلمان لتقول للعالم إن العرب قادرون على صناعة الفارق، وإن مستقبلهم لا يُكتب إلا بأيديهم. لقد رفع صوته باسم العرب، ودافع عن مصالح المنطقة، وصنع من طموحه جسر عبور نحو غد مختلف، حيث تصبح القوة مقترنة بالإنجاز، والحداثة مرفوقة بالأصالة.
إن ما يحدث اليوم في السعودية لا ينعكس على شعبها وحده، بل يمنحنا جميعاً – نحن العرب والمسلمين – شعوراً بالعزة والانتماء، لأن الأمة بحاجة إلى من يضيء الطريق أمامها ويعيد إليها الثقة بنفسها. وهنا يكمن البعد الرمزي لمسيرة سمو ولي العهد: إنه ليس قائداً للسعودية فقط، بل فخر للعرب، وصوت للأمة، ودليل على أن المستقبل ليس بعيد المنال إذا توافرت الإرادة والرؤية.
وفي هذه اللحظة الخاصة التي توافق بلوغ سموه الأربعين، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى عبارات التهنئة:
سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية،
صاحب السمو الملكي، في عيد ميلادكم الأربعين، نُبارك لعمرٍ بلغ قمته كما بلغ النور تمامه، عمرٌ اجتمع فيه صفاء الرؤية وقوة العزيمة، فكان شاهدًا على ميلاد عصرٍ جديد للعرب، لا للمملكة وحدها. أربعون عامًا، حملتم فيها همّ الأوطان، فكنتم الصوت الذي يسمع له العالم، والراية التي ترفرف بالعزّ والفخر فوق هامات العرب جميعًا. أنتم يا سيدي، نبض أمةٍ عطشى إلى من يعيد لها الثقة بذاتها، ورمزٌ لكرامةٍ رفعت رؤوسنا في المحافل، فغدا اسمكم مرادفًا للذكاء والشجاعة والطموح، ورؤيتكم جسرًا يعبر به العرب نحو الغد. بارك الله في أيامكم، وأبقى خطاكم منارةً للأمل، وذخرًا لهذه الأمة التي تجد فيكم قائدًا، وفارسًا، وفخرًا لا ينحني.
رئيسة تحرير عرب 21news.com






