بعد مرور خمسة وخمسين عامًا، نشر الشاعر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني قصيدة إبداعية «نبطية». امتثل الشاعر فيها لنظام الحياة والقناعة بما قسمه الله، بعد مضي سنوات في «البحث عن الذات». تناولت موضوع القصيدة على شكل رسائل وأطروحات البحث العلمي، كونه أكاديمي من جهة وما أقتبسته من مصطلحات في محتوى القصيدة. التي عنونها بـ«الحقيقة والضمير»، الذي استغرق إعداده أكثر من خمسة عقود، ليكون بذلك أطول موضوع بحثي في الدراسات الإنسانية القديمة والحديثة..
دخل الشاعر قاعة المناقشة التي تكونت من الدكتور الأكاديمي والحقيقة والضمير، بقناعة تامة وبشجاعة متناهية، بعد أن تغلّب على الإحباط الذي كاد أن يلازمه. كعادة الباحث، واجه أبو متعب أنواعًا من التحديات لتجويد بحثه، الذي بدأ بالسؤال الرئيسي لموضوع البحث:
كيف يتجلى مفهوم الحقيقة والضمير في حياة الشاعر عبدالواحد الزهراني بعد مرور خمسة عقود من عمره؟
ثم تفرّع من السؤال الرئيسي (100) سؤال تعكس حرص الباحث وشغفه لاكتشاف نفسه، تضمنت الأسئلة جوانب متعددة حول الحقيقة والضمير في حياة الشاعر، ومنها:
• كيف تناول الشاعر عبدالواحد الزهراني مفهوم الحقيقة في قصائده وأعماله الأدبية؟
• ما هي الموضوعات أو القضايا التي اعتبرها الشاعر تجسيدًا للحقيقة في حياته وشعره؟
• كيف تأثرت نظرته للحقيقة بتجاربه الشخصية والاجتماعية على مدار خمسة عقود؟
• كيف عبّر الشاعر عن الضمير كقيمة إنسانية في شعره؟
• ما هو دور الضمير في توجيه مواقفه وآرائه كما تظهر في كتاباته وأعماله الأدبية؟
• كيف ساهم الضمير في تشكيل هويته كشاعر وإنسان على مر السنين؟
• كيف أثر مرور خمسة عقود من الزمن على تطور رؤية الشاعر لمفهومي الحقيقة والضمير؟
• هل ظهرت تغييرات واضحة في تعبيره عن الحقيقة والضمير مع التقدم في العمر؟
• كيف يربط الشاعر بين تجربته الشخصية الزمنية وقيم الحقيقة والضمير في أعماله؟
• كيف انعكس مفهوم الحقيقة والضمير في تأثير شعر عبدالواحد الزهراني على الجمهور؟
• ما هي الرسائل الأخلاقية والفكرية التي يسعى الشاعر لتقديمها من خلال مزج الحقيقة بالضمير في أعماله؟
كل هذه الأسئلة يجد القارئ إجاباتها في البحث الذي أجازته لجنة المناقشة، والذي على ضوئه حصل على شهادة الأستاذية في العلوم الإنسانية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
يُعد هذا البحث إضافة ثمينة للمكتبة المعرفية ومرجعًا للباحثين في مجال الإسهام العلمي.
فهذه القصيدة تسهم في إثراء الفهم الأدبي للشعر الإنساني في المملكة العربية السعودية. وتُظهر كيف يعكس الأدب تجربة إنسانية عميقة ترتبط بالقيم والمبادئ.
طيلة خمسة وخمسين عامًا لم تلن عزيمة الزهراني، مهما قست عليه الظروف. ولكن فرحة الإنجاز والحصول على أطروحة العلوم الإنسانية جعلت عين عبدالواحد تفيض بالدموع مثل عيون الأحساء.
وفي نهاية المناقشة، آثر الدكتور عبدالواحد الصمت وترفّع عن الجدال الذي يحاول التقليل من موضوع البحث، وأغلق (صكّ) باب الجدال في وجه منتقديه بحكمة ووقار.
قصيذة الشاعر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني
تسليم كامل و طاعة مطلقة و امتثال
اليوم أنا و الحقيقة و الضمير ( اجلسا )
من عمق فكر و قناعة راسخة و اعتدال
ماهو من احباط الاحباط يعقب و يخسى
صارعت الاهوال يوم الموج مثل الجبال
و جف البحر لكن المركب بعد ما رسى
خمسة و خمسين عام أشبه بضرب الخيال
ما كان صبحي بصبح و لا مساي بمسا
لو كنت ما أشتت أوهامي يمين و شمال
فاضت عيوني مثل فيضة عيون الحسا
اطرح سوال ايتفرع منه مية سؤال
على يقين إن إجابتها ( لعل و عسى )
و اشري دماغي غصب و أصك باب الجدال
ما لانت عزومي إلا يوم وقتي قسى
الأرض و اللي عليها تنتهي للزوال
ما فيه شي يستحق نعيش لحظة أسى
اللي يشوف المية مليون مثل الريال
ما هوب فارق معه بأي الثياب اكتسى
و اللي يعيش الكفاف و يغتني بالحلال
يصير سلطان نفسه ما عليه رووسا
و اللي يحصل مساحة في عقول الرجال
ماهو بحاجة مساحة في قلوب النسا
مقالة مشعَّة بالنور
كصاحبها الإعلامي
الأديب الأريب🌹
ولاريب أنَّ هذه المقالة المركزة ترجمت أبعاداً وارفة الظلال وألقت الضوء على جوانب مما اشتملت علية تجربة الشاعر الشعورية في صراع الذات ومواجهة المواقف والأسئلة الوجودية الملحة.
وفي النظرة العميقة لمجمل إنتاج الشاعر الشعري عبر عقوده الزمنية الخمسة إنصافاً له ووفاءً له ولمجايليه من أعلام الشعر في وطننا الحبيب 🌹
باختصار طالعت هنا: مقالة ثرية المعاني وقصيدة شعبية أصيلة وجدانية الملامح والقسمات غزيرة بالدلالات والإيحاءات الفنية🌹
🌹
🌹
وما أجمل هذا البوح الذي يلامس أوتار القلوب:
و اشري دماغي غصب و أصك باب الجدال
ما لانت عزومي إلا يوم وقتي قسى
الأرض و اللي عليها تنتهي للزوال
ما فيه شي يستحق نعيش لحظة أسى!
👏👏👏👏👏👏👏👏