المقالات

حضوري !

شرعت وزارة التعليم بتطبيق نظام “حضوري” في مدارس التعليم العام لهذا العام الدراسي1447ه‍ وعلى مراحل متسارعة في جميع الإدرات التعليمية. وقد سبق تطبيقه في مختلف مقار إدارات التعليم وقبل ذلك في مقر الوزراة نفسها. وهو نظام ووفقاً لما ورد في تعريفه: “ﺣﻀﻮري ﻫﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻳﻘﻮم ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ أﺣﺪث اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻛـ إﻧﺘﺮﻧﺖ اﻷﺷﻴﺎء واﻟﺴﻤﺎت اﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻟﻀﺒﻂِ ﺳﺎﻋﺎت ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ وﻳﻮﻓﺮ اﻟﻮﻗﺖ واﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﻊ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻟﺤﻲ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ، وإﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻀﻴﺮ آﻻف اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎت دون اﻧﺘﻈﺎر، وﻻﺣﺎﺟﺔ ﻟﻐﻴﺮ ﻫﺎﺗﻒ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻓﻲ إﺗﻤﺎم ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺤﻀﻴﺮ”. وبمجرد فرضه على أرض الواقع مؤخراً أصبح هذا النظام الوزاري”حضوري”حديث المجتمع التعليمي وغير التعليمي فقد انشغل الناس بالاهتمام به كثيراً ويبدو أن الحديث في شؤون المعلمين دون غيرهم من موظفي القطاعات الأخرى له حضور هام في تفاصيل حياتهم اليومية..!

وعلى أي حال نظام “حضوري” نظام دقيق ويعتمد في تفعيله عبربصمة الصوت، أو الوجه، أو اليد؛ لضبط عملية دخول وخروج الكادر الإداري والتعليمي بالمدرسة وبدون أي تدخل بشري إلا في حالات تستوجب التدخل من حيث إثبات الحضور المفاجئ من قبل أصحاب الصلاحية سواء في الإدارة العليا أو الوسطى أو الدنيا، أو في حال الغياب، أو الاستئذان لظرف مقبول. كما أنه يتميز بدقة تقاريره المُصٓدرة وتنوعها سواء تقرير أنشطة التحضير، أو تقرير الحضور اليومي والانصراف بتوضيح إجمالي أعداد الموظفين وما يتخلله من غياب أو تأخر أو خروج مبكر، إضافة إلى حصر عدد أيام الغياب، وساعات التأخير الشهري، وفي المجمل نظام “حضوري”يُعطي صورة واضحة وكاملة بأحوال جميع الموظفين في المدرسة. وهو في المحصلة يُساعد المدير، أو المديرة في الحصول على تقارير شاملة عبر النظام من خلال توفر بيانات بقوائم متعددة بدلاً من إعداد قوائم كانت في السابق تُعد بمجهودات إدارية مرهقة وتأخذ الكثير من الوقت والجهد.

ونظام”حضوري”هو ليس بالنظام المستغرب وجوده بل هو جزءٌ من التحول المتتالي والذي تنهجه وزارة التعليم في رؤيتها التعليمية المنبثقة من رؤية المملكة وماتسنم هرم الوزارة لوزير قادم من منظومة صناعية تعتمد في إجراءات أعمالها اليومية على نظام مؤسساتي صارم إلا لبث المزيد من الانضباط وهذا للتنويه فقط لمن لم يُدرك حتّى الآن التحولات الكبيرة الملاحظة في الميدان التعليمي وما يليها..! وبذلك يُعد نظام حضوري كما ذُكر جزء من التحولات التعليمية، واستكمالاً لإجراءات مستقبلية متتالية وفي واقع الأمر هو اتجاه مفترض نحو خصصة النظام التعليمي، ويظل المأمول رؤيته في المستقبل القريب وهذا الأهم تعليم يُنافس الدول المتقدمة ومن خلال نموذج تعليمي سعودي مستقل تماماً لا يشابه أي نموذج تعليمي آخر. وعوداً على بدء فبطبيعة الحال يظل التأقلم مع نظام حضوري مسألة وقت فقط بعد تجاوز الظروف الخاصة، ومن المؤكد أن الحديث عنه سيصبح شيئاً من الماضي يوماً ما وفي انتظار حدث تعليمي جديد..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى