المقالات

ترامب… “نحلم ونحقق” مع أمير السلام

رئيس التحرير

لم يكن يوم الثامن عشر من نوفمبر يومًا عاديًا في تاريخ الولايات المتحدة، ولا في سجلات البروتوكول داخل البيت الأبيض؛ فقد كان يومًا استثنائيًا لزعيم استثنائي، استعدّت واشنطن لاستقباله منذ أيام. “الصديق العظيم” كما يصفه ترامب؛ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، قائد مبهر على مستوى العالم.

كانت اللحظة التي انتظرها ترامب طويلًا، واستبشر بها الشعب الأمريكي، لحظة محمّلة بآمال اقتصادية كبرى تنتظرها الأسواق الأمريكية. ولم أجد وصفًا أدق لعمق هذه الزيارة من العبارة التي قالها الرئيس دونالد ترامب من داخل البيت الأبيض:
“الاستثمار السعودي يعزّز أمننا القومي.”

في يوم 18 نوفمبر، رفع ترامب شعار السعوديين: “نحلم ونحقق” فمنذ أن تسلّم مفاتيح البيت الأبيض، وهو يحدّث الشعب الأمريكي — الذي يرزح تحت تضخم الديون — عن أهمية الشراكة الاقتصادية مع السعودية، الحليف الأول، إيمانًا منه بقدرات وعبقرية “الرجل القوي” و“القائد العظيم” الأمير محمد بن سلمان، كما وصفه في المؤتمر الصحفي.

وفي هذا اليوم التاريخي، تنوّعت الشراكات المالية والاقتصادية بين البلدين؛ شراكات من أجل الازدهار، ومن أجل ترتيبات واسعة للتعاون في هيئات الأسواق المالية، والرقائق، وتقنيات الذكاء الاصطناعي… شراكات ترسّخ مرحلة جديدة من التحالف العميق بين الرياض وواشنطن.

وكان الفرحُ ظاهرًا على ملامح الرئيس ترامب وهو يستقبل ولي العهد؛ فرحًا لم يُخفه، بل كشفته لغة الجسد بكل وضوح. كان ترامب مأسورًا بشخصية سمو ولي العهد؛ بقدرته الاستثنائية على اتخاذ القرار، وبحضور قائد يعرف إلى أين يمضي، وكيف يرسم خطّ المستقبل.

لم يجد ترامب — وهو أكبر زعماء العالم — على سطح هذه الأرض أوفى من السعودية، ولا أصدق من قيادتها. كان ذلك اليوم حدثًا استثنائيًا لترامب نفسه، وللأمريكيين جميعًا؛ يومًا محمّلًا ببشائر اقتصادية وسياسية، فتح آفاقًا جديدة أمام رجال الأعمال الذين وجدوا في عقلية سمو ولي العهد ضالتهم الاقتصادية: رؤية عميقة، واستشراف للمستقبل، وإيمان راسخ بالسلام والاستقرار، وموقف حاسم ضد التطرف والإرهاب.

لا تنظر واشنطن إلى ولي العهد بوصفه قائدًا سعوديًا فحسب، بل باعتباره شريكًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه في معادلات السياسة الدولية.
تدرك الولايات المتحدة أن السعودية — بقيادة الأمير محمد بن سلمان — تمثل ركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط، وبوابة الطاقة العالمية، وموطن التحولات الاقتصادية الكبرى التي ستعيد رسم خريطة المستقبل. ومن هنا جاء التقدير الأمريكي الواضح لشخصية سموه وديناميكيته ورؤيته، فالرجل الذي أطلق أكبر مشروع نهضة في المنطقة خلال سنوات قليلة، هو ذاته الذي يقدّم لواشنطن فرصة شراكة قائمة على القوة، والفرص، والمصالح المتوازنة.

وتدرك الولايات المتحدة أن الأمير محمد بن سلمان ليس مجرد صانع قرار، بل صانع مستقبل. وأن السعودية اليوم — برؤيتها الطموحة — لم تعد دولة تنتظر دورًا، بل دولة تُصنع الأدوار وتحدد اتجاهات الأسواق، وتعيد ضبط توازن القوى في المنطقة والعالم. ولهذا بدا الاحتفاء الأمريكي به احتفاءً بقائد سيغيّر شكل المرحلة المقبلة، لا بقائد يعبرها فقط.

وهكذا، لم تكن زيارة الثامن عشر من نوفمبر زيارة بروتوكولية عابرة، بل محطة فارقة في ذاكرة الدبلوماسية الحديثة. لحظة كشفت للعالم حجم الاحترام الدولي لسمو ولي العهد، ومقدار الثقة في رؤيته، والإيمان بأن السعودية اليوم باتت مركز الثقل العالمي، وزعيمها الشاب هو عنوان المرحلة.

نحلم ونحقق
ليس مجرد شعار سعودي، بل حقيقة رأتها واشنطن بعينها، وقرأها ترامب في ملامح رجل يحوّل الرؤية إلى واقع، والطموح إلى إنجاز، والتحالفات إلى قوة تدفع العالم نحو الاستقرار..

ختامًا…

يوم 18 نوفمبر يمثّل نقلة اقتصادية كبرى وشراكة سعودية–أمريكية تعزّز فرص المواطن وترسّخ حضور المملكة في المحافل الدولية. وهو شاهد على جهود القيادة السعودية في إحلال السلام وإنهاء النزاعات، وتتويج للدبلوماسية السعودية التي فرضت حضورها في البيت الأبيض، وجعلت الرئيس دونالد ترامب، ومعه قطاع واسع من الرأي العام الأمريكي، يرفعون شعار:

نحلم ونحقق… مع محمد بن سلمان، قائد الرؤية وأمير السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى