المقالات

مكانة الثقافة الرفيعة في فكر سمو ولي العهد

منذ إعلانها من قِبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في 24 أبريل 2016م، أطلقت “رؤية السعودية 2030” قفزة نوعية للثقافة السعودية باعتبارها أحد أهم محركات التحوَّل نحو التنمية البشرية.
وبدعم ومتابعة من سموه، سعت “الرؤية” طوال السنوات الماضية لتطوير قطاع الثقافة في المملكة، وتأسيس مراكز حاضنة للإبداع، وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، وكذلك خلق “صناعة ثقافية” تُعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيسي للتواصل بين الناس، وكذلك تعزيز الاتجاه إلى توسيع القاعدة الثقافية بالبلاد، وتطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة والترفيه؛ لتصبح جزءًا من تحسين مستوى معيشة المواطن السعودي، ورافدًا حضاريًا واقتصاديًا للبلاد.
وتتضمن “الرؤية” دعم صناعة الثقافة، فهي الخط الاستراتيجي ليكون المجتمع السعودي مجتمعًا معرفيًا قادرًا على إنتاج المعرفة وصناعة الثقافة، على أساس أن الثقافة من مقومات “جودة الحياة”، وأن سعادة المواطن (والمقيم) تأتي على رأس الأولويات، ولذلك تم إطلاق برنامج “جودة الحياة 2020″، كما تم تدشين عدة مشاريع ثقافية ضخمة، منها: مشروع القديّة، والمجمع الملكي للفنون، ودار الأوبرا السعودية، وغيرها.
ونجد أنه من أبرز أشكال دعم “الرؤية” لصناعة الثقافة، استهداف زيادة إنفاق الأسر على الثقافة داخل المملكة من (2.9%) إلى ( 6%) بحلول عام 2030م، ودعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين: غير الربحي، والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، وتفعيل دور الصناديق الحكومية في الإسهام بتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين من الداخل والخارج على الاستثمار الثقافي، وعقد الشراكات العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الثقافية من مكتبات ومتاحف وفنون وغيرها.
وكذلك، دعم الموهوبين من الكتّاب والمؤلفين والمخرجين، والعمل على إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوعة تناسب كافة الأذواق والفئات، وزيادة الأنشطة الثقافية وتنويعها للإسهام في استثمار مواهب المواطنين، وتطوير الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الثقافية والاجتماعية وتسجيلها رسميًا.
وأيضًا إطلاق البرنامج الوطني “داعم” الذي يعمل على تحسين جودة الأنشطة الثقافية ويوفر الدعم المالي لها، فضلًا عن التأكيد على أن دعم هذه المشروعات لن يقتصر على الجانب الثقافي، بل سيكون له دور اقتصادي مهم عبر توفير فرص العمل.
واتساقًا مع اهتمام سمو ولي العهد بالثقافة باعتبارها المقياس الحقيقي لمدى رقيّ وتطور الأمم، يرعى سموه بشكل دائم مبادرة “الجوائز الثقافية الوطنية”، والتي تعكس فخر واعتزاز القطاع الثقافي بكافة منسوبيه برعاية سمو ولي العهد لهذه المبادرة التي تُعد ثمرةً من ثمار دعمه – حفظه الله- اللامحدود لثقافة الوطن، وتجسيدًا حيًا لمدى اهتمام القيادة الرشيدة بالمثقفين والمثقفات في عموم بلادنا؛ حيث إن الثقافة بقيمتها الحضارية، ووزنها الاجتماعي، ودورها التنموي الفاعل، تحتل اليوم مكانتها التي تستحقها، بفضل الرؤية الوطنية المُلهمة والطموحة “رؤية السعودية 2030” التي أعادت الاعتبار للثقافة بوصفها ركيزة أساسية في بناء المجتمع، ومرتكزًا للهوية الوطنية، ولمظاهر الاعتزاز بتاريخ وحضارة المملكة.

– كاتب سعودي، عضو مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلآ المملكة مركز ثقافي وحضاري لجميع دول العالم ألاسلامي حفظ الله بلادنا في ضل القيادة الحكيمه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى