نظّم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في عام 1400هـ مسابقة شعرية بمناسبة مرور (1400) عام على الهجرة النبوية الشريفة. تقدّم للمسابقة ألف ومئتان من الشعراء، وفاز بها شاعرٌ نظم قصيدة نونية حسنة السبك جمعت أسماء سور القرآن الكريم حسب ترتيبها في المصحف الشريف، وأسماها «نونية القرآن».
وقد اختُلف في ناظمها؛ فقيل إنها للشاعر عبدالله باه من السنغال، وقيل للشاعر جميل شريف من السودان، وعبدالعزيز يس من مصر.
وأبياتها تقول:
أفتح كتاب الله إن الفاتحة…فتحٌ وبرهانٌ وسبع مثاني
بقرٌ وعمران كظلِّ سحابة…وعلى النساء موائد الرحمن
اجعل من الأنعام قُربى وارعها…في ذروة الأعراف والوديان
للهٍ أنفال وآل محمدٍ…والتوبة تغشى يوسف بأمان
أوما علمت بأنًّ هودا مرسل… وبأن يوسف أجمل الشبًّان
وإذا سمعت الرعد حنًّ بصوتهٍ…فأعلم بأنًّ الماء ذو جريان
وأسمع لإبراهيم لا تسمع لما… قد قال أهل الحجر من نُكران
والنحل لمّا ربها أوحى لها…تاقت إلى الإسراء في الأوطان
ولقد علمنا أنًّ كهفاَ آمناَ…وبأن مريم أطهر النسوان
وبأن طهً أمًّ كلًّ الأنبياء…في المسجد الأقصى بلا نقصان
وبأن حج البيت ركنٌ خامس… والمؤمنون أتوهُ في إذعان
والنور يكسوهم لحُسنٍ خصالهم…ولهم كمال الوصف في الفرقان
وأنهل من الشعراء علماً نافعاً…تكسب لساناً ناطقاً وبيان
وأعلم بأنًّ النّمل جاء حدٍثها…قصصاً وبيت العنكبوت مهانٍ
والروم في أدنى البلاد تدنست…وأعمل بما أوصى به لقمان
وأسجد لربك خاشعاً متذللاَ…وأحذر من أحزابٍ ذوي خسران
سبأ وفاطر ثمّ ياسين بعدها…والصافات تقي من الشيطان
صادٌ تعلٍّم والزمر لا تنسها…غافر ورتل فُصٍلت بإتقان
شورى فالزمها وهذا نهجنا…والزخرف أحفظ لا تكن ولهان
والساعة آتية ومن أشراطها…ما جاء في القرآن من دخان
وبها ترى كل الخلائق جاثية…حتى قُرى الأحقاف تجتمعان
وأعلم بأن محمدًاً فتح الدُنى…والفتح الأعظم جاء بعد ثمان
وأقام في الحجرات طول حياتهِ…ومرتلاً (قافٍ) بكل أوان
والذاريات مفصلاً آياتها…والطور مسكٌ فاح في الأركان
و النجم نورٌ للخلائق تهتدي… وكذا القمر نورٌ من الرحمن
و الله أخبر أن يوم الواقعة… فَصلٌ و أن الحكم للديان
جعل الحديد منزلًا سبحانه… و سمع لخولة يوم يجتدلان
و الحشر آتٍ ألف يوم طولهُ… و به ترى الثقلان يمتحنان
و به ترى الأملاك صفًا واحدًا… في يوم جمعة ماله من ثان
و أهل النفاق تهتكت أستارهم… يوم التغابُن يُعرَفُ البهتان
أما الطلاق فلا تبادر لفظهُ… واجعله كالتحرير في الميران
و المُلك لله و القلم مخلوقهُ… الأول تعالى خالق الثقلان
والحاقة حقٌ و من أسمائها… يوم المعارج يخسف القمران
نوحٌ نبيٌّ مرسلٌ من ربه… و الجِنّ حق جاء في القرآن
و إذا المزمِّل والمدثر جاءتا… يوم القيامة يبعث الإنسان
و المرسلات أتت تبشّرُ بالنبأ… و النازعات تزلزل الأبدان
عبسي من الأعمى فقال الوحي لا… لا يا محمد يا عظيم الشأن
و إذا أتى التكوير آن الانفطار… يتلو و للمطففين نيران
و ترى انشقاقًا في السّما ذات البروج… و الطارق الأعلى تراهُ دان
وترى وجوهًا ذِكرها في الغاشية… و ترى طلوع الفجر في البلدان
و الشمس بعد الليل تُشرِقُ بالضحى… و الانشراح لفائزٍ بجنان
و التين و الزيتون حلوٌ طَلعُها… وبدأ باقرأ في العلق أمران
في ليلة القدر المبارك أُنزلَت… في الوتر لا في الشفع من رمضان
ثم توالى للرسول منجّمًا… و البيّنة في قولنا برهان
و إذا رأيت الأرض حولك زلزلت… والعاديات تصيح في الميدان
لعلمت أن القارعة قد آذنت… فلما التكاثُر يا أخا العرفان
والعصر إن الهمز شينٌ فعلهُ… والويل للهمّاز و الطعّان
والفيل أدبر في شرودٍ عندما… عجزت قُريشٌ عن حِمى الأوطان
من يمنع الماعون يحرم شربةً… من ماء نهر الكوثر السيّان
و الكافرون تنكست راياتهم… والنصر يوم الفتح للإيمان
ولقد علمنا أنَّ تبت والمسد… و يلٌ يذوق عذابهُ الزوجان
فاحرص على الإخلاص والزم حبلهُ… فبغيرهِ لا يقبل الإحسان
واعلم بأنَّ الله مالك أمرهِ… ربّ الفلق و الناس و الأكوان
وبذا أكون قد ختمت قصيدتي… سمّيتها نونية القرآن.


