المقالات

أبعاد حملة “لا حج بلا تصريح”

حملة “لا حج بلا تصريح” التي تقوم بها صحيفة مكة الإلكترونية يمكن أن تشمل أبعادًا إنسانية، واجتماعية، ودينية، وسياسية، وإعلامية، لما لذلك من أثر بالغ الأهمية يمكن أن يعزز من تأثير الحملة، ويجعلها أكثر شمولية وإقناعًا لجمهور أوسع.

ففي بُعدها الإنساني، تعمل الحملة على حماية أرواح الحجاج وراحتهم، حتى لا يتعرضوا لمخاطر صحية ونفسية نتيجة الزحام الشديد، ونقص الخدمات، وصعوبة التنقل. كما تسهم في ضمان تقديم الرعاية الصحية والغذائية الكافية، وتوفير أماكن الإقامة الملائمة لمن يحملون التصاريح، مما يُعد احترامًا لإنسانيتهم.

أما البعد الاجتماعي، فيسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة بين جميع المسلمين في أداء الشعيرة؛ فمن يحمل تصريحًا يلتزم بالنظام، بينما من لا يملكه يتجاوز حقوق الآخرين، ويزيد العبء على الدولة والمجتمع، مما يؤدي إلى تفشي العشوائية والازدحام. كما يعزز هذا البعد من تقوية النسيج الاجتماعي المبني على احترام الأنظمة وروح التعاون.

وفي البعد الديني، يتجلى التزام الحملة بالأنظمة باعتبار أن طاعة ولي الأمر من مقاصد الشريعة، فالحج عبادة محكومة بشروط شرعية وتنظيمية، تضمن صحة الأداء، وسلامة الحاج، وتطهير النية، وتجنب الإضرار بالآخرين، وتحقيق مقاصد الحج الكبرى.

ويتمثل البعد السياسي في إبراز سيادة المملكة على تنظيم الحج، ونجاحها في إدارة الحشود، بما يعكس صورة إيجابية للمملكة عالميًا، ويعزز الأمن القومي. كما أن ذلك يسهم في الحد من التسلل والتهريب، وحماية الحجاج من استغلال عصابات الحج الوهمي.

أما البعد الإعلامي، فيظهر من خلال دور وسائل الإعلام في التوعية والمسؤولية المجتمعية، عبر نقل تجارب حقيقية، وقصص مؤثرة، وحملات توعوية مرئية ومكتوبة، وذلك للوصول إلى فئات مختلفة، لتصحيح المفاهيم الخاطئة، وزيادة تفاعل الجمهور مع الحملة

• عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

د. فيصل أحمد الشميري

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى