مع إشراقة يوم الأحد ١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ الموافق 24 أغسطس 2025م، يبدأ عام دراسي جديد تتجدد فيه الآمال والطموحات لأبنائنا وبناتنا الطلاب، ومعلميهم، وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، ولكل العاملين في الميدان التعليمي، ليمضوا في رحلة بناء العقول وصناعة المستقبل.
إنها مناسبة نرفع فيها الدعاء بالتوفيق والسداد، ونجدد الشكر والعرفان لجهود وزارة التعليم التي لم تدخر وسعًا في تطوير بيئة تعليمية متكاملة، تسعى لإعداد أجيال قادرة على مواكبة التحولات الكبرى التي يشهدها وطننا في ظل رؤية المملكة 2030.
وفي خضم هذه الانطلاقة المباركة، يسطع أمامنا نموذج وطني مُلهم يعكس أسمى معاني البذل والعطاء، تمثل في المبادرة الإنسانية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – بالتبرع بالدم، ليؤكد لنا أن القيم لا تُغرس بالكلمات فحسب، بل بالفعل والمثال الحي.
إنها رسالة بليغة لجامعاتنا ومدارسنا بأن التربية الحقيقية تتجاوز حدود المقررات لتلامس إنسانية الطالب، وتغرس في وجدانه الإيثار، وروح المسؤولية الوطنية، وقيم التكافل التي يقوم عليها مجتمعنا.
إن التعليم ليس مجرد منظومة لنقل المعرفة، بل هو مشروع حضاري شامل لبناء الإنسان الواعي الذي يدرك أن خدمة الوطن لا تكون فقط بالقلم، بل تمتد لتشمل كل موقف يُعلي من قيمة الحياة. وهنا يبرز دور المؤسسات التعليمية في تفعيل المبادرات الوطنية وتعزيز مفهوم العطاء داخل البيئة التعليمية، سواء عبر برامج للتطوع، أو حملات للتبرع بالدم، أو أي فعل يعكس الانتماء لهذا الوطن المعطاء.
نسأل الله أن يحفظ قيادتنا الرشيدة، وأن يجعل هذا العام عامًا مليئًا بالتفوق والتميز، وأن يوفق أبناءنا وبناتنا ليكونوا لبنات صلبة في صرح الوطن الشامخ.
• عضو مجلس الشورى ورئيس جامعة شقراء سابقً





