الرياض – ضحى الزهراني
ثمة معايير فنية وثقافية وعلمية لنجاح أي عمل وطني هادف ، ولان الفئات المستهدفة بالضرورة معنية بآليات مختلفة ومتعددة ، ومراحل تلك المنظومة المعرفية ذات مجال واسع ومتباين في نفس الوقت ، والوقوف على كل الابعاد يتطلّب جهدا كبيرا ووقتاً واسعا ومن ثم سوف يتأتى لنا الوصول بالعمل الوطني الى مبتغاه وأهدافه، عند ذلك سوف تعكس المخرجات واقعا اخر مغايرا ومختلفا ، ونلمح النجاحات مع اول مسار لتك الاعمال، لان كل برنامج مُعد يتضمن فعالية مستقلة.
فقد سعى نادي الحي الترفيهي والتعليمي بالابتدائية 373 بحي اشبيلية بخطى حثيثة وقام خلال الأسبوع المنصرم بعمل وطني منقطع النظير وأسهم بتعزيز القيم الوطنية والتمسك بالعادات والتقاليد النبيلة من خلال إقامة الفعاليات التي تربط بين طرفي الوطن ، الماضي بكل عطاءاته المختلفة والحاضر وراهنه المزدهر وتلك الفعاليات لاشك انها تقود الى غد مشرق وتستشرف افق المستقبل من خلال النظر بعين الواثقين لرؤية المملكة 2030 ، وهذا الربط بين طرفي الوطن هو سلوك حضاري ثقافي منتهج من قبل كادر المدرسة الابتدائية 373 الذي ادرك المرحلة وتلاطم تيارات العولمة ، ولذا كان الكادر يعمل بكل همة واقتدار ليحقق تطلعات واهداف عُليا يغرس من خلالها في النشء حب وثقافة هذا الوطن المعطاء في ظل القيادة الرشيدة وفقها الله ، وقد عُد فريقا اكاديميا ماهر من خلال الكادر التعليمي والإداري بالمدرسة وقد أشرفت بصورة مباشرة سعادة قائدة المدرسة الأستاذة منيرة السبيعي التي كانت تتطلع الى نجاح مختلف وبوعي فطن وحاذق مع زميلات يتقدن جذوة وعطاء ، ومن خلال عمل شاق دؤوب وبشكل يومي تمخض عنه إقامة المسرح التراثي الذي اعتمر بقصص وحكايات الماضي الى جانب الحضور المادي للموروث بركنيه النجدي والجنوبي حيث كان كل طرف يحتوي على انواع مختلفة من الموروث الثقافي في تباين واضح يهدف الى تلاقي حضارة الوطن في بوتقة واحدة لتمتد في علو واصلها ثابت ، الامر الذي اسهم بشكل مباشر في التعريف بتلك الموروثات من خلال فرق متكامل ومتخصص من ساكنات الحي والناشطات في مجال التراث الوطني ،وضمن هذه الأجواء الوطنية وهذا التلاقي الاسري خرج مجموعة من الفتيات بطريقة مفاجئة ادهشن الحضور بزي اثري ناصع الألوان اقل ما يقال عن ذلك الزي الجميل المبهر انه المقاربة البصرية التي تستدعي الثقافة والتاريخ ، كل ذلك ضمن برنامج معد مسبقا وحضر له بشكل جيد ، وفي الاطار نفسه تستمر البرامج وتتوالى الفقرات ، ومن هنا جاءت منافسة أخرى في سؤال للحضور عن افضل زي شعبي ، الامر الذي حير الجميع وتطلبت العصف الذهني في مداولات وحوار قد اثرى الحضور معرفيا وثقافيا يمتد على طول الوطن ومن هنا كان لابد ان نقف مع هذا الملمح الثقافي مع الطالبة ريناد السبيعي التي اشادة بهذا النادي وقررت ان تستمر على الحضور كون الأنشطة في النادي عرفتّها على جوانب مختلفة وأماكن متعددة من ارجاء هذا الوطن الغالي ببعديه الماضي والحاضر مما يعزز القيمة العليا لمعنى المواطنة الحقيقية وفي اجابتها عن تسألنا قالت عن افضل زي شعبي هو ذلك الذي نشأ في وطني المملكة العربية السعودية بكل جهاته واماكنها ولبسنه بشموخ الأمهات في الماضي وهنا استلهمت مطلع قصيدة الشاعر الراحل غازي القصيبي عن وحدة هذا الوطن ومجده وترابطه كل اجزاءه حيث قال :
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد
ونحن جزيرة العرب افتداها
ويفديها غطارفة وأسد
ونحن شمالنا كبر أشم
ونحن جنوبنا كبر أشد
ونحن عسير مطلبها عسير
ودون جبالها برق ورعد
ونحن الشاطئ الشرقي بحر
وأصداف وأسياف وحشد
اما الطالبة حصة فلاح فايز فقد تحدثت بفرحة غامرة وقالت ان الأجواء داخل المدرسة تختلف وان الأنشطة متنوعة وتتطلع ان تكون مُشاركة مع زميلاتها بالزي الشبعي في قابل الأيام كون ذلك يعكس موروث الوطن وانه امتداد للماضي وان عراقته تتوج في حاضرنا وسأحمل راية السلف ونكون وجيلي على مبدأ خير خلف لخير سلف وسنحفل جميعاً بهذا الوطن وانجازاته نستدعي ماضية من عهد المؤسس طيب الله ثراه ونقف مع بانيه يحفظه الله في عزم وحزم
وبسؤالنا لاحد الزائرات لنادي الحي المعلمة لجين الزهراني قالت: سررت كثيرا لهذه الأنشطة والفعاليات التي تدعم الجوانب الثقافية والمعرفية وتربط العلاقة بين بنات هذا لوطن في خصوصية تامه ومن شان ذلك تجسير العلاقة بين الأمهات وبناتهن وهذا التقارب سوف يعكس نتائج إيجابية سواء في النواحي التعليمية او التربية والسلوك ، واضافة ان هذا الحراك الثقافي كفيل بنقل الكثير من المعارف عن هذا الوطن وعن عطاءته المختلفة لان استدعاء الماضي يعزز قوة التوثب وبثقة نحو المستقل ،وضافة بقولها كم هي الامنيات ان يعمم مثل هذا النادي وأنشطته في كل الاحياء على ان تقوم الجهات المعنية من وزرات مختلفة بزيارات ميدانية للنوادي بغية الارتقاء بها وبعملها حيث يمكن ان تُكتشف صاحبة المواهب والابداعات والحرف وكذا الناشطات في مجال التطوع او الاستثمارات الصغيرة ومجالات الاسر المنتجة على اختلاف أنشطتها لان الوطن يستحق منا الكثير وفي جنباته الكثير من الكفاءات التي لا تعرف الكلل او الملل .
الجدير بالذكر ان الجميع من المشاركات خرجن بمعرفة ثقافيه عن هذا الكيان وان الحضور كان مشرفا للغاية حيث توافد اعدادا كبيرة من ساكنات الحي من الأمهات والبعض من النساء اللاتي مهتمات بمثل تلك الفعاليات التي تدور وتتمحور على ضفاف الوطن وفي الرواق الثقافي والمعرفي للمملكة وتتحلق حوله. دمتم ودام الوطن ..