المحليةحوارات خاصة

فهد المنصوري في حوار مع “مكة” الإلكترونية: حكمة الشيوخ ضرورة لاستمرار الحياة.. وتكريم الإنسان يجب أن يكون قبل وفاته

(مكة) – حوار_ عبدالرحمن الأحمدي

تتواصل أيام الشهر الكريم ومعها تتواصل حوارات ولقاءات “مكة” الإلكترونية، مع الضيوف البارزين وأصحاب الرأي والفكر في المجتمع، حتى نستلهم من تجاربهم الحكمة والخبرة في التعامل مع كافة المواقف في الحياة، وفي رابع أيام رمضان نلتقي مع الوزير المفوض فهد المنصوري، عبر الحوار التالي:

.١-لمن يسأل عنكم ضيفنا الفاضل أين تتواجدون في رحاب هذه الدنيا؟ وكيف تقضون أوقاتكم؟
بعد أن من الله علي بالتقاعد من وزارة الخارحية بعد خدمة ٣٦ عاماً استقر بي الحال في مدينة جدة ولله الحمد.

2-مالذي يشغل اهتمامكم في هذا الوقت الحاضر؟
الذي يشغلني هذه الأيام إسعاد الآخرين بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة والنصيحة وطلاقة الوجه وإفشاء السلام والمبادرة بكل ما هو خير بإذن الله تعالى.

3-الحكمة خير من الله يؤتها من يشاء.. كيف تعرفون الحكمة من وجهة نظركم؟
الحكمة وضع الأشياء مواضعها، وتنزيل الأمور منازلها، وإتيان الأمور من أبوابها وطرقها ودعوة كل أحد بما يليق به ويناسب حاله وتعليمه بما يستطيع فهمه ويتحمله ذهنه.

مابين حكمة الشيوخ وهمة الشباب أيهما أقرب برأيكم.. ثمة اتفاق أو فجوة اختلاف؟
لا تكتمل الحياة إلا بحكمة الشيوخ وخبرتهم في الحياة وطريقة تعاملهم مع الآخرين فقدرة الشباب مع حكمة الشيوخ تؤدي أعمال مباركة بإذن الله تعالى.

هل الإنسان في هذا العالم ضل طريق الحكمة؟ وهل بالجملة تنقصه الحكمة؟
بعض الناس ضلوا عن طريق الحكمة والصراط المستقيم فواجههم الشقاء في حياتهم.

في حياتنا مراحل إنسانية مختلفة.. من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة وهكذا.. ماذا تتذكرون من وقائع في ثنايا المراحل؟
يولد الإنسان ويعود ضعيفاً كما بدأ وهذه سنة الله عزوجل في خلقه.

ما بين الربح والخسارة أو الخسارة والربح كيف تصفون أصعب المشاعر وأجملها؟
اتذكر عندما التحقت بوزارة الخارجية عام ١٤٠٣ه‍ كنت في غاية النشاط والحيوية وأسافر دائماً من بلد لآخر، حتى زرت بفضل الله تعالى ٣٠ بلداً في العالم، والآن بعد التقاعد لم أعد أمتلك تلك القوة والحيوية والنشاط السابق، وبفضل الله تعالى لم أواجه في حياتي ما يطلق عليه خسارة، بل بفضل الله تعالى لي زملاء أحباب في أكثر من خمسين بلد ومازلت بفضل الله تعالى أتواصل معهم.

الحزن سمة إنسانية ثابتة هل احتجتم له يوما ما.. وماهي أقسى لحظات الحزن التي مرت بكم؟
أقسى لحظات الحزن عندما توفت والدتي _رحمها الله تعالى _ وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة ووالدي بلا حساب ولا سابقة عذاب، توفت وكنت في السفارة السعودية في أثينا ولم يكن هناك رحلة مباشرة لجدة إلا عن طريق قبرص، وعندما وصلت إلى جدة كانت رحمها الله تعالى قد توفت ومن ثم ذهبنا إلى مكة المكرمة؛ لأداء صلاة الفجر ومن ثم صلينا عليها رحمها الله تعالى.

التوفيق والسداد هبة من الله تعالى.. ما هي أكثر المواقف التي مرت بكم توفيقاً وسدادا؟
بفضل الله تعالى ونعمته شاركت في أربعين مؤتمراً دولياً ونلت تقدير رؤساء وفود المملكة المشاركة في مؤتمرات البيئة وتغير المناخ والحد من الكوارث ومشاكل المياه، كما نلت تقدير سفراء المملكة في تلك الدول.

بماذا نربط الحياة السعيدة من وجهة نظركم الشخصية؟
الحياة السعيدة هي مخافة الله عزوجل في السر والعلن، ومحبة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم، وبر الوالدين وبذل الغالي والنفيس لإسعادهما، وإكرام الزوجة بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير والأدب وكذلك الأبناء والبنات، وأن يكون لديك خبيئة تتقرب بها إلى الله عزوجل، وأن تبادر بكل ما هو جمِيل وتبتعد عن الإضرار بالغير.

هل نستطيع أن نعتبر أن السعادة هي أسلوب حياة؟
السعادة هي نهج ينتهجه الإنسان في حياته ويسير عليه.

متى يصل الإنسان إلى محطات النجاح؟
لا يتوقف الإنسان عن السعي للنجاح والتفوق والتألق لآخر يوم في حياته.

في الأغلب ننصف الإنسان بعد رحيله من دنيانا.. متى ينصف هذا الإنسان قبل أن يرحل؟
إنصاف الإنسان وتكريمه ينبغي أن يكون في عين حياته وليس بعد مماته.

في الاستشارة.. من يستشير ضيفنا الكريم في مواقفه الحياتية المختلفة؟ ولماذا؟ وماهي أهم استشارة مضت؟
الاستشارة من أهم الصفات التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، فقد كان الحبيب المصطفى نبينا محمد صل الله عليه وسلم يستشير أصحابه ( ما خاب من استشار)، وفي حياة والدي ووالدتي رحمهما الله تعالى كنت أستشيرهما، وكذلك كنت أستشير السفراء الأكبر مني سناً وخبرة، والآن أستشير زوجتي وأبنائي.

متى غض النظر ضيفنا في المواقف المصاحبة له؟ وهل تذكرون بعض هذه المواقف؟
التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب والتربية هذا نهجي في الحياة.

هل ندمتم على سكوتكم يوماً؟ ومتى ندمتم على بعض كلامكم؟
الحمد لله والفضل لله أنني لم أندم قط على سكوتي؛ لأنني أنتهج دائماً مبدأ السكوت وأستمع أكثر مما أتكلم، (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب)، وأتذكر موقف حدث أثناء عملي في إحدى سفارات المملكة في إحدى الدول العربية شتمتني سيدة عراقية ولم أرد عليها فقالت إحدى السيدات نحن نؤدبها قلت لهن أتركوها، فحضرت بعد أربعة أيام وطلبت الاعتذار، قلت لها أنا أعرف أن السيدات تمر عليهن بعض الفترات أمور صحية عارضة، والأمر الآخر أنا إنسان متربي تمت تربيتي على أيدي والدي ووالدتي رحمها الله تعالى وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب.

في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة أحاديثنا تختلف عن واقعنا إلى أي مدى صحة هذه الجملة؟
وسائل التواصل الاجتماعي لها فوائدها ولها أضرارها، فهناك فئة من الناس تتجمل في الحديث عندما ترسل تغريدة في تويتر، وهناك من يتكلم عن الوقائع والحقائق والتجارب الحقيقية التي مر بها ويرسلها كتغريدات في التويتر وأنا واحد منهم.

 –في حياتنا اليومية هل افتقدنا حقيقة إلى الإنسان القدوة؟
للأسف أصبح عدد كبير من الناس يفتقدون القدوة وعمل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مبادرة “كيف نكون قدوة؟” كان وما زال أثرها الجيد في المجتمع، وأنا في رأيي الشخصي أن المفروض في كل إنسان أن يكون خير قدوة لغيره، فالوالدين خير قدوة لأبنائهم وأبنائنا في الخارج ينبغي عليهم أن يكونوا خير قدوة لوطنهم، بدينهم وأخلاقهم وتربيتهم وتعاملهم مع الآخرين.

الأبناء في الوقت الحالي هل يحتاجون إلى الرأي والمشورة منا؟ وهل المسافات بعدت بيننا وبينهم؟
أكيد أن الأبناء ما زالوا يحتاجون إلى المشورة وإبداء الرأي ويكفينا أن الحبيب المصطفى نبينا محمد صل الله عليه وسلم كان يستشير أصحابه، والأبناء يحتاجون المشورة؛ لأن زمنهم يختلف كثيراً عن زمننا الذي عشناه فينبغي علينا أن ننصحهم ونوجههم؛ لكي يستطيعوا مواجهة المواقف والأزمات والظروف.

الدنيا طويت على غرور.. متى وجدتم هذه العبارة ماثلة أمامكم؟
حفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره، مغريات الدنيا كثيرة المال، والبنون، والمناصب، واقتناء كل ما تتمناه النفس سواء من ملابس وسيارات ومجوهرات وغيرها من مغريات الدنيا، وينبغي على الإنسان أن يعمل لآخرته كانه يموت غداً، ومعنى ذلك أن يكون الإنسان معتدلاً في تصرفاته وأن يتقي الله عزوجل في كل أفعاله وأقواله وكتاباته، وأن يكون فرداً صالحاً في مجتمعه وأسرته وأن يبادر بكل ما فيه خير وأن يبتعد عن أذية الغير.

من أنبل الناس في رأيكم؟
أنبل الناس من انشغل في إصلاح نفسه وابتعد عن تتبع أخطاء الآخرين وانتقادهم، وأن يتطابق ما داخل قلبه ومشاعره مع ما يقوله ويعبر عنه، وأن يبتعد عن النميمة والقيل والقال لكي يكون شخصاً نبيلاً يحظى باحترام وتقدير الآخرين.

المحبطون هم أشد الناس تعاسة هل صادفتم هذه الفئة؟ وكيف تعاملتم معها؟
قابلت في حياتي العديد من المحبطين وأبدأ بنصحهم بالالتجاء لله عزوجل وأداء ركعتين لله سبحانه، وأن يعمل على إسعاد نفسه أولاً؛ لكي يستطيع إسعاد من حوله، وأن يصاحب دائماً من يتسمون بالطاقة الإيجابية العالية؛ حتى لا يصاب بالعدوى منهم، ويكون شخصاً إيجابياً ومتفائلاً ومستبشراً وفرداً صالحاً في مجتمعه.

هل ندمتم يوماً في النقاش مع أصحاب الوعي والإدراك؟ وهل ندمتم في النقاش مع غيرهم؟ ولماذا؟
أبداً بل على العكس أحب أن أتعامل مع من يتسمون بالوعي والإدراك؛ لأتعلم منهم وأستقي من خبراتهم الحياتية، ومن الطبيعي أن يتقابل الإنسان مع قليلي الإدراك والخبرة والتجربة فينصحهم ويرشدهم؛ لكي يكونوا مفيدين لمجتمعهم ووطنهم.

هل تود إضافة كلمة أخيرة؟
كلمة أخيرة أود ان أوجهها لجميع من أعرفهم ولم أعرفهم بعد مخافة الله عزوجل في السر والعلن، ومحبة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم، وبر الوالدين والعمل على إسعادهما، وإكرام زوجاتهم وأزواجهم وبناتهم وأن تسود المحبة والمودة والتقدير والاحترام العلاقات فيما بينهم، وأتقدم بالشكر والتقدير لأخي الأستاذ عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي على هذه المقابلة الجميلة والأسئلة التي أرجو من الله تعالى أن تكون إجاباتها مفيدة للقارئ والمتلقي وكل عام وأنتم بخير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى