المقالات

مقدمة عن القيادة التربوية

كلٌّ يدّعي وصلاً بليلى حسب طريقته، ووفق وجهة نظره، ولكني أقول:
إنّ القيادة التربوية روحٌ تسري في جسد المنظمة كسريان الدم في عروق الجسد، أو كسريان الماء في جذور الشجر، لتُحدث الأثر المرغوب، وتُحقّق الهدف المطلوب، وتصنع المستقبل المنشود؛ في جوٍّ مفعمٍ بالاحترام والتقدير، والحيوية والنشاط، والأمن والتحفيز، فلا تعالٍ ولا ضعف، ولا تواكل ولا اتكال، ولا تخاصم ولا افتئات، بل تواضعٌ وقوّة، وتفاهمٌ ووئام، وأمنٌ واطمئنان، وتعاهدٌ على الإحسان في الإنجاز بلا تسويف ولا تأجيل، ولا كللٍ ولا مللٍ، وفق معايير واضحةٍ ومحدّدة.

بل إن القيادة التربوية بذلٌ وعطاء، وانتماءٌ ووفاء، وتضحيةٌ وإيثار، فهي ليست زعامةً، ولا منصبًا للتباهي والخيلاء، ولا سلطةً يتولاها شخصٌ فيصبح الآمرَ الناهي دون شركائه، وليست حديقةً غنّاء يُشمّ عبيرها ويُستمتع بجمالها، بل هي مسؤولية ينوء بحملها أولو العزم من الرجال، لأنها تمسّ مصالح المجتمع، بل قلبه وروحه.

وتحمّلنا إيّاها يعني مسؤوليتنا عنها، واستعدادنا لتحمّل نتائجها، وقبولنا مبدأ الثواب والعقاب عليها. كما أنها عملٌ متواصلٌ ومستمرّ يبدأ بالتصميم وينتهي بالتقويم والمحاسبة، فالمسؤولية روحها، والعزم لبّها، والمتابعة والتقويم قوامها، والتصميم المحكم جسدها، والتنفيذ نَفَسُها، والعلم والخبرة رائدها، والتوكّل على الله عُمدتها.

إنّ القيادة أمانة عظيمة، وحبٌّ وولاء، ووفاءٌ وانتماء، وإيثارٌ وإخلاص، بل هي عشقٌ وعطاء.

لا يعرف الشوقَ إلا من يُكابده
ولا الصبابةَ إلا من يُعانيها

هذا، وسأكون معكم في سلسلة من المقالات توضّح أركان القيادة وضوابطها… إلى آخره.
والحمد لله رب العالمين.

• مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة سابقًا
جدة،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى