المقالات

الرواق السعودي نتاج أجيال

بسم الله الرحمـن الرحيم

{وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}

وامتدادًا للنماء والإنماء واستمرارًا للعطاء والإثراء تمضي قيادة المملكة العربية السعودية جيلًا بعد جيل في الاهتمام اللا محدود بعمارةِ ورعايةٍ الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة؛ لتستوعب الأعداد المُتزايدة من عباد الله الحجاج والمعتمرين والزوار، وتقدم بكل سخاء ما يُسهل ويُيسر على القادمين أداء مناسِكهم وشعائرهم في أجواءٍ روحانية آمِنة ..!
فقيادتنا بكل قطاعاتها تستشعر عِظم مسؤولياتها وتؤديها على أحسن ما يكون ..! لا مِنَّةً ولا فضل؛ بل تعتبرُ ذلك واجبًا عليها وحمدًا وشُكرًا لله تعالىٰ الذي حباها هذا الشرف العظيم؛ فمُنذُ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وهي تُعدُ وتخطط وتنفذ بأعلى المعايير وأرقى وأدق المواصفات، وما الرواق السعودي بفكرة جديدة بل هو من الأفكار الأُوَل؛ فقد رأى الملك عبد العزيز الحاجة الماسة إلى بناء رواقٍ جديد خلف الرواق العباسي؛ حيث إن المؤشرات في تلك الحقبة كانت توحي بازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين؛ فأمر ببدء التخطيط لعمل التوسعة خلف الرواق العباسي، وانطلق العمل في عهد الملك سعود عام 1955م، وتواصل العمل في عهد الملك فيصل ثم الملك خالد -رحمهم الله-، واستمر ملوك المملكه في تكملة البناء وعندما تولى الملك فهد -رحمه الله- أمر بإضافة جديدةٍ للرواق السعودي بلغ عدد الأعمدة فيها 1500عمودٍ مكسوٍ بالرخام الأبيض؛ إضافةً إلى عدد القِباب على سطح الأروِقة، وفي عهد الملك عبدالله -رحمه الله- تمت إضافة جديدة للمسجد الحرام امتدت من الجهة الشمالية؛ فشملت أحياء المُدعى والشامية وحارة الباب والشبيكة، وجُزءٌ من جبل هندي وشارع جبل الكعبة، وتواصلت في عهد الملك سلمان لتكون كفيلة بأن تجعل مساحة المسجد الحرام تصل إلى مليون متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى مليوني مُصلِّ، ويحتضن الرواقُ السعودي الرواقَ العباسي؛ ليكون مكملًا له ومتميزًا بسعته وفخامة عمارته وتعدد أدواره، زادنا الله من واسع فضله ونعمه وإحسانه.

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى