المقالات

“الصالح” كما عرفته!!

وكُن رجلًا إن أتوا بعده :: يقولون مرَّ وهذا الأثر
هكذا قال أمير الشعراء “أحمد شوقي” قبل أكثر من مئة عام عن الأعمال الجليلة والآثار الجميلة والسنن الحسنة التي تُخلد ذكرى صاحبها بين الناس ذكرًا وحمدًا وثناءً، لذلك لم أجد ما ينطبق على جميل طبع وحسن سلوك وطيب الأثر الذي تركه سعادة الصديق الصدوق الأستاذ الدكتور/ محمد بن عبد العزيز الصالح أمين مجلس التعليم العالي سابقًا وأمين مجلس شؤون الجامعات، بعد انتهاء فترة أمانته للمجلس بين زملائه أكثر من هذا البيت من شعر “شوقي”؛ فقد عرفت هذه الشخصية المميزة خلال فترتي تشرفي بإدارة جامعة أم القري؛ كان سعادته على درجة عالية من لطف التعامل وكريم الأخلاق، وطيب المعشر وعذب الحديث والعمل الدؤوب.
كان أنيقًا ودائم الابتسامة في وجه الآخرين من زملائه تبارك الرحمن، ولا أكون مبالغًا أبدًا إذا ما قلت: إنه كان مرجعًا موثوقًا وأحد أهم عرابي وواضعي الأنظمة واللوائح التي تُنظم العمل في قطاع التعليم العالي.
كان “أبو عبد العزيز” لا يمل أو يكل في تعاونه مع الجامعات في تفسير اللوائح والردود النظامية على ما يواجهها من قضايا وأمور في مسيرة عملها اليومي، وكان دائم الحرص على النظر، ودراسة ما يصله من مجالس الجامعات والانتهاء منها بسرعة وإعادتها بعد اعتمادها من الوزير.
لا يزال في الذاكرة عنما كنت دائم الاتصال بسعادته طالبًا رأيه النظامي في كثير من الأمور القانونية التي تواجه الجامعة في تلك الفترة، لم يتضجر من كثرة اتصالاتي اليومية خاصة في بداية تقلدي للمنصب؛ أذكر في إحدى المرات أن طلب مني إرسال الموضوع برمته على بريده الإلكتروني لدراسته قانونيًا وإعادته لي مرة أخرى.
كان سعادته دائم الإشادة بمجالس جامعة أم القرى؛ لأن قراراتها كانت تتم الموافقة عليها بإجماع أعضاء المجلس؛ وذلك نتيجة لدراسة المواضيع جيدًا من قبل الأعضاء في الهيئة الاستشارية قبل عرضها على مجلس الجامعة.
لا يزال سعادته على تواصل معي بعد انتهاء فترة إدارتي للجامعة، فلا يمر أسبوع إلا وأتلقى منه اتصالًا هاتفيًا أو رسالة على الواتس يسأل ويستفسر.
خلال مروري بعارض صحي ومغادرتي إلى لندن للعلاج، كنت أتلقى منه اتصالًا شبه يومي يعبَّر فيه عن أمنياته ودعائه لي بالشفاء العاجل، وأذكر كيف أنه شد الرحال إلى لندن لزيارتي والاطمئنان على صحتي.
وبعد عودتي من رحلة العلاج إلى المملكة بحمد الله وقوته، قام بزيارتي غير مرة في مكة المكرمة وجدة للسلام والاطمئنان.
والآن من واجبي رد الجميل لأبي عبد العزيز؛ فأقول لهذه الشخصية الوفية: شكرًا ألف حبيبنا، لقد وفيت وأديت وكفيت وخدمت بلدك وقيادته بكل أمانة وإخلاص وتفانٍ أستاذنا الغالي الدكتور، محمد بن عبد العزيز الصالح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى