الباحة – “طفولة مليئة بالحب والحنان”، “حياة علمية وعملية مليئة بالطموح”، “الرياض اليوم محور اهتمام العالم، وزوجي هو أهم محطة في حياتي”. بهذه العبارات تختصر صاحبة السمو الملكي الأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز، المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء ذوي الإعاقة ومدير عام مركز العباقرة للرعاية النهارية، مسيرتها الحافلة بالعطاء. في هذا اللقاء المميز عبر صحيفة مكة الإلكترونية، تسلط سموها الضوء على محطات مؤثرة من حياتها، وجهودها الرائدة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، فضلاً عن مشاريعها الطموحة التي تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.
حوار مع الأميرة دانية آل سعود
-عرّفي القراء بـ”دانية آل سعود”؟
أنا أم وزوجة ومعلمة وأخصائية.
– هل تحدثينا عن جوانب من حياة الطفولة والمسيرة الدراسية والعملية؟
عشت طفولة مليئة بالحب والحنان من عائلتي، من والدي رحمه الله، ووالدتي أطال الله في عمرها، وإخواني وأخواتي. كنت أصغر البنات وقبل الأخير بين أبناء أمي وأبي، وكنت شخصية مدللة، مشاغبة، وحيوية.
بالنسبة لمسيرتي الدراسية والعلمية، أنا خريجة مدارس التربية الإسلامية بالرياض. حاصلة على البكالوريوس في علم النفس، مسار إعاقة فكرية، من جامعة الملك سعود. كما حصلت على درجتي ماجستير: الأولى من جامعة لندن في التربية، والثانية من جامعة الإمام محمد بن سعود في تخصص الإرشاد الطلابي. وأعمل حالياً باحثة دكتوراه في كلية الدراسات العليا للتربية، قسم التربية الخاصة، بجامعة القاهرة.
وقد حصلت بفضل الله وتوفيقه علي جائزه افضل إمرأه عربية في الخدمات الاجتماعية 2019 مؤسسة لندن للمرأه العربية
كما حصلت على المركز الثالث في الملتقي الدولي 4 لأبحاث جوده حياة الأشخاص ذوي الإعاقة من جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية 2024 .
– كيف كان الأمير عبدالله بن سعود – رحمه الله – يعامل أبناءه وبناته؟
رحمه الله وغفر له، كان أباً حنوناً يهتم بالأسرة والجمعات العائلية. كانت طلباتي كلها مجابة، وقد كان هذا تعبيراً عن حبه. هو من دعمنا وشجعنا على افتتاح مركز العباقرة أنا وأخواتي الأميرة عبير والأميرة غدير. لم نشعر بأي فرق في المعاملة بين البنات والأولاد داخل العائلة. كان مشجعاً وداعماً قوياً لنا، أسأل الله أن يجعله في جنات النعيم.
– ما هي أبرز ثلاث محطات في حياتك؟
1. أول محطة كانت بعد التخرج، وهي افتتاح مركز العباقرة، الذي أصبح من أفضل وأقدم المراكز في الرياض. والحمد لله، افتتحنا فرعاً للمركز في محافظة قلوة بمنطقة الباحة، ونطمح للتوسع أكثر بإذن الله.
2. المحطة الثانية هي زواجي، حيث وفقني الله بزوج متفهم وداعم لطبيعة عملي. الحمد لله، رزقني بثلاث بنات جميلات: موضي، وهيفاء، ولولو. أسأل الله أن يحفظهن ويقر عيني بنجاحهن وسعادتهن في الدنيا والآخرة.
3. المحطة الثالثة هي تأسيس جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة، التي تقدم خدماتها لأكثر من 800 مستفيد من ذوي الإعاقة، مع قابلية الزيادة بإذن الله.
– ما هي أقرب هذه المحطات لقلبك، ولماذا؟
كل محطة لها طعم مميز حسب العمر والشغف المصاحب لكل مرحلة، وبالتالي كلها محطات مترابطة وتتوافق مع أهداف أسرتنا، وحلم والدي رحمه الله.
– من الشخصية التي تأثرت بها سواءً في العمل أو الحياة الخاصة، ولماذا؟
الشخصية التي أطمح أن أكون مثلها هي والدتي حفظها الله، فهي النموذج الحي الجميل الراقي، المتواضع، والواثق، المحب للخير. كانت والدتي عضواً في جمعية النهضة، ومنذ الصغر، كان العمل التطوعي ملازماً لنا معها. أتذكر مشاركتنا معها في رمضان والعيد، وخلال حرب الخليج كنا نساعد في توزيع الأرزاق، ورعاية الأيتام، وأي عمل تطوعي. شخصيتها جميلة ومحبوبة من الجميع، وأتمنى أن أكون على خطاها.
– من هي الشخصية التي لا يمكن للأميرة دانية نسيانها، ولماذا؟
حقيقة، شخصية صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة الفيصل حفظها الله. هي قدوة رائعة وشخصية مميزة مليئة بالتقدير والاحترام، والعمل الجاد بصمت وإتقان.
– قطار الرياض كان رؤية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قبل 16 عاماً. حدثينا عن هذا المشروع العملاق بعد أن أصبح واقعاً نعيشه؟
نفخر جميعاً بهذا التطور والتقدم الحضاري الذي وصلت إليه بلادنا الحبيبة، حيث أصبح الحلم واقعاً ملموساً.
– الرياض لا تنام ولا تتثاءب مع المشاريع العملاقة.. كيف ترين الرياض اليوم في هذا العهد الزاهر؟
ما شاء الله، الرياض الآن محور اهتمام ومتابعة العالم في كل المجالات، باعتبارها العاصمة التي تمثل شعاعاً يضيء لكل مناطق المملكة، والتي بدورها لا تقل تطوراً وإنجازاً عن الرياض.
– فازت المملكة باستضافة مونديال كأس العالم 2034. كيف ترين هذا الحدث الكبير؟
ألف مبروك لنا على هذا الإنجاز. إن شاء الله سأحضر الافتتاح بصحة وعافية. نفتخر بمنتخبنا الأخضر، الذي يملك خبرات واسعة في تصفيات كأس العالم.
– تشغلين منصب مدير عام مركز العباقرة للرعاية النهارية. متى تم تأسيس المركز وما هي أهدافه ورؤيته؟
مركز العباقرة بدأ كمدارس للدمج عام 1996. مع تزايد الخبرات واحتياجات ذوي الإعاقة، تم تعديل الاسم ليصبح مركز العباقرة، بهدف أن يكون كياناً احترافياً في التأهيل والتدريب، يسهم في تحقيق رؤية 2030. يقدم المركز خدمات التشخيص، الرعاية، التدريب، والتأهيل لذوي الإعاقة المتوسطة والشديدة، من خلال فريق عمل مؤهل.
– ما هي الفئات المستفيدة من خدمات المركز؟
يقدم مركز العباقرة خدماته لجميع فئات ذوي الإعاقة المتوسطة والشديدة، مثل التوحد، متلازمة داون، الإعاقة الفكرية، وتعدد الإعاقات، سواء في أقسام الإناث بالرياض ومحافظة قلوة، أو قسم الذكور بالرياض.
– تشغلين أيضاً منصب المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء ذوي الإعاقة.. ما هو العامل المشترك بين الجمعية ومركز العباقرة؟
كلاهما يعمل على تقديم خدمات مميزة لتحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، من خلال منهجية علمية وفريق عمل متخصص.
– ما هو أبرز ما خرجتِ به من تعاملك مع الأشخاص ذوي الإعاقة؟
تعلمت الصبر والتسامح، وأهمية إدخال الفرحة في وجوه الآخرين، وخاصة ذوي الإعاقة وأسرهم.
– هل سنرى لكِ مؤلفات عن الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية التعامل معهم؟
الحمد لله، لدي كتابان: مذكرات صديقة ومتلازمة السعادة. والقادم بإذن الله سيكون أفضل.
– بماذا تختمين هذا اللقاء؟
أشكر صحيفة مكة الإلكترونية على هذا اللقاء. وأدعو جميع فئات المجتمع، خاصة رجال الأعمال، لتقديم مبادرات توعوية وخدمية لدعم ذوي الإعاقة وأسرهم، وتوفير برامج تسهم في تأهيلهم وتعليمهم وتدريبهم، والثقة بقدراتهم، مع تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم.
