
(مكة) – عبدالله الزهراني
في شهر رمضان المبارك يكون لكل منا ذكرياته في هذا الشهر الفضيل ، وهى ذكريات ترتبط بالماضي لكنها تطبع الحاضر بذكرى رائعة لا تنسى مهما مرت السنوات . مكة تستضيف طوال شهر رمضان المبارك نخبة من أبناء المجتمع الذين يرون ذكرياتهم في هذا الشهر الفضيل . ومن هؤلاء النخبة المستشار الأمني عميد م/ محمد عبدالله منشاوي ، الذي يقول إن شهر رمضان له مكانة واسعة في القلب ، و روحانية خاصة وذكريات جميلة ترتبط به
من ذكريات العمل يتذكر العميد منشاوي أنه في عام 1406 هـ وكان يعمل ضابط ميدان بالدوريات الأمنية وتلقى بلاغا عن سيارة مشتبه فيها بترويج المخدرات ، وحيث رفض قائدها الوقوف فتم متابعتها بواسطة دورتين حتى خرجت خارج مكة ودخلت منطقة وعرة، فتوقفت سيارات الدوريات لدراسة الامر واتضح ان الافراد في الدوريات المرافقة ليس معهم ذخيرة نارية ، فقام بتوزيع الذخيرة التي معه على جميع أفراد الدورية ثم واصلت المأمورية مطاردة السيارة الهاربة حتى تم ضبط المشتبه فيهم بعد اختباءهم فوق سطح منزل شعبي .
ويذكر أيضا أنه في عام 1426هـ ، وكان يعمل مديرا للضبط الاداري، وخلال مأمورية للعمل تمت مداهمة موقع تستوطنه العمالة المخالفة في منطقة وعرة وتعرضت دورية العمل للمقاومة الشديدة ، فوجه بإطلاق النار وفق الضوابط النظامية واصيب احد المقاومين وبعد انتهاء المهمة تم رفع برقية توضيحية تفصيلية لكيفية اطلاق النار لطلب عدم مسائلة الافراد عن ذلك ، وفعلا صدر توجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد والذي كان مساعدا لوزير الداخلية للشئون الامنية بعدم مسائلة الأفراد على ذلك طالما كان اطلاق النار وفق الضوابط المتعارف عليها .
ومن الذكريات الرمضانية التي يتذكرها العميد المنشاوي أيضا أنه كان في عام 1427 هـ ، وكان مديرا للضبط الاداري ومشرفا على تنظيم الحشود بساحات المسجد الحرام ، وبعد انتهاء صلاة القيام في ليلة 27 تقريبا وعند الاستعداد للرجوع الى المنزل شاهد اربعة نساء معتمرات من العراق ومعهم امرأة كبيرة مرهقة جدا ، وعرف انهن تائهات ولا يعرفن مقر سكنهن ، فطلب من السائق المرافق ان يحاول ايصالهن، وفعلا ركبن السيارة ويتذكر العميد المنشاوي ما حدث في هذه الليلة بقوله :” وجلسنا فترة طويلة نحاول التعرف على مقر سكنهن حتى تمكنا بفضل الله من توصيلهم لسكنهم في القشلة وكان ذلك قبل اذان الفجر بقليل حتى كاد يفوتنا السحور، ولا انسى فرحة المعتمرات بوصولهم لمقر سكنهم ودعائهم لنا.” وفي نفس العام وفي موقف مماثل تقريبا يتذكر العميد المنشاوي ان حاجة من جنسية عربية اشارت له وهو بالسيارة الرسمية في منطقة اجياد امام مستشفى اجياد تقريبا، وطلبت ان يوصلها لاجياد المصافي فابلغها اعتذاره عن ايصالها لانه في مهمة مستعجلة ، يقصد مهمة عمل عاجلة ، فقالت الحاجة :” وانا ليش مو مهمة” ، فضحك العميد المنشاوي من سوء فهم كلمة “مهمة ” وفهمها لها بمعناها الصحيح .
ويواصل العميد المنشاوي ذكرياته الرمضانية فيقول إنه في عام 1428 تقريبا ، وكان مديرا للضبط الاداري وخلال تكثيف الحملات الأمنية على السحرة ، تمكنت القوة المكلفة بذلك من الحد الكبير من نشاط السحرة في مكة المكرمة ، وقد توفرت معلومات عن ساحر خطير يتحول لقطة عند محاولة القبض ، عليه فاستعانت القوة بالله وتم عمل الكمين له واستعانت القوة براق شرعي معروف، ويشير العميد المنشاوي إلى انه عندما تفقدت القوة موقع الكمين قبل وصول الساحر كان الموقع بدون أي ملاحظات ، وبعد وصول الساحر لاحظت القوة انتشار غريب لقطط سوداء بالموقع فبدأ الراقي بالرقية الشرعية الى ان وصلت الاشارة بساعة الصفر فتم مداهمة الساحر والقبض عليه بالجرم المشهود . ويقول العميد المنشاوي :” لا انسى نظرة الساحر وانا اضع القيد في يده وكأنه يستغرب كيف قبضنا عليه.”.
ويواصل العميد المنشاوي ذكرياته الرمضانية فيقول إنه في عام 1433هـ ، وكان مديرا للضبط الجنائي يقوم بمهمة قصاص لأحد الجناة ، وحضر للموقع ولي الدم كالعادة حاول الحضور اقناع ولي الدم التنازل عن الجاني وكان يرفض تماما ويصر على تنفيذ القصاص ، ويقول العميد المنشاوي حول هذه الواقعة :” فأقتربت منه وتحدثت معه وكان الجو حار والعرق يكسوا وجهه وتحدثت معه عن اجر العفو وطبعت قُبلة على جبينه المتعرق طلبا منه العفو عن الجاني الذي لا نعرفه ولا تربطنا به أي صلة علاقة بل فقط كسبا للاجر ، وفجاة وجدت الرجل يمسك بيدي ويتجه للجاني ويعلن العفو عنه وكانت لحظة لا انساها ما حييت ، فقد وفقنا الله في كسب اجر العفو واحياء نفس، ولا انسى كيف ضم الجاني ولي الدم بقوة حتى كاد يهشم اضلعه شكراً له من الفرحة”.








والنعم بالعميد د محمد من خيرة الضباط متدين ادى خدمته بكل تفاني واخلاص
اول من عمل لنشر فكرة الشرطة المجتمعية في شرطة العاصمة