
صحيفة مكة الإلكترونية – متابعات
أكدت هيئة علماء المسلمين أن الشعب العراقي الأبي لن يتراجع عن قراره في مواجهة ظلم المحتل الغاصب، وأداته الحاكمة، وملاحقة الفساد والمفسدين، ولن تخيفه الأفعال الجبانة لحكومة فاقدة للشرعية .
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم، منذ اكثر من أسبوعين نظم أبناء مدينة الموصل الحدباء الباسلة اعتصاما، في ساحة السجن وسط المدينة التي اطلق عليها المعتصمون اسم ساحة الأحرار، للمطالبة بخروج قوات الاحتلال الأمريكية، ورفض محاولات الحكومة الحالية لتمديد بقاء هذه القوات بعد نهاية العام الحالي، وإطلاق سراح المعتقلين الابرياء في السجون الحكومية .. مؤكدة ان هذا الاعتصام التاريخي، كشف مكامن قوة الشعب العراقي، وتماسك نسيجه الاجتماعي؛ حيث تشهد ساحة الاحرار منذ التاسع من الشهر الجاري توافدا منقطع النظير للعشائر والهيئات الثقافية والاجتماعية من جميع أنحاء العراق، ومن كل الأديان والأطياف.
واشادت الهيئة بالحضور المتميز لشيوخ ووجهاء عشائر محافظة نينوى، ودورهم الرائع في إكرام الوافدين من المحافظات الاخرى، وتأكيدهم على تلاحم الشعب العراقي، الذي تجلى من خلال توحيد مطالبه المشروعة برحيل الاحتلال الغاشم واسقاط الحكومة الحالية واطلاق سراح المعتقلين .. موضحة ان ساحة الاحرار التي شهدت مشاركة فاعلة للمرأة العراقية، تحولت الى منتدى للتعبير عن الاعتزاز بالعراق والوحدة الوطنية، ورفض الوجود الأجنبي من خلال القصائد الشعرية التي القيت واللوحات الفنية التي كشفت عناصر الإبداع التي يتحلى بها هذا الشعب العظيم.
واشارت الهيئة الى ان التلاحم الشعبي الذي شهدته مدينة الموصل لم يرق للاحتلال السافر، فكانت طائراته تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق ساحة الاحرار في حركات استفزازية، كما كانت مركباته العسكرية تعترض جموع الوافدين إلى الساحة لمنعهم من المشاركة في الإعتصام، لكن المعتصمين واجهوا تلك الطائرات والعجلات بالقاء الأحذية، التي كان لها اثر معنوي وقع كالصاعقة على رأس العدو .. موضحة ان حكومة الاحتلال الخامسة، التي جن جنونها وثارت ثائرتها، لم تدخر وسعا في منع الناس من الوصول الى ساحة الاحرار وذلك بفرضها حظرا للتجوال في الموصل تارة، وسد الطرقات تارة ثانية، وتوجيه الرصاص الحي إلى صدور المعتصمين العزل تارة ثالثة، في محاولة يائسة لتفريق المعتصمين الذين اصروا على عدم مغادرة الساحة رغم انف الاجهزة الحكومية التي داهمتها أكثر من مرة .
واكدت الهيئة ان القوات الحكومية التي عاثت في الساحة فسادا ازدادت شراسة عندما علمت بانضمام عدد من عناصرها إلى المعتصمين، ورفض آخرين لأوامر قادتها بإطلاق النار على المعتصمين، فعمدت يوم أمس الى استدعاء قوات إضافية من بغداد بأمر من رئيس حكومة الاحتلال نوري المالكي، وقامت هذه القوات باحتلال ساحة الأحرار، وإطلقت الرصاص الحي وخراطيم المياه على المعتصمين، ما اسفر عن اصابة أكثر من عشرين منهم بجروح مختلفة.
وخلصت هيئة علماء المسلمين في بيانها الى القول ان تنظيم اعتصامات مماثلة في محافظتي صلاح الدين، والانبار، ووجود نية لتنظيم اعتصامات اخرى في المحافظات الجنوبية ومحافظة السليمانية الباسلة التي يسطر أبناؤها البررة بدمائهم اروع الملاحم البطولية؛ يؤكد أن القرار الذي اتخذه الشعب العراقي لا رجعة عنه، وأن ساعة حساب الظالمين الذين تعاونوا مع المحتلين الغزاة لايذاء هذا الشعب، وسرقة ماله، قد ازفت .