بدايةً، الرحمة تجوز على الأحياء والأموات، ويُشرع للمسلم أن يدعو لإخوانه المسلمين بالرحمة والمغفرة وبكل خير للأحياء والأموات. ولعلَّ من أقسى حوادث الدهر على الإنسان أن يُغيِّب الموت أحدًا ممن يحب.
والموت حق ومكتوب على كل البشر، كما قال الشاعر المخضرم كعب بن زهير:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلةٍ حدباء محمولُ
ومن لطيف الأخبار وعجيبها في هذا المعنى، ما تم تداوله حديثًا في المواقع الإلكترونية عن خبر وفاة الأخ العزيز الصحفي والمحلل الرياضي الأستاذ عدنان جستنية -أطال الله عمره في صحة وعافية-. فقد تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية، والرسائل عبر تطبيق الواتساب من العديد من الأصدقاء والزملاء تستفسر عن صحة الخبر.
قمت بعدها بالاتصال على هاتف الصديق الأستاذ عدنان جستنية أكثر من مرة دون الحصول على رد. بعدها حاولت الاتصال بزملائه من الكتّاب والرياضيين مثل الأخ جمال عارف، والأخ عادل عصام الدين، والأستاذ فريد مخلص وغيرهم، للتأكد من صحة الخبر. والغريب أنني لم أحصل على رد من أي منهم، إما بسبب ضغط الشبكة أو لعدم إمكانية الاتصال؛ وكان ذلك بمثابة تأكيد لخبر وفاة صديقنا العزيز الأستاذ عدنان جستنية.
نظراً لمتانة الصداقة التي تربطني به حزنت كثيرًا ودعوت له، وقمت بذبح خروف (حري) وتوزيع لحمه على الفقراء والمساكين، وطلبت منهم الدعاء له.
فجأة، في مساء يوم الثلاثاء الموافق 21 من رجب 1446هـ، تلقيت اتصالًا هاتفيًا من حبيبنا الأستاذ عدنان جستنية يطمئنني فيه بأنه لا يزال على قيد الحياة، حيٌّ يُرزق وبصحة وعافية، وأن كل ما في الأمر هو تشابه في الأسماء، حيث إن الفقيد هو قريب له من نفس العائلة ويحمل نفس الاسم (عدنان)، مع اختلاف اسم الأب.
حمدت الله على سلامة الأخ عدنان، ودعوت للميت (عدنان تاج جستنية) بالرحمة والمغفرة، وبطول العمر لحبيبنا الأستاذ عدنان جستنية. وقبل انتهاء المكالمة، طلبت منه أن يعوضني عن قيمة الخروف الذي قمت بنحره وتوزيع لحمه صدقة على روحه الطاهرة.
أللهم أرحمنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك يارب العزة والجلال..