همس الحقيقة
في لحظات مشاهدتي لحفل جوي أوورد الفخم، مرت على ذاكرتي يا أبو ناصر مجموعة من الذكريات، خاصة حينما بادرت مشكورًا بلمسة تقدير من معاليكم بـ”تكريم” معالي وزير الإعلام السعودي الأستاذ سلمان الدوسري. وهنا عاد بي الزمن إلى مرحلة الطفولة وبدايات بث التلفزيون في مملكتنا الحبيبة، ووزيرين لا يمكن أن يتجاهل التاريخ جهودهما الجبارة التي قُدمت في مرحلة صعبة، وهما الأستاذان جميل الحجيلان وإبراهيم العنقري.
من خلال مواقف “جريئة” وقرارات “مفصلية”، كانت تلك الجهود تقترب كثيرًا من شخصيتك الخلاقة. في ذلك العهد، لم يكن للمشاهد عدة خيارات، بل خيار واحد، حيث كان متابعًا منبهرًا بما يُقدم على الشاشة البيضاء من برامج متنوعة ومسلسلات عالية الجودة، وأفلام أمريكية، وبدايات دراما سعودية كنا نستمتع بها في شهر رمضان المبارك. بالإضافة إلى المنوعات الغنائية، كان أبرزها مسرح التلفزيون، الذي كان يظهر لنا مرة واحدة في السنة، نسهر معه في ليالي العيد.
• أسماء يا أبو ناصر من أشهر وأبرز مقدمي نشرات الأخبار، ومقدمي البرامج، والممثلين لم تحضر جمال عطائهم وغذاء الروح الذي كانوا يقدمونه في قوالب ثقافية متنوعة. كان لها أثرها الإيجابي عند جيل تأثر بهم وبتلك المسيرة الذهبية العطرة من مسيرة الإعلام السعودي وشخصيات عباقرة في ذلك الزمن.
صدقني، أحتاج إلى مجلد لذكر أسمائهم. مروا على عيني وأنا أتابع الحفل السنوي لهيئة الترفيه. ولو كانوا في هذا العصر الذهبي، لما بخلت بكرم تكريمك لهم.
• كان بودي في هذه النشوة الشبابية التي أعادتني لأيام الصبا والشباب أن أستثمر حفل جوي أوورد، وأستعرض شريط الذكريات الجميلة لجيل الطيبين. وهذا يحتاج مني كتابة مسلسل من الحلقات في مقالات اكتفيت بثلاثة منها، وربما أعود لإكمالها في الموسم المقبل تحت عنوان له علاقة بـ”طلاليتي”، وأغنية شهيرة للفنان الراحل طلال مداح “الله يرحمه”، عنوانها “في خاطري شيء نفسي أقوله”، لأختار هذه الأغنية عنوانًا لمقالي ورسائل من القلب موجهة إلى صاحب القلب الكبير والحب الكبير تركي آل الشيخ.