والحقيقة أن المجالس البلدية في الدورة السابقة لم تحقق آمل وطموحات المواطنين حيث أن كثيرا من المرشحين الذين قطعوا على أنفسهم عهودا ووعودا في حملاتهم الإنتخابية لم يحققوا جزء يسيرا من تلك الوعود والعهود طيلة مدة عضويتهم في المجالس البلدية وأقلها القيام بجولات تفقدية وتلمس حاجات المواطنين من الخدمات البلدية في نطاق الدائرة التي ينتمون إليها وعرضها على المجلس البلدي اوالاسترشاد بما يكتب في الصحف المحلية من المطالب والملاحظات التي تبرز القصور في الخدمات البلدية , وهذا الاخفاق عكس صورة سلبية للمجالس البلدية في دورته الأولى . والمثير في هذا الشأن أن بعض المرشحين في حملتهم الإنتخابية تجاوزوا في وعودهم الاصلاحية خدمات خارجة عن نطاق الخدمات البلدية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء والصحة وغيرها من الخدمات التي لم تدرج تحت مظلة المجالس البلدية ولكن العزف على هذا الوتر في برامج الحملات الانتخابية ساهم في كسب عدد كبير من الاصوات من عامة الناس الذين يجهلون المهام التي تضطلع بها المجالس البلدية وبعد أن تربعوا على أريكة المجلس ذهبت وعودهم أدراج الرياح ولم يكن لهم أي دور فاعل في المجلس . والأمر الآخر إن هيمة أمانات المدن والبلديات على المجالس البلدية في الدورة السابقة أثر سلبا في تنفيذ كثير من التوصيات التي تطالب بمعالجة بعض نواحي القصور في الخدمات البلدية لذا يأمل الكثيرون أن لا يكون أمين المنطقة أو رئيس البلدية عضو في المجلس البلدي حتى لا يؤثر بأفكاره وقراراته على التوصيات التي يقدمها أعضاء المجلس بالاضافة الى المطالبة باستقلال مالي وإداري للمجالس البلدي لتؤدي عملها بشكل أفضل وتحقق أهدافها المرجوة .
إننا نأمل أن تكون الصلاحيات الواسعة التي أعلن عنها في تنظيم وإدارة العملية الانتخابية في هذه الدورة ستسهم في تحسين مستوى أداء المجالس البلدية وتحقق طموحات وتطلعات المواطنين . نسأل المولى الكريم أن يديم على مملكتنا الغالية الأمن والرخاء في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله .
[/JUSTIFY]
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن سراج منشي[/COLOR]
مكة المكرمة ص ب 2511
[email]almonshi@hotmail.com[/email][/ALIGN]